-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ثاموغلي

قراءة في كتاب: قبيلة زواوة ما بين القرنين 12م – 15م للدكتور مفتاح خلفات (2/2)

محند أرزقي فراد
  • 11763
  • 1
قراءة في كتاب: قبيلة زواوة ما بين القرنين 12م – 15م للدكتور مفتاح خلفات (2/2)

الحياة الاقتصادية والاجتماعية لبلاد الزواوة خصص الباحث الباب الثالث، للحياة الاقتصادية لزواوة، المتميزة بالزراعة المعيشية الجبلية، المعتمدة على غرس أشجار التين والزيتون والخروب، وتربية النحل، وتربية الماعز والأبقار. أما الصناعات فهي بسيطة لكنها متنوعة (حديدية/ نسيجية/ فخارية/ غذائية).

أما التجارة فهي تعتمد على الأسواق الأسبوعية المنتشرة في مختلف الاعراش، وتنوعت العملة والمكاييل والموازين المستعملة فيها، حسب طبيعة السلطة السياسية المتحكمة في المنطقة، وكان الفلاحون يبيعون ما فاض عن حاجتهم، وعرفت هذه الأسواق -برأي الكاتب- ظاهرة السماسرة، وكذا ظاهرة الغش في المعاملة.

وقدم الكاتب في هذا الفصل أيضا صورة عن الفئات الاجتماعية التي قسمها على النحو التالي: (العلماء/ القضاة/ الصوفية/ التجار/ الفلاحيون). كما تحدث عن الأسرة الزواوية، وآداب الخطبة والزواج، ومكانة المرأة في المجتمع الزواوي، ذاكرا أنها -فضلا عن الأعمال المنزلية- تشارك في الأعمال الفلاحية، لكنها محرومة من حقها في الميراث. لينتقل بعدها إلى أنواع الأطعمة، والأعياد المتنوعة، وقد أغفل الأعياد الفلاحية التي لا تقل أهمية -في نظر أهل زواوة- عن الأعياد الدينية، كعيد يناير (مطلع السنة الفلاحية)، وعيد استقبال الربيع (عودة الحياة من جديد)، وعيد حلول الصيف (العنصلة)، ثم عيد الخريف (استقبال موسم الحرث). ثم أشار الكاتب الى ظاهرة الشرف في المجتمع الزواوي (والمقصود بها هو النسب)، ثم القيم الاجتماعية التي لخصها في الكرم، والشجاعة، والحرص الشديد على العرض والشرف إلى درجة انتشار ظاهرة الأخذ بالثأر.

ويبدو من خلال العرض أن الباحث قد حجب الواقع القروي لقبيلة زواوة، بالمادة التاريخية الغزيرة الخاصة بمدينة بجاية، الأمر الذي حال دون تقديم صورة شاملة لعمق زواوة في الريف. أما التقسيم الاجتماعي فإن أقرب صورة إلى الواقع المعيش خلال الفترة المدروسة كانت على النحو التالي:

أ- الأشراف المرابطون: كانوا يمثلون النخبة المثقفة الوافدة من الغرب (الساقية الحمراء/ المغرب/ الأندلس)، يسيّرون مؤسسات الزوايا، ويشرفون على ما تقوم به من نشاطات متعددة، ويشرفون على افتتاح واختتام جلسات القرية. وكانت هذه الفئة بمثابة صفوة المجتمع تحظى بالتقدير والاحترام، وتنعم بالامتيازات، نظير ما تقدمه من خدمات للمجتمع في الحرب والسلم. وكانت هذه الفئة في الماضي تحرص على حفظ نسبها الشريف بعدم الزواج مع غيرها من الفئات الأخرى.

ب- الأعيان: هم أبناء الأسر الميسورة الحال العريقة في المنطقة، كانوا يشرفون على تسيير شؤون القرية بالتداول، وفق القوانين العرفية المتوارثة عن الأجداد، ويسلطون العقوبات على مرتكبي المخالفات، وهي في معظمها غرامات مالية وتعويضات، ونظرا لغياب السجون في المجتمع الزواوي، فإن أقصى عقوبة كانت تتمثل في حصار مرتكب المخالفة وعدم التعامل معه (العزل)، أو نفيه من القرية مع مصادرة منزله في أقصى الحالات، مع إقرار حق الأخذ بالثأر (القتل).

ج- العوام: وهم غالبية الناس، يتمتعون بالعضوية في اجتماعات القرية الدورية. يساهمون في مناقشة قضايا القرية، وفي اتخاذ القرارت بالأغلبية.

د- العبيد (أگــْلانْ): وهم في الدرك الأسفل الهرم الاجتماعي، مع إضافة أصحاب المهن الحقيرة إلى هذه الفئة.

