-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لكل فرعون.. شعب ثائر

الشروق أونلاين
  • 7122
  • 12
لكل فرعون.. شعب ثائر

المثل العربي يقول: “لكل فرعون موسى”، وهي القاعدة الوهمية التي حاول الكثيرون الاتكاء عليها، إما بانتظار معجزة إلهية في عصور بلا معجزات، أو بإعطاء العصمة لرجالات سياسة ودين ومجتمع ليمكّنوهم من القضاء على الطواغيت الذين كادوا أن يقولوا لشعوبهم “أنا ربكم الأعلى”.. بل إنهم قالوها بأفعالهم.

  • فكانت السنوات والعقود تمضي والشعوب في انتظار معارض يُقلب الطاولة على الديكتاتور، أو رجل دين يطبّق القليل من الإيثار والجهاد الذي يدعو الناس إليه وينوء هو عنه بجانبه، ولأن زمن الأنبياء والمعجزات قد ولّى، ولأن زمن الفراعنة لا يوليّ، فإن الشعوب فهمت أنها هي وحدها من تتصدى لفرعون الزمان، فقام التونسيون البسطاء وحدهم بثورتهم، فقادوا القطار وحدهم، وبلغوا به محطة الأمان وحدهم، وبعد وصولهم حاول أن ينضم إليهم رجالات سياسة ودين وثقافة، كانوا قد هجروا البلاد في زمن النار، حيث تمتعوا في أوربا والخليج العربي بـ”حلاوة” اللجوء السياسي، وتركوا الشعب وحده يتعذب بأوجاع حمل الثورة، ووحده يضع مولود الثورة، ووحده يلد المعجزة التونسية..
  • ومؤسف فعلا أن ينطق داعية بحجم عمرو خالد الذي كان يقول إنه من صنّاع الحياة، ويقول إنه جرّ مليون شاب إلى منتدياته الخيرية والعلمية، بعد أن نطق خمس وثمانون مليون مصري، ومؤسف أن يقول صاحب جائزة نوبل أحمد الزويل بعد أن قال أطفال وشيوخ ونساء مصر وبعد أن قال الرصاص كلمة الموت في صدور الثائرين، ومؤسف أن يتابع فنانو مصر الذين احترمهم الناس ورفعوهم إلى أعلى الدرجات وملؤوا مسارحنا تمثيلا ما يحدث أمامهم كمشاهدين، ولا ينضمّ القلة منهم إلى الإخراج والتمثيل إلا بعد نزلت ستارة المسرح..
  • هذه السيناريوهات تتكرر الآن في الجزائر بعد أن خلت الساحة نهائيا من الذين يفكرون في الوطن، وحتى الخرجات الأخيرة لم تكن أكثر من تهريج ييُبك أكثر مما يضحك، والمشكلة في الجزائر أن الذين غلّطوا السلطة في حقيقة الشعب غلّطوا أيضا المعارضة التي بعضها يعيش بين أحضان فرنسا والبقية بين أحضان السلطة، بينما اكتوى الشعب وحده بالإرهاب وبالفقر وباليأس.. والذين فتحوا الآن آذانهم ليسمعوا أنينه هم الذين صنعوا هذا الأنين، والذين يدّعون بأنهم سيشفونه من أنينه، هم الذين هربوا بعيدا عن أنينه.. في اليمن في الأردن في كل بلاد العرب والإسلام، تتكرر ذات المشاهد فقد قلنا دائما إن لكل موسى فرعون، لكننا الآن يجب الاعتراف بأن زمن موسى كان أرحم، حيث كان موسى وهارون عليهما السلام في مواجهة فرعون وهامان، والآن في غياب زمن الأنبياء بقي فراعين وهامانات كُثر، ولم يبق من حل سوى شعب يريد الحياة ويريد لليل الطويل جدا أن ينجلي وللقيد الحديدي أن ينكسر؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • ديدة

    والله مهما كان فان مبارك انسان صحيح خادم الصهاينة لكن الرحمة

  • بدون اسم

    الي رقم 4انتا انسان مش محترم

  • محمد

    و الله غير بردتها لي ياأخي. بصاح كاينة حاجة ، التغيير لا يأتي إلا بالجد و العمل الدؤوب. إذن لازم تواصلوا التوعية الله يبارك فيكم. ونقول لقراء الشروق أن لا يخطئوا في الهدف. لازم تعونوا القوى التي تنادي بالتغيير السلمي.

  • راضية

    انا جزائرية وكنت أكره الشعب المصري لانه صامت عن حقه وكيف يترك مبارك يساعد اسرائيل ويساندها لكنني الآن بدأت احبهم وأقول لكم بالتوفيق ونحن معكم قلبا وقالبا

  • جمال

    سلام لكل مصري شريف ربي ينصركم يائبطال العرب

  • سمية

    ربي يهديهم

  • مراد

    شكرا عبد الناصر زمن الزعامه قد ولى نحن فى وقت الاتحاد و تواصل والعلم وتكنولوجيه وهذا عند الدول المتقدمه ولكن عندنا نحن مازلنا فى وقت التصلط وتجبر
    ولكن بعد الضلم ياتى الحق

  • جزائري حتى النخاع

    ان مات موسى فله اتباع و ان تجدد فرعون في الاقطار العربية فله تبع، و ان طال ليل الظلم فلابد ان ينجلي، اما المنافقون الذي يركبون الامواج فلا هم الى هؤلاء و لا الى هؤلاء. قد يفضحهم فجر الشعوب العربية المسلمة، لانهم ببساطة ان عيون المظلومين المقهورين في شعبنا لم تنم في هذا الليل، و انما تحفظ للاوفياء وفاءهم و للظالمين ظلمهم. و عندما يتنفس الفجر فاين المفر

  • بدون اسم

    لكل فرعون جزائري يربيه

  • algerien

    و سينكسر

  • mina

    للأسف هذه هي الحقيقة المرة التي نعيشها

  • بركاني

    يرضي عليك.