-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تسريبات عن دفع 20 مليون أورو لتحرير بترونين

فرنسا… أقوال ضد الإرهاب وأفعال لتمويل الإرهابيين!

فرنسا… أقوال ضد الإرهاب وأفعال لتمويل الإرهابيين!
أرشيف

لا شكّ أنّ عودة آخر رهينة فرنسية في العالم، صوفي بترونين، الجمعة، إلى بلادها سالمة بعد تحريرها من قبضة مسلحين في مالي لأربعة أعوام كاملة، يعد حدثا إنسانيّا كبيرا يحقّ مبدئيا للرئيس إيمانويل ماكرون أن يحتفي به أمام الشعب الفرنسي في صورة إنجاز سياسي ودبلوماسي للرجل في حماية رعيّة تتبع لسلطانه.

لكن ماذا عن كواليس “الصفقة” المخفيّة؟ وعن حقوق شعوب منطقة الساحل الأفريقي، وعلى رأسها الجزائر، في التخلص من آفة الإرهاب التي تتغذى منذ سنوات على عوائد الفدية المدفوعة لتحرير رهائن “القاعدة” وشقيقاتها في الإقليم المضطرب؟

تسريبات عديدة ومتواترة، بما فيها من الإعلام الفرنسي نفسه، تؤكد دفع مبلغ طائل ما بين 15 إلى 20 مليون يورو، مقابل تحرير الرهائن الأربعة (الفرنسية صوفي بترونين، وزعيم المعارضة الماليّة سومايلا سيسي ورهينتين إيطاليتين).

وإذا كان من الصعب التثبت من حقيقة الأرقام المتداولة، فالمؤكد أن ما جرى هو صفقة بين الأطراف المعنية، لم تكن مقتصرة على الإفراج عن سجناء تنظيم القاعدة من قبل الحكومة الماليّة (الوجه الظاهر في العملية)، أما الأموال فهي الفعل المستتر في التبادل، لأنّ ذلك من ثوابت التفاوض التي لا تنازل عنها بين الجماعات الإرهابية في الساحل والأنظمة ألأوروبية.

وبذلك، فإنّ الإرهاب الإقليمي في المنطقة سيستفيد مجددا من مداخيل طائلة لإنعاش نشاطه من خلال صفقات السلاح والتمويل، مثلما يستفيد من حيوية عناصره المفرج عنهم واستئنافهم لأعمالهم الإرهابية ضمن المليشيات المسلحة.

ما أقدمت عليه إدارة الإليزيه ليس استثناء في عرف النظام الفرنسي، فهو لم يتوقف يومًا عن دفع الفديات لتحرير رعاياه مهما كانت النتائج الوخيمة على بلدان المنطقة، ونتذكر عام 2015 الجدل الحاد في باريس بشأن الفدية التي راجت على نطاق واسع وتم دفعها نقدا إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مقابل تحرير الرهينة سيرج لازارفيتش، برغم نفي الرئيس فرانسوا هولاند وقتها للواقعة.

وبذلك تثبت باريس مرة أخرى أنها لن تكون أبدا طرفا في حل أزمة الساحل الإفريقي، لأن ما يهمها هو فقط مصالحها الضيقة، بل إنها بسلوكها غير القانوني ولا الأخلاقي تفتعل ضمنيا الإرهاب وتغذيه بكل الطرق لإيجاد تبريرات دولية في التدخل المباشر بالمنطقة، دفاعا عن مكتسباتها الاقتصادية وتأمينا لامتيازاتها “التاريخية” من الثروات!

تحرير الإرهابيين ودفع الفدية المجرّمة والمفاوضات مع الجماعات المتمردة لا يعنى سوى أنّ فرنسا ليست أبدا شريكا موثوقا في مكافحة الإرهاب ولو زعمت، بل هي عون له عمليّا على الانتشار!

إنّ ما تقوم به فرنسا مجددا من تعامل مع الإرهابيين بطريقة انفرادية خارج الإرادة الجماعية الإقليمية والدولية، يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي المجرّم للفدية أولا، وتجاوزا لالتزاماتها داخل بيت الإتحاد الأوروبي ثانيًا، ومختلف شركائها الأفارقة، فضلاً على أنه إخلال بتعهداتها تجاه مقاربة الجزائر ودول الساحل في محاربة الإرهاب، آثرت من خلاله تغليب مصالحها الخاصّة على حساب أمن المنطقة.

لقد أدان الاتحاد الأوروبي بشدة، ضمن لائحة تمت المصادقة عليها في لوكسمبورغ عام 2015، عقب اجتماع لوزراء الخارجية، اختطاف الأشخاص من قبل جماعات إرهابية وإطلاق سراحهم مقابل دفع فدية.