ورغم هذا التقسيم الاجتماعي، فقد كانت قيمة العدل والمساواة مكرسة في المجتمع الزواوي بموجب القوانين العرفية، والقيم الإسلامية السمحة. ولم يوف الباحث هذا الجانب حقه -في نظري- لعدم رجوعه إلى القوانين العرفية الكثيرة، التي تحدثت بإسهاب عن الحياة الاجتماعية في السراء والضراء، وعن القيم الأساسية، كالتعاون والتآزر، وحسن الضيافة، والحماية (لعناية)، والحروب وأحلافها (أصفوف)، والآداب العامة، والحشمة، والحرص على عدم اختلاط النساء بالرجال في مرافق القرية، ونظام الأسواق الأسبوعية، وحماية الأملاك والبساتين، والأفراح والأتراح، والزواج، والمعاملات التجارية، وحرمة المنزل والمسجد وأزقة القرية ومنابع المياه، وتنظيم جلسات اجتماعات مجلس القرية، وتحديد الغرامات والتعويضات التي يدفعها الجناة والمجرمون، وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي أذهلت الكثير من الدارسين. ومن أهم الكتب التي تناولت هذه القوانين العرفية بالدراسة المفصلة -فضلا عن العناوين المذكورة آنفا- كتاب Cours de Langue Kabyle لكاتبه بلقاسم بن سديرة، الصادر سنة 1887م بالجزائر، وكتاب Kabylie du Jurjura لصاحبه Jules Liorel الصادر سنة 1892م.

 

دور زواوة في الحياة الفكرية      

خصص الباحث الباب الرابع لدور علماء زواوة في الحياة الفكرية، مبرزا حضورهم في تنشيط الساحة الثقافية والعلمية، في مجالات عدة، كالعلوم الشرعية والآداب، والمنطق، والحساب، والتصوف، على امتداد جغرافية الوطن العربي. وأسهب في ذكر أعلام المنطقة الذين كانوا يكملون دراساتهم في بجاية، ثم ينطلقون نحو المشرق العربي، ولعل أشهر المناطق التي أنجبت هؤلاء العلماء؛ عرش آث منڤلات بالواجهة الشمالية لجرجرة، وإمشذالن بالواجهة الجنوبية لجرجرة، كالفقيه أبي يوسف يعقوب المنڤلاتي الزواوي (القرن 13م)، وعلي بن عثمان المنڤلاتي الزواوي (القرن 14م)، والعلامة ناصر الدين المشذالي (القرن 14م)، الذي أدخل مختصر ابن الحاجب إلى المغرب الإسلامي بعد عودته من مصر، واشتهر بإحداث إصلاحات عميقة في طرائق التدريس، على أساس “الدراية قبل الرواية”، وساهم إلى حد بعيد في تكريس المذهب المالكي في شمال إفريقيا، وعمران المشذالي (القرن 14م). وغيرهم من العلماء الذين أنجبتهم بجاية، كأبي العباس الغبريني صاحب كتاب عنوان الدراية (القرن 14م)، ويحي بن يدير الدلسي الزواوي (القرن 15)، الذي انتفع العديد من الطلبة من علمه، منهم محمد بن عبد الكريم المغيلي. وذكر الباحث غيرهم من العلماء الكثيرين. ولعل ما ميز هؤلاء العلماء -برأي الكاتب- مرونتهم في التعامل مع قضايا العصر ومستجداته، والسعي من أجل التوفيق بين روح الشريعة الإسلامية والقوانين العرفية المتحكمة في سير المجتمع الزواوي.

 

التصوف في زواوة

وبالنسبة للتصوف -العزوف عن الدنيا والعكوف على العبادة- فقد تبنى علماء الزواوة التصوف السني، الذي نقله أبو مدين شعيب (المتوفى سنة 1198م)، إلى مدينة بجاية التي أقام بها طويلا (15 سنة)، فـنشر فيها أفكار العلامة أبي حامد الغزالي. هذا وقد صار التصوف السني ظاهرة ملازمة لفقهاء الزواوة باعتباره تربية روحية تزرع الفضيلة في المجتمع، وتلجم النفس الأمارة بالسوء، وتذكـّرها بأن: “الآخرة خير وأبقى«. أما التصوف الفلسفي فلم يتمكن من فرض نفسه هناك. واعتبر الدكتور مفتاح خلفات شخصية أحمد إدريس (القرن 14م) أبرز شخصية صوفية في زمانه، آلت إليه الزعامة الروحية بعد رحيل أبي العباس الغبريني سنة 1304م، وناصر الدين المشذالي سنة 1332م، وقد أثنى عليه ابن فرحون (القرن م) فلقـّبه “بفارس السجاد” لكثرة صلاته. هذا وقد  اضطر في  خريف عمره إلى مغادرة المدينة، بفعل ضغوط مشاكلها السياسية والأخلاقية، والانسحاب إلى عرش يلوله أومالو (ولاية تيزي وزو)، أين أسس زاوية لا تزال عامرة إلى يومنا هذا. ومن الشخصيات الصوفية التي أشار إليها الباحث أيضا محمد الفراوسيني المتوفى سنة 1482م (عرش آث فراوسن بولاية تيزي وزو)، الذي اشتهر بكثرة مرائيه المقترنة بشخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقد ألف كتابا عنها بعنوان: “تحفة الناظر ونزهة المناظر”. ونظرا للمكانة المرموقة التي تبوأها المتصوفة لدى الجمهور الواسع ، فقد سعى الحكام والسلاطين في مختلف العصور إلى خطب ودهم والتقرب إليهم، لاستثمار مكانتهم الروحية واستغلالها سياسيا.

