-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تعثر في الثمانينيات لأسباب سياسية

علي موزاوي يكشف لـ “الشروق” تفاصيل فيلم مولود فرعون

الشروق أونلاين
  • 7181
  • 0
علي موزاوي يكشف لـ “الشروق” تفاصيل فيلم مولود فرعون

كشف المخرج علي موزاوي في لقاء له مع “الشروق” بمكتبه وسط مدينة تيزي وزو عن تفاصيل فيلمه الجديد حول حياة ومسار الكاتب الراحل “مولود فرعون”، والذي انطلق تصويره مؤخرا بمنطقة القبائل، حيث أكد المخرج أن العمل كان مشروعا يعود إلى عام 1983، وكان من المفروض أن يرى النور في تلك الفترة.

  • لكن المشروع تعثر يومها لأسباب سياسية، ليعود مؤخرا مستغرقا سنتين من الإعداد والتحضير، قضاها المخرج وكاتب السيناريو في الاطلاع على كل ما كتب حول مولود فرعون داخل أو خارج الجزائر. وأكد صاحب فيلم “ميمزران” أنه سيكون حريصا في عمله الجديد على أن يكون وفيا لنهجه السينمائي في الاعتماد على حميمية السرد وإعطاء أبعاد جمالية وشاعرية للصورة التي  تعمل على إبراز البعد الذاتي للكاتب، من خلال العودة إلى منطقة القبائل “في كل فيلم  شيء من ذاتي” يقول موزاوي.
  • وفي العمل يمتزج أسلوب الفيلم الوثائقي مع بعض لقطات من الخيال الذي يعيد بناء مشاهد من حياة الكاتب الراحل مولود فرعون. الفيلم يستغرق 52 دقيقة يعمل من خلالها المخرج على استعادة وقائع حياة ومواقف مؤلف “ابن الفقير”، حيث أسند المخرج دور البطولة في المشاهد التي تعيد بناء جزء من حياة الكاتب للطفل “حنوش” في فيلم ميمزران، الذي يقول المخرج إنه وجد فيه بعضا من ملامح فرعون. أما دور مولود فرعون الرجل الشاب فيتم إسناده للطاهر مازالي، وأكد المخرج في هذا الصدد أنه لن يستعمل الحوار في نص الفيلم لأن مولود فرعون تحدث عن نفسه من خلال بيئته، لذا يعمل المخرج على استعادته من خلال هذه البيئة عبر الأرشيف الحقيقي الذي جمعه المخرج من عائلة الكاتب وأصدقائه. وفي هذا الصدد أكد موزاوي أن عملية التصوير تجري عبر العديد من مناطق القبائل، من تيزي هيبل إلى عين الحمام والأربعاء ناث ايراثن على أن يتم  تصوير بعض المشاهد أيضا بالعاصمة في كل من المدنية والأبيار أين عاش الكاتب لفترة من الزمن. غير أنه لم ينجح أبدا في أن يكون ابن المدينة، وكان طوال حياته يقول “لم أنجح في أن أكون ابن العاصمة أبدا”. وظل طوال حياته ابن القرية وابن الريف القبائلي  ببساطته وثقافته.
  • يكلف المشروع حسب صاحبه حوالي 36 مليون دينار، وساهمت وزارة الثقافة لوحدها بـ 7 ملايين دينار، وتلقى المخرج وعودا أخرى للتمويل من عدة جهات وهيئات وطنية جزائرية. وعن أسلوب العمل في الفيلم المنتظر يؤكد المخرج أنه يركز على 3 زوايا أساسية في تناول حياة “ابن الفقير” منها ما يعود لشخصه وهي الصورة التي انغرست في ذهنه ونفسيته وهو طفل، وعاشت معه تلك الشخصية التي تبرز مدى قدرة الإنسان على صناعة نفسه ومصيره، لأن الفقر المادي يقول موزاوي “لا يعد أبدا فقرا إذا ما قورن بالفقر المعنوي وفقر الثقافة والهوية والمعالم”.
  • أما الجانب الثاني الذي يتطرق إليه فيلم فرعون فهو شخصية المعلم والمربي، الذي استطاع أن يغرس في نفوس تلامذته قيم العائلة الجزائرية الأصيلة، عبر دروسه التي حاول أن يعوض فيها الشخصيات الفرنسية في الكتاب المدرسي ودروس المحادثة باستعمال الشخصيات الجزائرية حتى لا ينقطع الطفل والتلميذ عن محيطه العائلي وقيم محيطه.
  •  أما البعد الثالث للفيلم فيركز على فرعون المثقف صاحب المواقف الوطنية، المتشبع بروح الكلاسيكيات الغربية وقيم الثورة الفرنسية التي ما لبث أن طلقها، عندما اكتشف نفاقا فرنسيا في تعاملها مع الجزائريين، وهنا كشف المخرج أن فرعون لم يتأخر يوما عن مناصرة الثورة ودفع اشتراكاته في حزب الشعب، لكنه أيضا لم يتأخر في انتقاد وفضح بعض تجاوزات بعض الثوار، فكانت له مواقف صارمة وناقدة يسلك فيها سلوك المثقفين والمفكرين. لكن هذا ليس أبدا دافعا لتخوينه أو إقصائه. ويضيف صاحب المشروع أن مولود فرعون كان رجلا سبق عصره بالأفكار، التي دافع عنها وآمن بها ومات دون أن يراها تتحقق، وهي ذاتها القيم التي كتب عنها ودرّسها لطلبته.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!