-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون يحذرون من ظاهرة "العمى الأخلاقي"

كلام مبتذل في الشارع وفضائح على مواقع التواصل

نادية سليماني
  • 1020
  • 0
كلام مبتذل في الشارع وفضائح على مواقع التواصل
أرشيف

تعاني بعض فئات المجتمع من انحلال أخلاقي كبير، فتجدهم يتلفظون بكلمات نابية في الشارع وفي فيديوهات لهم على منصات التواصل الرقمية، دون أدنى اعتبار لمن يمر أمامهم أو يتابعهم على الإنترنت، وهذا ما يطلق عليه المختصون في علم النفس “العمى الأخلاقي” وهو فقدان المقدرة على التمييز بين الخطأ و الصواب، وهو اضطراب نفسي لابد من علاجه.
بات المارة في الشارع، يصادفون ويوميا الكثير من الشباب والكهول وحتى الأطفال يسبون وتلفظون بكلمات نابية وغير أخلاقية، حتى في حواراتهم العادية، بدن أدنى اعتبار لمن يمر أمامه ان كانت امرأة أو طفلا أو عائلة.
وحتى كثير من النساء والمراهقات في الشوارع والمطاعم، تعلو ضحكاتهن وقهقهاتهن وتسمع أحاديثهن كاملة، لأنهن يتكلمن بصوت مرتفع جدا، دون احترام لأنفسهن، فلا يسلمن من النظرات المستغربة والمتحرشة.
وأشخاص يتكلمون عبر هواتفهم وهم مستريحون “جدا” في وسائل النقل، لدرجة تسمع كل ما يقولونه مع زوجاتهم أو خطيباتهم.. أما المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي، فشريحة منهم تجردت كلية من الأخلاق، فتحسبهم يعيشون في مجتمع أوروبي، بسبب الانحلال الأخلاقي الذي وصلوه..وغيرها كثير من السلوكات السلبية، التي باتت تطبع مجتمعنا، الذي كان محافظا جدا.
وفي هذا الشأن، أكد المختص في العلاج البسيكوجسماني، كمال بن روان، وجود ما أسماه “حوارات غريبة ومحادثات وتعليقات بالشارع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تجعلك مذهولا، من هول ما ترى وتسمع، من نساء ورجال مثقفين وجامعيين.. إلخ، وهو ما جعله يحذر بوجود “تدني” كبير في أخلاق المجتمع. وهذا ما يطلق عليه نفسيا “العمى الأخلاقي”.
و”العمى الأخلاقي”، حسب تعريف بن روان، هو فقدان الشخص المقدرة، على رؤية الأخطاء والجوانب السيئة في سلوكه. الذي ينشأ بسبب عدة عوامل، يفقد من خلالها القدرة على معرفة وإدراك ذلك التشوه والاعوجاج في سلوكياته.
وأشار أن لإنسان ينشأ منضبطا “سلوكيا” بسبب طاعته وإذعانه لسلطة معينة، هذه السلطة قد تكون دينية (الحلال والحرام)، أو اجتماعية (عيب وعار…) أو سلطة ردعية (شرطة وسجن..)، وسلطة أخلاقية (المثل العليا والأخلاقية) ويتم في كل مرحلة من مراحل العمر ضبط السلوك تحت إدارة سلطة معينة، بدءا من التنشئة الدينية والعائلية في الصغر، إلى الخوف من السجن وتقدير الذات في الكبر.
ولكن عند الإصابة بـ “العمى الأخلاقي”، يقول المتحدث: “تتشوه الأفكار، ويفقد الشخص القدرة على الطاعة والإذعان لجميع أنواع السلطة مهما كان نوعها، بل ويعتبر هذه السلطة بائدة وقديمة، ولا يمكن أن تتحكم في سلوكياته وأفكاره، التي تصبح في قمة التدهور والسقوط الأخلاقي”.
وأضاف بأن بعض العلماء أطلق على هذه الظاهرة تسمية “التآكل الأخلاقي” و”التلاشي الأخلاقي”، وكلها مفاهيم تدل على تراجع منظومة الأخلاق تراجعا مهيبا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!