-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يترقبن فارس الأحلام

فتيات معلقات بالأبراج..هل هي تسلية أم بحث عن الغيبيات؟

الشروق أونلاين
  • 5203
  • 0
فتيات معلقات بالأبراج..هل هي تسلية أم بحث عن الغيبيات؟

يستهوي عالم الماورائيات والغيبيات الكثير من الأفراد،ولعل الأبراج من الظواهر التي تصنف ضمن هذا العالم، وهي دخيلة علينا وأصبحت تحتل حيزا كبيرا في وسط عكر،يعكس الواقع المر، ويحتضنه شبابنا ذكورا وإناثا،مبتعدين عن تعاليم دينهم الحنيف القاضي بالإيمان بالقدر خيره وشره،يتقصون أخبار حظهم، باحثين عن بصيص أمل يخرجهم من الظلام إلى النور،لكن غالبا ما يتحول ذلك من مجرد فضول إلى إدمان يؤدي بصاحبه إلى الغوص والغرق في عالم لا يستطيع الخروج والإفلات منه.

الجنس اللطيف وهوس الأبراج

باعتبار الأبراج عالما مجهولا يختص بقراءة المستقبل والغيبيات،أصبح يجلب إليه الكثيرين للإطلاع على حيثياته بفك رموزه، ولعل رقة وإحساس النساء وبحثهن عن بصيص أمل للهروب من الواقع المعيش، هو ما جعلهن يقبلن على تصفح صفحات الأنترنيت تارة ومطالعة المجلات تارة أخرى، وحتى الاستماع إلى برامج الإذاعة ومشاهدة التلفزيون، ويأخذ جانب الروابط والعلاقات الاجتماعية حصة الأسد في متابعة الأبراج،فرغبة الفتاة في دخول القفص الذهبي وتوديعها بذلك عالم العزوبية،خاصة بعد وصولها للعقد الثالث من العمر تجعلها تدق ناقوس الخطر بالقيام بكل المحاولات، حتى وإن كانت يائسة،فـ”مريم” 23 سنة، والتي التقيناها أمام محطة الترامواي بحسين داي،واحدة من اللواتي تداومنّ على شراء الجرائد والمجلات ومتابعة الأبراج أينما كانت،فقط في رأيها لتجد عزاءً يواسيها في وحدتها لعلها تقرأ أو تسمع خبرا مفرحا يرفع من معنوياتها، وترى ما تخبئه لها الأيام وقد يغير من حظها العكر، وتقول إنه لا يهمها حكم الناس عليها من جراء تتبعها للأبراج وإن كانت حقيقة أم خرافة، فهي تريد تصديقها لتزيح قليلا من الملل والروتين عن حياتها.

وقد يتعدى ولع الفتيات بالأبراج تقصي أخبار حظهن إلى التحري عن مزايا وصفات أبراج نصفهن الآخر وشريك حياتهن سواء في إطار الصداقة أو الحب أو الخطوبة والزواج،فـ”كريمة” 27 سنة عهدت إلينا أنها مخطوبة، ولا تكف عن متابعة برج خطيبها متى يتسنى لها ذلك،حيث إن أول شيء استفسرت عنه هو تاريخ ميلاده لتهرع لكشف ثنايا شخصيته الإيجابية منها والسلبية،وهل هي متوافقة مع برجها ومع شخصيتها، وهذا كله خوفا من مصيرها معه، لأن الزواج بالنسبة لها رباط مقدس تسعى لإنجاحه.

أما “نوال” 32 سنة، وهي ربة بيت فأعادتنا إلى الوراء معها باستحضار أيام الثانوية، حيث إنها كانت تحب شخصا لكن حبها كان من طرف واحد، وراحت تتابع برجه وتوهم نفسها أنه واقع في حبها، فعاشت الحلم وصدقته حتى جاء اليوم الذي سمعت فيه أنه خطب امرأة أخرى،فكانت صدمة كبيرة لها، لكنه كان درسا لها اكتشفتمن خلاله أنهابإتباعهاللأبراج تحفر لنفسها حفرة لن تستطيع الخروج منها بسهولة، أين تحوم حولها الأوهام والأسقام تلعب بنفسية ومشاعر المرأة وتؤثر فيها وتجعلها متذبذبة وغير متزنة.

إذن هي حال الأبراج مع النساء، لكن صفة العقلانية والرزانة لا تعفيه من متابعة الأبراج وهذا ما أكدته “منال” بقولها إن الرجل معني مثله مثل المرأة بالإيمان بعالم الغيب ومحاولة معرفة حظه ومستقبله.

من عادة وفضول إلى إيمان بالغيب

والأبراج ظلت مع مرور الزمن من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في المجتمعات،وهي محط اهتمام الكثيرين وما تزال ملاذا لمن يريد معرفة المستقبل، تبدأ بمجرد تقليد للغير أو الإطلاع فقط على خفايا الأيام،ومع الوقت تصبح إدمانا وتصديقا وإيمانا بالغيب، وفي هذا الصدد كان لنا استطلاع لبعض آراء المارين في نواحي حسين داي حول هذا الموضوع، فقال “محمد” 36 سنة إن طبعه الفضولي قاده لقراءتها والاستهزاء بمحتواها وبمتتبعيها، وذلك منذ ما يقارب 10 سنوات وغايته في ذلك تأكيد أنها خرافة ولا تمد للحقيقة بصلة، وشيئا فشيئا أصبحت التوقعات تصدق وبدأ ينتظر حدوثها وانتهى به الأمر أن أصبحمن المدمنين عليها بشكل يومي ودائم..إلى ذلك يذهب بعض الناس إلى الاتكال على الأبراج دون التحريك ساكنا،فكمال 29 سنة يقول إنه ينتظر ما يحمله له برجه من مفاجآت سارة أو سيئة بفارغ الصبر خاصة من الناحية العملية، حيث يكون حاضرا غائبا ويتربص أي جديد يذكر مؤمنا بتحققه ولو بنسبة 50 في المائة.

