-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

غطرسة ونفاق!

الشروق أونلاين
  • 6363
  • 9
غطرسة ونفاق!

طبيب نفسي شهير، حلّل صورة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك خلف القضبان، فقال أنه مصاب بمرض سمّاه متلازمة الغطرسة، وهو داء ينتج عن بقاء صاحبه مدة طويلة في السلطة المطلقة.

  • كلام الطبيب يجعل قارئه يفكر في الحالة النفسية للزعماء العرب الذين استمروا في مناصبهم عقودا طويلة، يغفرون خلالها كل شيء إلا الشرك بالسلطة أو ارتكاب جريمة المطالبة بالتداول عليها، أو الوقوع في فخّ الحرص على شفافية الانتخابات وتعددها.
  • مبارك لن يرتاح من مرضه حتى يُنقل إلى القبر جثة هامدة، كغيره من الزعماء العرب المستبدين، ولاشك أن متلازمة الغطرسة هذه، أصابت أيضا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والذي رغم مرضه ونجاته من موت محقق، وتشوّه جسده بالكامل، إلا أنه رفض الإذعان والانسحاب مفضلا مواصلة المواجهة، وتصفية المعارضة، بما يثبت أنه مصاب أيضا بالداء المذكور آنفا والذي لا يردعه إلا الموت ولا يوقفه إلا القبر.
  • في مصر يريدون محاكمة وزير الإعلام الجديد في حكومة الثورة، لأنه أباح نقل محاكمة مبارك مجانا لكل دول العالم، ولم يبعها أو يسوّقها كحدث تجاري مهم، كان سيغدق على التلفزيون المصري عائدات اشهارية أكبر ربما من نقل نهائي المونديال في كرة القدم!
  • لكن وأمام تهافت الفضائيات على نقل المحاكمة، وإبراز الفرعون وحاشيته خلف القضبان، توانى المصابون بمتلازمة الغطرسة عن الظهور، واختفوا في الظل، فكان التلفزيون السوري واليمني، والقنوات الليبية، هي وسائل الإعلام الوحيدة التي لم تتحدث عن المحاكمة حتى في نشراتها، فما بالك بنقلها على الهواء مباشرة!
  • غطرسة الأسد، وتعنّت علي عبد الله صالح، ودموية القذافي، تشبه جميعا في تفاصيلها، ما كان عليه مبارك وبن علي بالأمس، وما مارسته أيضا حفنة الاستبداد التي حكمت المنطقة على مدار عقود طويلة، فتباهى الإعلام المطبل والمزمر خلالها بالزعيم الأوحد، ومجّده طالما استمر في الحكم، ثم انقلب عليه مكتشفا بعد الثورات، أنه لم يكن سوى مريض نفسي، مليء بالعقد!
  • أغاني وطنية ذابت في حب الزعيم، ومسلسلات وأفلام روت سيرته البطولية الخالدة، ونشرات أخبار لم تكن تفتح ولا تختم ساعاتها إلا بالحديث عن انجازاته التاريخية، وكتب وروايات لم تتحدث في صفحاتها وفصولها سوى عن أمجاد القائد المخلص المغوار، وعلماء ومفكرون ومثقفون وفنانون، وأئمة ورياضيون لم يسبحوا في حياتهم سوى بحمد الزعيم الملهم!
  • هؤلاء جميعا ساهموا في مضاعفة مرض مبارك وبن علي والقذافي والأسد، وصنعوا منهم ضحايا لمتلازمة الغطرسة، لأنهم باختصار، هم أيضا مصابون بمتلازمة النفاق والخوف والمسكنة!.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • abbad1

    ان صدام حسين ليس دكتاتوري بقدر ما هو زعيم عربي قتل على يد الخونة ليس مثل اولئك الحثالة من الحكام العرب الحاليين الذين أبادوا شعوبهم من أجل الكرسي

  • hakim

    لماذا فقط مبارك والأسد وصالح والقذافي أم لأن السكاكين تنهال على الثور فقط عندما يسقط. نحن متفقون أن هؤلاء كلهم مجرمون ومصابون بعقد لا حصر لها لكنهم على الأقل إما غادروا السلطة أو على وشك. أما في بقية الدول العربية ليس فقط ما زلنا غارقين في نفس الآفات التي تخلص منها جيراننا أو يكادون يتخلصون منها لكن محكوم علينا أيضا المرور بنفس التجربة القاسية لإسقاط الأنظمة. وأنتم معشر الصحافيين ماذا تفعلون تخرجون السكين أمام الرئيس المخلوع وتطبلون للرئيس الذي ما يزال في السلطة كما تفعلون مع المزور بوتفليقة !

  • رياض

    wa ida kolta lahou itaki allaha akhadathou al izatou bil itm. edeyem rabi fi moulkou

  • ابومحمد

    دوام الحال من المحال وأعطينى رأيك الصريح فى باقى الحكام يا فاهم

  • رياض

    wa ida kolta lahou itaki allaha akhadathou al izatou bil itm. edeyem rabi fi moulkou

  • alilo

    كانك نسيت امراء الخليج وهم اصل كل بلاء

  • مراد-قسنطينة

    اعتقد ان الصورة البليغة التي بثتها الفضائيات المصرية والمتعلقة بمحاكمة مبارك واله وصحبه لا تكشف الا عن الوقاحة والدناءة لدى الحاكم العربي الموالي للغرب والصهيونبة اعتقد ان الفرق بين صدام حسين ومبارك شاسع جدا بالرغم من ان صدام ايضا كانت له ممارسات دكتاتورية على شعبه الت الى ما هو عليه الوضع الان الا اننا نعترف للرجل بانه مات موتة الرجال وكان بامكانه ان يعيش في بدخ شامل لو تنازل لامريكا فما مات موتة الكرام غير ان مبارك واله وصحبه بالرغم من موالاتهم لامريكا فانهم ماتوا موتة اللئام ولو كتبت لهم حياة

  • محمد الغرداوي

    ما فهمناك بعد ؟ مرة مع الثورات والإطاحة برؤوس الشر والفساد في الوطن العربي ، ومرة مع هذه الرؤوس الفاسدة التي أهدرت الدم والمال بل والعرض العربي .

  • rida21

    السلام ،
    لا تنسى بأن هذا المرض متفش في المجتمع الجزائري من مسؤولين وشعب بسيط، فالجزائري جنرال صغير إذا وضع في مسؤولية استأسد على إخوته وأصبح متغطرصا وأسدا شرسا، فلماذا نلوم مسؤولينا ، والواحد فينا يبقى بسيطا حتى إذا نال شرف أن يكون بوابا في بلدية ما إلا وأصبح جندا طاغيا بكل ما في الكلمة من معنى.
    وهذا العبقري لماذا اكتشف هذا الاكتشاف في هذا الوقت بالذات أم أنه من صنف ابن آوى لا يأكل إلا الجيفة، فلتكن أسدا بمعنى الكلمة أم صه فمك ! خيرا لك ولأمة أصابها وبال الجهل والأمية والخنوع والخضوع في عقيدتها