-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ميلاد المجلس العالمي للجالية الجزائرية بالمهجر

فضاء جديد يملأ فراغ ودادية الجزائريين بأوروبا

محمد مسلم
  • 1090
  • 0
فضاء جديد يملأ فراغ ودادية الجزائريين بأوروبا

أعلن النائب الأوروبي السابق ذو الأصول الجزائرية، كريم زريبي، عن إنشاء المجلس العالمي للجالية الجزائرية، في مهمة تستهدف ملء الفراغ الذي تركته “ودادية الجزائريين بأوروبا”، التي اندثرت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، بعد دخول البلاد مرحلة جديدة قوامها التعددية الحزبية.
ووفق مؤسس هذا المجلس، كريم زريبي، فإن الهدف من وراء انشائه، هو المساهمة في تنمية الجزائر من خلال “إنشاء شبكة عالمية للمغتربين وجمع المهارات الجزائرية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ووضع دليل رقمي باسم هذه الكفاءات من أجل وضعها على سكة دعم بلادها في تجسيد التنمية وتحقيق الرفاهية”.
وفي خطاب التأسيس بأحد الفنادق الباريسية، قال كريم زريبي إن فكرة إنشاء المجلس العالمي للجالية الجزائرية تعود إلى ما قبل أسبوعين بالجزائر العاصمة، في حصة تلفزيونية رفقة النائب عن المهجر، محمد هني، أين أطلقها مخاطبا الحاضرين من جزائريين من مختلف المستويات، مواطنين عاديين ورجال أعمال ومديرين تنفيذيين، ومنتخبين محليين في فرنسا.
وبعد الاستقلال مباشرة، أنشأ الجزائريون ودادية الجزائريين المقيمين بأوروبا، وأسندت رئاستها للنقابي والمناضل، محمد لبجاوي، الذي كان عضوا بأول مجلس وطني للثورة الجزائرية، كما شغل عضوية فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، وهي الهيئة التي لعبت دورا كبيرا في الدفاع عن مصالح الجالية الوطنية بأوروبا وفي فرنسا خاصة، كما عملت على ربطهم بوطنهم الأم وعدم تركهم يذوبون في بلد الإقامة.
غير أنه ومع دخول البلاد أجواء التعددية الحزبية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، اندثرت الودادية باعتبارها كانت منظمة جماهيرية تابعة للحزب الواحد آنذاك، حزب جبهة التحرير الوطني، بسبب التجاذبات الحزبية التي استهدفتها حينها، فأدت إلى تشتيتها واندثارها بالكامل، الأمر الذي جعل الجزائريين في المهجر يفقدون غطاء جمعويا مؤثرا كان يحميهم من العنصرية المعششة في بيروقراطية الدولة الفرنسية خاصة، وحتى في قضاء مصالحهم ولاسيما تلك المتعلقة بإيجاد مقابر للجزائريين على أراضي الدول التي يقيمون فيها ونقل الجثامين لدفنها في الوطن الأم، كما ساعدتهم على تخفيض تذاكر التنقل باتجاه وطنهم الأم في الصيف وفي العطل.
وقبل إعلانه عن تأسيس هذه الهيئة، كان كريم زريبي حاضرا بقوة في بلاطوهات القنوات الفرنسية، مدافعا عن حقوق الجالية الجزائرية والمسلمة عموما، مواجها اليمين المتطرف وأزلامه من شذاذ الآفاق الذين وصل الأمر ببعضهم حد المطالبة بطرد المسلمين بحجة عدم انسجامهم مع المجتمع الفرنسي، وبرزت هذه الظاهرة بشكل فج قبل وأثناء وبعد صدور قرار منع البنات من ارتداء “العباءة” في المدارس الفرنسية، في قرار أسقط القناع عن وجه فرنسا القبيح في رفضها للآخر، رغم تسويقها قيم الحرية والأخوة والمساواة على أنها قيم فرنسية خالصة.
ومن بين الدواعي التي أدت إلى إنشاء هذه الهيئة غير الرسمية، إيجاد إطار قانوني يمكنه التكفل بالدفاع عن مصالح الجاليات المسلمة في الدول الغربية، يقول زريبي “لقد أصبحنا نشعر في الغرب بأننا دخلاء، ولم يعد بوسعنا أن نتحمل الجدل حول جدلية الإسلام والهجرة. لقد أصبح الهواء هنا غير قابل للتنفس إلى حد ما”، كاشفا عن اعتزام المجلس إنشاء مركز متكامل لمساعدة أصحاب المشاريع وإطلاق صندوق استثماري لمساعدتهم بالمال من أجل الاستثمار في الجزائر.
وفقد الجزائريون المقيمون بالمهجر الخدمات التي كانت توفرها لهم الودادية المنحلة، وبات نقل جثمان شخص متوفى من المهجر باتجاه الجزائر صعبا للغاية في ظل غياب التضامن إثر حالة التشرذم التي أصبحت تعاني منها الجالية الجزائرية في المهجر وفي فرنسا على وجه الخصوص، ما أدى إلى إحراقها في بعض الأحيان، في حالة ما إذا عجزت عائلة الفقيد عن توفير المبلغ المطلوب للترحيل إلى أرض الوطن.
ومن شأن هذا المولود الجديد أن يرافق الجزائريين في فرنسا وفي غيرها من بلدان المهجر، ويساعدهم على مواجهة المشاكل المختلفة التي تواجههم في العيش بكرامة، وبالمقابل العمل من أجل دفع الأدمغة الجزائرية للالتفات إلى بلادهم بما يساعدها على النهوض بقطار التنمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!