وأشارت اللائحة المذكورة إلى أن “الاختطاف مقابل فدية يشكل مصدرا لتمويل الإرهابيين ويدعم قدراتهم على تهديد مصالح الدول وأمنها”، وهو ما يعني الدعم الصريح لمقاربة الجزائر بهذا الشأن.

من جهتها، صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبر 2012، على لائحة تدعو الدول الأعضاء إلى الامتناع عن تمويل أو دعم النشاطات الإرهابية.

وقد أعربت الجمعية العامة في هذه اللائحة عن “انشغالها لارتفاع عدد الاختطافات وحجز الرهائن للمطالبة بفديات أو امتيازات سياسية من قبل الجماعات الإرهابية”، معتبرة أنه “يجب معالجة هذا المشكل”.

وفي مطلع 2014، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا “يدين جرائم الاختطاف وأخذ الرهائن من قبل جماعات إرهابية بهدف جمع الأموال”، داعيا “جميع الدول إلى منع الإرهابيين من الاستفادة بشكل مباشر أو غير مباشر من دفع الفدية أو التنازلات السياسية، وتأمين إطلاق سراح الرهائن”.

وتعتبر الجزائر من أهم المبادرين بمختلف اللوائح الأممية التي أكدت مرارا رفضها القاطع لدفع الفديات للمجموعات الإجرامية، ولا تزال تواصل جهودها لأجل “الوصول إلى تجريم فعلي لهذه الممارسة التي تشكل المصدر الأساسي لتمويل الإرهاب والجريمة المنظمة”.

يحدث ذلك، في وقت لا تزال دول غربية، وعلى رأسها فرنسا، غير مكترثة بمخاطر دفع الأموال للإرهابيين في الساحل الإفريقي، لأنّ مكاسبها السياسية محليّا مع الرأي العام الفرنسي مقدمة على جهود المجتمع الإفريقي والدولي عموما في استئصال الإرهاب العابر للقارات، بل إن تعفين الوضع في مناطق التوتر الإقليمي بأفريقيا جنوب الصحراء يخدم أجنداتها الخاصة، برأي مراقبين، فهي تبحث دومًا عن تسويغات مصطنعة تتيح لها التدخل العسكري المباشر لتأمين شركاتها في المنطقة وحراسة الثروات المنهوبة بمنطق الغنائم التاريخية.

بينما تبقى شعاراتها تجاه الإرهاب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجغرافيا الخارجية العربية والأفريقية، مجرد خطابات أسطوانية للاستهلاك الدولي، سرعان ما تفضحها الممارسات الميدانية بسلوكيات مجرّمة قانونا وأخلاقا وبكل المعايير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
17
  • الهدهد- جزائر الأحرار

    ( إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)......

  • الجزائر العميقة

    لا مسلمة ولا هم يحزنون بل هي باه تنجح في المهمات القادمة

  • قولها و متاخفش

    علاه تكبرو في الموضوع ..ثروات وذهب يسيل لعاب فرنسا ..شعب يدافع عن بلده تسمونه ارهاب و فرنسا اللعينة بفرنسا فقط ..لا يهمني من هؤلاء في كل دول العالم الرهائن سلاح ذو حدين تتم به تبادل اسير باسير او باموال باهظة وبيت القصيد هو تفاجؤ ماكرون بالرعية الفرنسية الرهينة و هي تقول له عاملوني كانسانة لذا اسلمت و لله الحمد الاسلام بريء يا اعداء الاسلام

  • شاوي حر

    ان فرنسا وعملائها سلوكاتهم كالعاهرة تدعي الشرف في النهار وتمارس الرذيلة في الليل

  • يوغرطة

    التنسيق الامني الاستخباراتي والعسكري واللوجستي الذي قدمته السعودية -تمويل باموال الحج والعمرة والنفط لداعش الارهابية السلفية الوهابية واختها جبهة النصرة واحرار الشام وكل المرتزقة والقتلة الماجورين - بمساندة فرنسا- كانت رنسا في عهد فرانسوا هولاند تدرب وترسل الارهابيين الذين خرجوا من المدارس الوهابية هناك باوروبا الي سوريا العراق ليبيا وتونس - واسرائيل والولايات المتحدة -دعم لوجيستي للمليشيات الداعشية الوهابية -

  • amine oran

    فرنسا اشعلتها في ليبيا و الان تريد اشعالها في مالي .

