-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قتلوا‭ ‬أريغوني‭..

الشروق أونلاين
  • 5952
  • 6
قتلوا‭ ‬أريغوني‭..

ماذا نقول لوالدة الناشط السياسي والصحفي الايطالي “فيتوريوا أريغوني” المحب الأصيل لغزة وهي القائلة: “لا يمكن أن أصدق أن فلسطينيين قتلوا ابني فقد أحبهم بلا حدود وترك والده المريض بالسرطان يواجه الموت وحيدا من اجل أطفالهم”.. بأي قلب تواجه نبأ استشهاد بطلها وابنها الفدائي الذي انتقل من مكان الى آخر في كل ساحات المواجهة ضد إسرائيل.. إنها بعد اليوم لن تنتظر رنة الهاتف ليبثها أريغوني تحياته من غزة التي تموت بالحصار.. لن تتلقى مكالماته بعد اليوم التي يبدأها بالحديث عن أطفال غزة وحبه لهم و لحريتهم ووصفه المؤلم لجرائم‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬غزة‮”‬‭. ‬لقد أصبح أريغوني غزاويا بأصالة رأى فيهم حرارة قومه وفعاليتهم وحبهم للحرية.. وكانت غزة ميدانه الرحب ليمارس قناعاته في العالمية والإنسانية والحرية.. كان عاشقا لغزة يتفحص وجوه أبنائها فيقرأها كما لم يقرأها كثيرون.. يستمد منهم قوة إضافية على مواجهة الغربة عن الأهل‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬الوالد‭ ‬المريض‭..‬‮ ‬وأحبته‭ ‬غزة‭ ‬وأحبها‭ ‬أبناء‭ ‬فلسطين‭ ‬كلها‭ ‬وكان‭ ‬الضيف‭ ‬خفيف‭ ‬الظل‭ ‬الذي‭ ‬يبعث‭ ‬حضوره‭ ‬الفرح‭ ‬والإحساس‭ ‬بأن‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬خيرا‭ ‬وأن‭ ‬الإنسان‭ ‬أخ‭ ‬الإنسان‭ ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬الأفكار‭ ‬والمواطن‭.‬من قتلك أيها الصديق.. هل قتلك فلسطينيون؟! وأي فلسطينيين؟! انه السؤال الضحية في ثنائية الجهل والخيانة.. وكنت مع السؤال ضحية أخرى أيها الصديق لتكشف للناس خراج غزة كم من شهيد يسقط على أرض فلسطين في مواجهة الجهل والخيانة..قتلتك الأكذوبة وقتلتك الدناءة والرداءة والتفاهة حتى لو تلبست ادعاء بدين، فالنذالة لا دين لها.. قتلتك الخيانة ولم يغب الأمر الصهيوني عن المشهد، بل هو الحاضر الأكبر هو المسؤول المباشر اذا كان السؤال من المستفيد من قتل أريغوني؟! الإجابة هي هذا السؤال المبدئي بوضوح ومباشرة انه الكيان الصهيوني.. وكانت فعلة إسرائيل ذات رسائل عدة أولها تهديد كل ضمير حي وروح إنساني من القيام بالمجيء الى هذه الأرض وأن من يأتي فلن يكون في مأمن من القتل بأي وسلة كانت فلئن قتلت راشيل كوري بشفرة جرافة عسكرية إسرائيلية فها هو أريغوني يقتل‭ ‬بأيد‭ ‬فلسطينية‭ ‬تأتمر‭ ‬مباشرة‭ ‬بجهلها‭ ‬وخيانتها‭ ‬لعدو‭ ‬يعبث‭ ‬بالأفكار‭ ‬والانتماءات‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬له‭..‬‮ ‬والرسالة‭ ‬الثانية‭ ‬هي‭ ‬إشاعة‭ ‬روح‭ ‬التشكيك‭ ‬بأهل‭ ‬غزة‭ ‬والتشويش‭ ‬على‭ ‬قضيتها‭.‬نحن نعرف إن أي جهد سيبذل على سبيل التحقيق والكشف عن الجاني لن يعيد أريغوني لغزة أو لوالدته التي تنتظره، ولكن الذي لا بد ان يكون واضحا أن أي تهاون في ملف أريغوني من قبل القائمين على الأمر في غزة إنما هو بمثابة قتل آخر بدم بارد للشهيد البطل أريغوني.صديقنا‭ ‬أريغوني‭ ‬أنت‭ ‬رمز‭ ‬للإنسان‭ ‬الحر‭ ‬ولقد‭ ‬سجلت‭ ‬قطرات‭ ‬دمك‭ ‬الطاهر‭ ‬عهدا‭ ‬في‭ ‬رقابنا‭ ‬ان‭ ‬نطارد‭ ‬أولئك‭ ‬الأشباح‭ ‬الجاهلة‭ ‬المؤتمرة‭ ‬بأمر‭ ‬الخيانة‭ ‬والنذالة‭ ‬والخسة‭..‬‮ ‬لأمك‭ ‬ولغزة‭ ‬العزاء‭ ‬ولقتلتك‭ ‬الخزي‭. ‬‭ ‬

 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • فا طمة

    الله يحفظ من هذه السنة الدامية يا الله ياالله ياالله الطف بعبادك اين مكانو وحيث كانو لانهم بشر حرام عليكم يناس دماء بعضكم لبعض

  • ميرنا

    ان لله وانا اليه راجعون..... ليته قتل وهو مسلم

  • algeria

    الله يتغمد الفقيد بروحه الطاهرة والدين قتلوه اكيييييييييييييد خونة ابو مازن

  • نصرالدين

    نحن نعتذر لما فعله السفهاء منا

  • houda

    بطل و 1000000بطل رمز الشهامة و الرجولة و الخونة حسابهم عسير

  • نوال – مراقبة من بلاد العجائب

    سلام...
    فعلا ان القلب ليحزن..وان العين لتدمع وأنا أقرأ عن هؤلاء الأبطال -شهداء الانسانية ان شاء الرحمان عز وجل..من يموتون من أجل المبادىء والقيم..أما نحن العرب فلم نعد الا مجرد عربا..شعوبا حاملي للرايات الخادعة وبوقات للشعارات الكادبة؟؟!!!
    ولكن الدي يثير الجنون والسخط..هم ليسوا الأعداء والغزاة لأنهم معروفون وظاهرون للعيان..بل هم أولئك الخونة-من بني جلدتنا-من يتامرون معهم ويبيعون أرضهم وعرضهم حتى يتمتعوا بفضلات حياة..وأي حياة وبأي ثمن!!!
    فبشرى لكم يامن اخترتم كيف تعيشون ومع من تموتون..وويل للبقية