هذا وقد أشار الدكتور مفتاح خلفات إلى علاقة المتصوفة بالمجتمع، ذاكرا  أنهم كانوا يقومون بتحصين المجتمع بالتربية الروحية، وبرعاية أفراده رعاية اجتماعية ، فصارت زواياهم في حياتهم، ومقاماتهم في مماتهم مزارات للتبرك، وطلب الشفاعة، ورغم إقرار العديد من الفقهاء زيارة أولياء الله الصالحين، فإن المبالغة والغلوّ في تقديسهم، قد دفع البعض الآخر منهم، إلى اعتبار ذلك بدعة تفضي إلى الشرك.  لذا لم تلبث ثقافة التصوف السني أن عرفت تراجعا كبيرا، لتحل محلها ممارسات هي أقرب إلى الدروشة منها إلى العبادة، حين بالغ بعض المنتسبين إلى التصوف إلى درجة الغلو، في ادعاء المرائي والخوارق والكرامات والكشف. وتساءل الباحث إن كان ذلك مرتبطا بالفئة الاجتماعية المعروفة باسم المرابطين؟ فأجاب بما مفاده أنه لا يمكن تجريم هذه الفئة برمتها، لأن منهم الصلحاء الذين نذروا أنفسهم لحماية الثغور الإسلامية، ومنهم الجهلة الذين اتخذوا قميص التصوف وسيلة لأكل الدنيا، مستغلين سذاجة العوام.

ورغم إلمام الباحث بموضوع التصوف في بلاد الزواوة، فإن اللمحة تكون أكثر اكتمالا، بتوظيف واستغلال الشعر الأمازيغي الذي قدم صورة شعبية لممارسة التصوف لدى العوام والجمهور الواسع، ولا شك أن هذه الصورة أقل لمعانا ودقة من تلك الصورة الواردة في المصادر العربية، بسبب افتقار اللسان الزواوي إلى المصطلحات الصوفية الدقيقة، لكن هؤلاء الشعراء تجاوزوا هذا المطب بتبني المصطلحات الصوفية العربية في شعرهم، الأمر الذي متـّن اللحمة بين اللغتين الأمازيغية والعربية. وأذكر هنا مرجعين للموضوع، على سبيل المثال لا الحصر:

 

 

–  Poèmes Kabyles Anciens,Mouloud Mammeri

 

-Poésies mystiques kabyles,Youssef Nacib 

 

إسهامات علماء زواوة في  المشرق

خصص الدكتور مفتاح خلفات الباب الخامس من كتابه، لإسهامات علماء زواوة في المشرق العربي، وذكر في هذا السياق العديد من أسماء العلماء الذين غادروا بلاد الزواوة للاستقرار في الشام ومصر والأندلس والمغرب الأقصى، وساهموا في إنعاش الحركة الثقافية بمؤلفاتهم، وفي تنوير عقول الطلبة في المدارس التي تعاطوا فيها التعليم، كما تبوأ بعضهم مناصب القضاة، خاصة في مصر، وساهموا أيضا بفعالية في نشر الثقافة السنية والمذهب المالكي هناك خاصة في عهد الدولتين؛ الأيوبية -التي أعقبت الدولة الفاطمية الشيعية- والدولة المملوكية، وكذا في نشر الطريقة الصوفية الشاذلية بمصر، خاصة على يد شرف الدين قاسم الزواوي.

وقد فسر الباحث هجرة هؤلاء العلماء بعوامل متعددة؛ سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، قسمها إلى قسمين:

1- الأسباب الداخلية المحلية كانت في مجملها بمثابة العنصر الطارد للعلماء، كالاضطرابات السياسية، وصعوبة المعيشة التي زادتها الكوارث الطبيعية تفاقما.

2الأسباب الخارجية الخاصة بالمشرق العربي، وهي عكس الأولى أي كانت مستقطبة للعلماء، كتوفر المناخ المناسب للنشاط العلمي، ورغد العيش، واستقرار الأوضاع.