  • محمد☪Mohamed

    Qui ne risque rien n'a rien.
    لما تعطي الفدية ,ممكن تتعرف.. تكشف الإرهابي بي تكنولوجية بالأقمار الصناعية بالمخابارات , ممكن أي خطء تتعرف على موقعم المهم تحثك بهم وتحاول .
    لما ترفض تجني الجثث وتبقى بدون أي معرفة على الإرهابي وتبقى تحث A sa merci .

  • عبده

    اكتبوا حتى يعرف الناس ان.الارهاب صناعة الغرب و المستعمر السابق.

  • salah

    ça on le sait depuis belle lurette. et puisque la France sème le désordre dans la région, comment ne pas rompre les relations diplomatiques avec elle, comment ne pas l'ester devant les juridictions pénales internationales

  • ملاحظ

    ‏ساعات وماكرون يقف في مطار باريس لإستقبال ‎السيدة الفرنسيةالتي أطلق سراحها في مالي بإعتقاده أنّها تحمل رسائل الحقد على الإسلام والمسلمين
    فإذا به يسلم عليها وتخبره بأنّها أسلمت وغيرت إسمها إلى مريم
    ?️يقول الفيلسوف الفرنسي (ميشيل أونفري)
    في تشخيص مشكلة #فرنسا ?? مع الإسلام ‼️
    ▪️"تقصفون بلادهم، وتشردون أسرهم، وترسمون نبيهم بأبشع الرسومات، وتساندون المسيحيين الأفارقة وتسلحونهم ليقتلوا المسلمين في مالي وأفريقيا الوسطى، ثم تظهرون بمظهر الضحية" ‼️

  • maknin

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَيأتِينَّ على الناسِ زَمانٌ قلوبُهم قلوبُ الأعاجمِ، حُبُّ الدُّنيا، سُنَّتُهم سُنَّةُ الأعرابِ، ما أتاهم من رزقٍ جعلوه في الحيوانِ، يَرَوْن الجهادَ ضَررًا، والزكاةَ مَغْرمًا).[

  • hayar

    صكوهم صكت حمار ... تكح 20م اورو و صوفيا تولي مريم ... ههههه

  • ديار الغربة

    الأوباش لا يهمهم ما دامت الحرب و الخراب ليس في بلدانهم
    لقد رأينا قوافل من داعش و النصرة في سوريا بالدبابات و الأسلحة الثقيلة و لما إنتهت مهمتهم اختفوا في وقت وجيز لم نرى لهم أثر...أمر عجيب يدعوا للاستغراب حقا
    اللعبة القذرة من الغرب واضحة بأن الدور على الجزائر بعد ليبيا
    لكن هيهات هيهات الشعب الجزائري ليس نائما و يعرف مصلحة بلاده و ما يدور في الكواليس
    اللهم أحفظ الجزائر و شعبها و جيشها و فقط!!!

  • Mohdz

    الله أكبر ولله الحمد

  • نحن هنا

    الدول التي تحترم شعوبها وتحمي رعاياها تصهر على انقاذ حياتهم اذا كان ولابد مهما كانت التكلفة لأن نفوس رعاياهم عندهم أغلى مما تتصور ولاتظن أنك تتحدث عن أنظمة تهين شعوبها وتبيعهم في المزاد وإن تعجب فعجب قولك: انقاذ رهينة جريمة" تبا لقوم هانت نفوس البشر عندهم

  • ملاحظ

    ماكرون ملحد صاحب نظرية الخبيثة ، الاسلام يمر بأزمة في العالم، تصفعه #مريم التي إستقبلها بالمطار ليهنئها على سلامتها بعد أربعة سنوات من خطفها و حجزها كرهينة بمالي، ليفاجأ بها بعد أن نادها #بصوفيا ، فإذا بها تصدمه، بأنها #مريم_المسلمة و ليست #صوفيا_الكاثوليكية، و بدلا من أن تقول له : حمدا للصليب..قالت له : حمدا لله الواحد القهار ..
    فعلا...ماكرون، يمر بأزمة ..
    * فبهت الذي كفر*
    في أمان الله و حفظه.

  • أستاذ

    فرنسا هي الارهاب فرنسا هي محور الشر !! تتدخل بين اليومان وتركيا لصالح اليونان المسيحية برلمانها يحيي الحرب التي حدثت بين الارمن والاتراك لصالح الارمن المسيحيين تتدخل في لبنان لصالح المسيحيين مثلما تدخلت في صربيا ضد البوسنة أي مع صربيا المسيحية آنذاك تتدخل ضد حكومة الوفاق الشرعية في ليبيا لماذا ؟ لأنها تضم شخص أو 2 من اخوان ليبيا !
    فرنسا تبغض الاسلام ورئيسها أيد مجلة شارل هبدوا التي أغادت الرسوم المسيئة
    في الخلاصة لا تختلف فرنسا عن اسرائيل