-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عندما يستشعر الغرب الهزيمة..

عندما يستشعر الغرب الهزيمة..

يتأكّد يوما بعد يوم أن الغرب بات يدرك حدود قوته في فرض منطقه على العالم، برغم إفراطه في استخدام هذه القوة وعدم تردّده في استخدام كل مكوناتها لتحقيق أهدافه من عسكرية واقتصادية وسياسية وإعلامية..

تجلّى ذلك بوضوح أكبر في حربه على غزة. 6 أشهر من التحالف الغربي المدعّم للكيان الصهيوني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تتمكّن القوى الغربية مجتمعة من كسر إرادة الشعب الفلسطيني في جزء صغير من أرضه وبإمكانيات محدودة لوجيستية وعسكرية اقتربت من حد الانعدام التام في مجال الغذاء والدواء والصحة.. لم يجن الغرب المتحالف عضويا مع الكيان الصهيوني سوى أنه قتل الأطفال والنساء بالآلاف ودمّر كل أوجه الحياة في القطاع، أما الهدف الحقيقي من حملته الصليبية الجديدة هذه، فمازال بعيد المنال، بل لقد أدرك استحالة تحققه. لن يستسلم الشعب الفلسطيني ولن ترضخ المقاومة ولن تضع السلاح حتى وإن استمر الكفاح عقودا من الزمن، بل العكس هو الذي سيحدث، القوات الاستعمارية الغربية هي التي ستفقد إرادة القتال أكثر وستنهار اليوم أو غدا أمام الإرادة والعزيمة والإيمان القوي. يكفي فيديو من بضعة ثوان لمقاومين يستعدون للقتال سلاحهم بيد والقرآن بيد أخرى، لينهار هذا الوحش الغربي الصهيوني الفاقد لكل إنسانية والذي لم يعد يملك سوى القدرة على التخريب والقتل.. يكفي أن يصلّي في المسجد الأقصى وباحاته في آخر جمعة من شهر رمضان المعظم أكثر من 200 ألف فلسطيني لكي تنهار كل آلة الدعاية الصهيونية الغربية بأن فلسطين أصبحت دولة يهودية، يكفي أن يجري التنسيق بين فصائل المقاومة في يوم “القدس العالمي” في آخر جمعة من شهر رمضان المعظم، من لبنان إلى العراق إلى اليمن إلى طهران إلى عواصم إسلامية أخرى لكي يدرك الغرب أن الأمة الإسلامية إنما هي قادرة على النهوض مرة أخرى وبإمكانها استعادة قوتها وحقوقها، من خلال تغيير ميزان القوى في الميدان وعلى جميع المستويات. يكفي أن الغرب بات يعرف اليوم أنه وبرغم كل الحصار المضروب على الشعوب الإسلامية من طنجة إلى جاكارتا ومن غانا إلى فرغانة إنما تدعو، هذه الشعوب، في ليلة القدر بقلب واحد بالنصر لفلسطين وبالنصر للمقاومة في غزة.. يكفي أن مراصد توجهات الرأي العام لديه تدرك ذلك، وتعلم أنه لولا الحواجز التي تقيمها الأنظمة التابعة للغرب هنا وهناك لاتحدّت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد ولأعلنت النفير لتحرير فلسطين.. يكفي الغرب أن يشعر بذلك، وأن يستشعر حدوث ذلك، ليتوقع هزيمته القادمة طال الزمن أو قصر…

إلى متى سيبقى محتكرا الفضاء والأجواء بطيرانه وأقماره الصناعية؟ إلى متى سيعجز “حزب الله” اللبناني على رصد ومواجهة طائرات الـF35؟ ولا أقول جمهورية إيران الإسلامية؟ إلى متى سيبقى الكيان قادرا على التهديد بالسلاح النووي بدون أن يخاف الردع بمثله؟ لن يستمر ذلك أكثر من جيل لتتغير المعادلة، إن في الشرق الأوسط أو في بقية العالم الإسلامي. والأمل كل الأمل يكمن هنا، أن شعوبنا وأممنا المضطهدة اليوم إنما هي في طور الصعود والوعي بالعودة إلى الذات وبناء الذات، أما أممهم، فكل ما تُعوّل عليه هي أنظمة هشة موالية لها فاقدة للشرعية، ومجموعات أفراد يسمونهم نخبا تغريبية يحمونهم ويدعمونهم مقابل التحكم من خلالهم في قارات بأكملها، يعلمون جيّدا أنها مناهضة لهم وتعمل في صمت لإعلان التحرر التام من هيمنتهم، بعد التحرر الأول من الاستعمار المباشر، بعد تضحيات جسام…

فأين يوجد أمل أكبر عندنا أم عندهم؟ بلا شك كل المؤشرات تدل اليوم أن القوى الغربية في اضمحلال من الداخل لولا تلك القوة المفرطة التي اكتسبوها طيلة قرون من الهيمنة على العالم، أما نحن، فنواتنا الداخلية صلبة صلابة نواة المقاومة في غزة، وسواء طال الزمن أو قصر، فإن أسباب القوة المادية سيتم امتلاكها، وعندها ينهزم الكيان والغرب ويولون الدبر صاغرين منهزمين، يومئذ يفرح المؤمنون..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!