كارلو أنشيلوتي “يذبح” فوزي غلام كما ذبح آدم وناس

لم يترك المدرب الإيطالي الكبير كارلو أنشيلوتي، أي وسيلة لقهر الجزائري فوزي غلام إلا واستعملها، وجاءت مباراة سهرة الأربعاء أمام أطلنطا لتؤكد بأن المدرب أنشيلوتي يريد من غلام حمل حقائبه ومغادرة فريق الجنوب الإيطالي في الميركاتو الشتوي القادم، كما أجبر قبله آدم وناس على المغادرة في الميركاتو الصيفي السابق وقام بتعويضه بلاعب مكسيكي أقل مستوى من وناس.

نية أنشيلوتي غير البريئة مع فوزي غلام، تجلّت في مباراة أطلنطا عندما عاش غلام مع براعم جزائرية، سافرت إلى مدينة نابولي للاحتفال بالنجم الجزائري، وتمنى غلام بل وانتظر الفوز بمكانة أساسية حتى يُفرح الأطفال الجزائريين القادمين من كل المناطق الجزائرية، ولكن أنشيلوتي فاجأه بإعفائه نهائيا من التواجد في القائمة بالرغم من أن المدافع الأساسي لنابولي البرتغالي ماريو روي مصاب ولا يمكنه المشاركة، يحدث هذا بالرغم من أن أنشيلوتي كان على علم بزيارة الأطفال الجزائريين لنابولي ولفوزي غلام على وجه الخصوص، ومهما قدّم أنشيلوتي من تبريرات، فإن مستوى فوزي غلام ليس أسوأ من اللاعبين الذين يضعهم في الجهة اليسرى، بما فيهم الدولي البرتغالي ماريو روي، ومعاناة فوزي غلام المعنوية بالخصوص يتحمل أنشيلوتي أسبابها، حيث ظهر فوزي غلام الموسم الماضي بعد عودته من الإصابة بمستوى لا بأس به، وتحسن مع مرور المباريات، كما قدّم عروضا طيبة في فترة التحضيرات خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انهارت معنوياته بالرغم من أنه ضحى بمشاركة تاريخية في كأس أمم إفريقيا من أجل إرضاء مدربه أنشيلوتي، الذي يبدو أنه رافض لغلام حتى ولو لعب مباريات خرافية.

ومن أحسن مدافع أيسر في العالم، وحلم أندية أوروبية كبيرة مثل تشيلسي، بيارن ميونيخ وحتى ريال مدريد، إلى لاعب لا يساوي حتى الخيار الرابع في الجهة اليسرى من دفاع فريق نابولي، الذي يُصنف ضمن الفرق الأوربية المتوسطة المستوى.

عناد أنشيلوتي، نزل وبالا على نادي نابولي الذي عجز عن الفوز على أرضه أمام فريق أطلنطا حيث تعادل بهدفين مقابل هدفين، وكان قبل مواجهة أطلنطا قد تعادل أمام فريق ليتشي المتواضع خارج الديار، فأضاع أربع نقاط كاملة أبعدته كثيرا عن المقدمة، وفي المباراتين أدى فريق نابولي عروضا متواضعة جدا، بل إن الهدف الثاني لنادي أطلنطا في اللقاء الأخير، كان بسبب خطأ من المدافع الأيسر، ما يعني أن سوء معاملة أنشيلوتي للنجم فوزي غلام، دفع ثمنها غاليا جدا، وحتى نابولي بالرغم من أنه قريب من التأهل للدور الثمن النهائي لرابطة أبطال أوربا إلا أن مستواه دون ما قدّمه الموسم الماضي في مجموعة ضمت البطل ليفربول والفريق العملاق باريس سان جيرمان.

وبعد مرور عشر جولات من الدوري الإيطالي يتواجد نابولي في مركز رابع وكان طوال المواسم الأربعة السابقة في وجود غلام المنافس الأول والوحيد لجوفنتوس، حيث تفصله عن المقدمة حاليا ثماني نقاط كاملة، ويسبقه في الترتيب الثلاثي جوفنتوس صاحب المقدمة والإنتير وحتى أطلنطا، والمرتبة الرابعة مهددة من طرف روما ولازيو وأطلنطا، وستكون كارثة كروية لملاك نابولي إن عجز الفريق هذا الموسم عن التواجد ضمن المتأهلين لمنافسة رابطة أبطال أوربا التي صار بيدقا دائما في رقعتها، وأكثر المتفائلين من أنصار نابولي لا يؤمن بإمكانية حدوث مفاجأة وتمكن نابولي من التتويج باللقب الإيطالي الذي كان الهدف الأول من إدارة نابولي.

وأكبر مشكلة يعاني منها نابولي في قصة تهميش أنشيلوتي لفوزي غلام، هو فقدان نابولي لطريقة لعبه الجميلة، حيث كان في المواسم الثلاثة السابقة أحد أحسن الفرق التي تقدم كرة هجومية استعراضية، وحاول أنشيلوتي أن يجمع ما بين اللعب الاستعراضي والنتائج، بالفوز بأحد الألقاب الكبيرة، فضاع كل شيء بعد مرور عشر جولات من الدوري الإيطالي، وثلاث جولات من النصف الأول من دور المجموعات من رابطة أبطال أوربا.

ماهو خيار فوزي غولام للخروج من أزمته؟ وهل سيجد المساعدة من جمال بلماضي؟ وما هو الخيار الأصلح له من بين كل الدوريات؟ أسئلة كثير تحوم حول أحد أحسن اللاعبين الذين مروا على الخضر وهو مازال في أوج عطائه، ويجب عل فوزي غلام الإجابة عنها سريعا.
ب.ع