-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قلب بايدن الحنون!

قلب بايدن الحنون!

وفاة السجين الروسي أليكسي نافالني، فجّر الحنان من قلب الرئيس الأمريكي بايدن، الذي حمّل الرئيس الروسي بوتين، مسؤولية وفاة السجين، وطلب من المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته تجاه سقوط ضحايا بين الحين والآخر في سجون موسكو، من دون أن يذكر أي مثال، أو يعدّ لنا هؤلاء الذين توفوا في سجون بوتين.
عندما دكّت المقاومة الفلسطينية قلب الاستكبار العالمي، في السابع من أكتوبر النيّر، تابعنا سيلا من العواطف والأحاسيس العابرة للقارات، التي كان بعضها عبارة عن تمثيليات رديئة لسيناريوهات خيالية عن أطفال إسرائيليين ذبحوا وبنات اغتصبن، حتى أن الرئيس الأمريكي تحدّث عن عاطفة الأبوة التي أتعبته حزنا على طفل يهودي زعم أنّ “سفاحا” فلسطينيا قد ذبحه، فجاءت كل الأحاسيس والعواطف التي قذفنا بها جو بادين، أشبه بالنار الحارقة للإنسانية.
ثلاثون ألف فلسطيني أبيدوا بسلاح وتخطيط واستشارة وأضواء الولايات المتحدة الأمريكية الخضراء، ومئات الآلاف من المشرّدين والمهجّرين والمعوقين، ولم نسمع دقة قلب واحدة، من رئيس بدا في منتهى “الحنان الدافئ” حزنا على وفاة سجين روسي هناك في بلاد الثلج.
لم يعد هناك ما يطمئن عن مستقبل الإنسانية، بعد أن صارت القلوب تخفق بحسب “التليكوموند”، والعقول تفكّر بحسب البرمجة الإلكترونية، والأحاسيس توزع هنا وتكبت هناك، وليت الأمر توقف عند عواطف عابرة، بل انتقل إلى التطبيق، مع سبق ترصّد، عمره الآن أربعة أشهر ونصف شهر من التقتيل الوحشي والجهري، بالنار والحديد، من دون أن يثور الإنسان في جوف الإنسان، ومن دون أن ينفجر القلب غيضا من برودة القلب.
لقد حاول الأمريكيون في العقود الأخيرة، تشويه المسلمين والإسلام على وجه الخصوص، فكانوا يتبخترون غبطة، كلّما انفجرت قنبلة في أستراليا أو كندا أو بريطانيا أو حتى في بيوتهم، ودعموا أحقادهم بـ”القاعدة” مرة، وبـ”داعش” مرة أخرى، ولكنهم هذه المرة جمعوا كل “دواعش” الدنيا وصبّوها على أرض الأنبياء فلسطين، فكانت حربا صليبية يهودية، على المسلمين الأبرياء، إلى درجة أن ثار مسيحيون وحتى يهود على ما اقترف من جرائم، بقي رجال الفاتيكان وحاخامات اليهود يتابعونها بكثير من الصمت… عفوا الرضا.
نعود إلى الأب بايدن الذي قارب سنه الثانية والثمانين، وهو أب لأربعة أبناء، وكذا حفيد، ويرأس بلد تمثال الحرية وسجون غوانتانامو، والبيت الأبيض والقلوب السوداء، ونتساءل إن كانت أمريكا قد علمت بأن إمبراطوريتها التي امتدّت من نهاية الحرب العالمية الثانية، إلى غاية حرب غزة، قد بدأت في الاندثار، لأن ما اقترفه نتانياهو بأمر أو استشارة أو مشاركة بايدن، لم يكن أبدا حربا على أبناء غزة، وإنما على القيم التي يؤمن بها غالبية النصارى واليهود، فما بالك ببقية الشعوب، التي كفرت الآن وبلا رجعة، بكل أشعار أغاني الروك والبلوز والفولك والديسكو والجاز والبوب التي ظلت تذكر الأحاسيس والعواطف، في بلد ليس له قلب أصلا، فما بالك بالأحاسيس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عابر ازمنة

    الحقيقة تقال لقد ضعفت الامة الاسلامية و العربية و هزلت بالانشقاقات و كل ما يمكن تسميته الانقسامات نحن لم نعد متوحدين جمعتنا تعاليم واحدة و منهاهج واحدة و فرقتنا العديد من الامور نسال الله الشفاء للامة الاسلامية او العملاق الجريح و الله يفتح و ينصر الفلسطينيين و يقوم من هم اهل فلسطين و الشهادة بالرد قبل فوات الاوان