ويمكن أن نضيف إلى هذه الأسباب الشعور بالانتماء إلى الحضارة الإسلامية، إذ لم تكن الذهنية القطرية الضيقة -التي مزقت المسلمين- قد ظهرت بعد.

هذا وقد أسهب الباحث في ذكر أعلام الزواوة المستقرين في المشرق، حيث نعمت حياتهم، وحظوا بالتقدير والاحترام، كالعلامة ابن المعطي الفراوسني الزواوي (القرن 13م)، الذي عاش في دمشق ثم انتهى به المطاف إلى القاهرة حيث تفرغ للتدريس والتأليف، إلى أن توفي هناك. وأبو الروح عيسى المنڤلاتي الزواوي (القرن 14م) الذي سكن دمشق وتعاطى فيها التعليم والقضاء، ليستقر بعدها في مصر حيث انتهت إليه رئاسة الإفتاء للمذهب المالكي في الديار المصرية. وناصر الدين المشذالي الزواوي (القرن 14م) الذي مكث بمصر أزيد من عشرين سنة أين أخذ العلم على كثير من العلماء، في مقدمتهم العز بن عبد السلام (سلطان العلماء)، عاد بعدها إلى بجاية عالما مجتهدا، تفرغ للتدريس فأحدث هناك ثورة في طرائق التعليم بشهادة ابن خلدون. وتجمع عدد كبير من علماء زواوة في دمشق، منهم عبد السلام الزواوي، وتاج الدين الزواوي، وسالم الزواوي ، أشرفوا  بصفة خاصة على حلقات الدروس المالكية بالمسجد الأموي، اشتهرت باسم الحلقة الزواوية. ولم يغفل الباحث علماء زواوة الذين استقروا في الحجاز، كالشيخ عبد الحكيم الزواوي، وابن يومن الزواوي، وعمر أبو حفص الزواوي.

 

علماء زواوة في الأندلس والمغرب

وأشار الباحث أيضا إلى استقرار بعضهم  في الأندلس، هروبا من الضغوط السياسية والاجتماعية التي عانوا منها في بجاية، فقصدوا الأندلس بحثا عن حياة أفضل، وفي هذا السياق حل أبو محمد الزواوي (القرن 14) بمدينة ألمرية حيث تولى التدريس بجامعها، ونزل بنفس المدينة أيضا  محمد بن يعقوب بن يوسف المنڤلاتي الزواوي (القرن 14)، في حين كانت غرناطة وجهة عمر بن علي المليكشي (القرن 14) الذي عانى من تعسف السلطة الحفصية. ومنهم من قصد المغرب الأقصى كالعلامة أبي سرحان الزواوي (القرن 14) الذي تنقل في العديد من مدنه.  

 

 

خلاصة القول    

إذا كان لكل عالم عمل فذ يرفع مقامه، فإن هذا الكتاب لعمري سيصنع لصاحبه عمرا ثان أزليا، تذكره به الأجيال. وإذا كان من أحيا نفسا واحدة فكأنما أحيا الناس جميعا، فكيف بمن أحيا تاريخ منطقة كاملة، وحررها من براثن المدرسة الاستعمارية المغرضة؟ ولا شك أن قيمة هذا الكتاب لا تنحصر فقط في الجانب العلمي، بل ستمكن الجزائريين من التحرر من الصورة النمطية المشوّهة لبلاد الزواوة التي يعانون منها، ومن جهة أخرى ستساعد أهل بلاد الزواوة على استرجاع الوعي التاريخي، الذي من شأنه أن يعيد اللحمة بين منطقتهم  وبين البلدان العربية الشقيقة. وسيدرك الجميع بفضل هذا الكتاب وما كان على شاكلته، أن القطرية الضيقة ثمرة خبيثة لظاهرة الاستعمار التي صنعت حدودا وهمية بين إخوة جمعهم التاريخ والجغرافيا على امتداد العالم العربي. وفي الأخير لا يسعني إلا أن أهنئ  الدكتور مفتاح خلفات على هذا الإنجاز الكبير، الذي سيثري -لا محالة- المكتبة الجزائرية، علما أن هناك جهودا تبذل من أجل نشره في أقرب الآجال لتعميم فائدته على الجمهور الواسع.

 

الهوامش

1- ليليا بنسالم، الأنتروبولوجية والتاريخ، حالة المغرب العربي، دار توبقال للنشر ، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الثانية، 2007، ص 11.

2- الشيخ المهدي البوعبدلي، شهادات ووثائق، إعداد عبد الرحمن دويّب، منشورات المكتبة الوطنية الجزائرية، 2008، ص 34.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بدون اسم

    خلفات مفتاح