هنا نجد أناسا يتمادون في إيمانهم بالغيب إلى حد أنهم يرفضون الرأي الآخر وأي تكذيب أو انتقاد لفحوى ما تخبئه لهم الأيام،لكن هذا لا يعني  عدموجود فئة أخرى تعاتب من يقومون بقراءة الأبراج وتصديقها ويقولون إن ذلك إثم والغوص في الغيبيات هو شرك بالله.

كذب المنجمون ولو صدقوا

وبالرغم من أن عالم الأبراج وما يشابهه من تنجيم وقراءة الطالع وغيره هو من المحرمات،إلاأن وسائل الإعلام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي وحتى الكتب تعمل على جذب ذوي النفوس الضعيفة إليها عن جهل أو غير ذلك، عن طريق تنميق صورة الأبراج والاجتهاد في محتوى كل منها قصد استقطاب أكبر عدد من القراء والمشاهدين والمستمعين لهدف تجاري محض، ورغم ذلك نجدأن هناك من لا تستهويه مثل هذه الأمور،بل أكثر من ذلك ينفر منها ويعتبرها تعد على حدود الله ومنهم “سمير” 28 سنةوالذي التقيناه ونحن في طريقنا إلى رويسو،حيث يرى أنه لا يعلم الغيب إلا الله والأبراج تتحرى الغيبيات، فهي حرام ومصير من يؤمن بها النار وبئس المصير، ويرى أن سبب اتجاههم هذا هو بعدهم عن دينهم،أما سامية التي صادفناها أمام باب المكتبة الوطنية بالحامة،فتقول إنها لا تصدق ولا تثق أصلا في محتواها لأن كل ما يجري للإنسان مقدر،وهي تؤكد أنها تؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، وأنالأبراجإنما هي مضيعة للوقت وكل إنسان له عقل ويفكر،يعي أنها خرافات لا علاقة لها بالواقعوحتى إن صدقت فهي من قلائل الصدف.

فاروق زموري إمام في مسجد سطاوالي: “الأبراج تدخل في خانة الشرك بالله”

 

 الأبراج آية من آيات القرآن الكريم في قوله “تبارك الذي جعل من السماء بروجا وسراجا وقمرا منيرا”الآية 61 من سورة الفرقان، والله عز وجل اتخذ للأبراج منازل، وحسابا، وذلك ليحدث عقدا ليستفيد وليمشي المسلمون عليه في دنياهم حتى يعطيهم طريقا في هذه الحياة،خاصة أن إيماننا أصبح مهزوزا فبعض المسلمين لا يلتزمون بالعبادات والعمل الصالح في حين أنهم يتهافتون على الأبراج وأصبحوا يتبعون الغرب في خرافاتهم وبهتانهم، وإيمانهم بالأبراج ليس من باب أنهاآية عظيمة من آيات الله عز وجل، وذلك يستوجب حبه وطاعته وإتباعه والعمل على نيل رضاه، وإنما أصبحت فأل خير أو شؤم وغالبا أصحاب هذه الأبراج يروجون بضاعتهم وجرائدهم وقنواتهم، فأصبحت قنوات للأبراج وتوقعات ماذا يحصل في المستقبل لهذا أو ذاك أو لاعبينمشاهير أو كذا وكذا، فيجب الابتعاد عن هذه التفاهات والتوكل على الله، فما أصابك لن يبطئك وما أبطأك لن يصيبك،فإذا كان يقوم بالأبراج علماء فلك لطلب حقائق واكتشاف عظمة الله عز وجل ويسخرونها فيما ينفع الإنسان في حياته، فهذا جيد ويشكرون عليه ما،أما إن كانوا من الانتهازيين والسحرة والمشعوذين، فهذا يدخل في خانة الشرك بالله ومن يقصدهم ويتبعهم فقد كفر بما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لأن محمد عليه الصلاة والسلام أشيع عليه الحق والصدق وكلامه إنما هو وحي يوحى، وحذرنا من هؤلاء ومن يقبل عليهم لا تقبل صلاته لأربعين يوما ومن يفعل ذلك نقول له عاقبتك على المحك وسحقا لك”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • محمد

    الله يهديكم انصحوا الناس و بينولهم بان الابراج شرك اكبر بالله غوض ما تروجوا له بهذه الطريقة ..........

  • عبدو

    ما لا ينتبه اليه كثيرون
    مثلا لنفرض ان 3000 شخص ولدوا في الزمن نفسه في البرج نفسه وفي المكان نفسه بغض النظر عن كونه رجلا او امرأة فيلفتي لنا هؤلاء المنجمون في هؤلاء
    ونستطيع ان نقول ان التنجيم يعلم الكسل و يصيب بالاحباط و الوهن والشلل و الوسوسة و المفاجآت غير السارة و اكثر من ذلك ربما حتى الانتحار .
    ولن يبقى عنذئذ الا ما يقدمه الواحد من عمل و جهد و تفكير و تخطيط ... و البقية على الله
    قال علي رضي الله عنه (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)