-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حديث عن تمرد في مراكش زعزع "الخضر" قبل الموعد..

لماذا خسر كرمالي رهان زيغنشور 92 بعدما كسب التاج في 90؟!

صالح سعودي
  • 3736
  • 2
لماذا خسر كرمالي رهان زيغنشور 92 بعدما كسب التاج في 90؟!

يجمع الكثير من المتتبعين على أن مشوار المدرب الراحل، عبد الحميد كرمالي، مع المنتخب الوطني، قد عرف مرحلتين مهمتين، فالشق الأول كان إيجابيا إلى أبعد الحدود، بدليل المساهمة في تتويج الجزائر بأول كأس إفريقية شهر مارس 1990، ثم الحصول على الكأس الآفرو آسيوية، شهر أكتوبر 1991، على حساب منتخب إيران، في الوقت الذي كان مطلع عام 1992 مخيبا على جميع الأصعدة، بدليل أنه لا يزال مقترنا بما يصطلح عليه بمهزلة زيغنشور خلال “كان 92”.

يبقى اسم شيخ المدربين، عبد الحميد كرمالي، مقترنا باللقب الإفريقي الأول الذي حازته الجزائر، في نسخة 90، بعد مسار إيجابي عرف فيه زملاء الحارس عصماني كيف يرفعون التحدي منذ البداية، وهذا رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، وتزامن ذلك مع الإقصاء القاسي من تصفيات مونديال 90، عقب الخسارة في إياب الدور الفاصل أمام مصر، وبهدف لصفر بملعب القاهرة، بعدما افترق المنتخبان على نتيجة التعادل السلبي في ملعب قسنطينة، فكان التألق بفوز عريض وبخماسية أمام نيجيريا، ثم بثلاثية أمام فيلة كوت ديفوار، وبثنائية أمام مصر، ما جعلهم يواجهون السنغال في الدور نصف النهائي، وفازوا عليه بهدفين مقابل هدف واحد، ليتجدد الموعد مع نيجيريا في النهائي، الذي عرف فوزا صعبا، لكنه ثمين بفضل الهدف الذي وقعه المهاجم شريف وجاني، مانحا لقبا غاليا للجزائر في ظروف استثنائية. وإذا كان هذا التتويج قد أعطى نفسا جديدا للمحيط الكروي، بدليل أن تشكيلة المدرب كرمالي تمكنت من نيل لقب آخر على حساب منتخب إيران، وذلك في أطار الكأس الآفرو آسيوية أمام إيران، حيث انهزم “الخضر” خارج الديار بهدفين مقابل هدف واحد، قبل أن يفوزوا في مباراة العودة بهدف لصفر وقعه المدافع بن حليمة في ملعب 5 جويلية.

وإذا كان التتويج بالكأس الآفرو آسيوية خريف 1991 قد فتح باب التفاؤل من أحجل مواصلة الدفاع عن اللقب الإفريقي، بمناسبة نسخة 1992، وهذا موازاة مع برمجة عديد الوديات، آخرها أمام السنغال التي شهدت فوز زملاء عصماني بثلاثية حملت بصمات تاسفاوت بثنائية وهدف من هراوي، ثم ودية في المغرب نهاية شهر ديسمبر 1991 بهدف في كل شبكة قبل التنقل إلى زيغنشور، وكانت الصدمة الكبرى في أول مباراة، حين خسر أبناء كرمالي الرهان أمام فيلة كوت ديفوار بثلاثية نظيفة، لم يستطع زملاء رابح ماجر الرد عليها أو تداركها، بعد السيطرة والفعالية الواضحة لرفقاء يوسف فوفانا، وفي الوقت الذي كان يأمل الجزائريون التدارك في المباراة الموالية أمام الكونغو، بحكم أن الدورة شهدت تعديلات في المنافسة، بعد استحداث 4 مجموعات، في كل مجموعة 3 فرق، إلا أن المباراة الثانية انتهت بالتعادل هدف في كل شبكة، تعادل لم يخدم “الخضر” الذين خرجوا من الدور الأول، مقابل تأهل كوت ديفوار والكونغو، ما أرغم الشيخ كرمالي على الانسحاب من العارضة الفنية وسط موجة من الانتقادات الموجهة بخصوص بعض خياراته الفنية، إضافة إلى عدم استثماره في عاملي الاستقرار والاستمرارية، فيما أرجع البعض هذه النكسة إلى مخلفات تربص مراكش بالمغرب الذي سبق دورة “الكان” بأسبوعين، لأسباب مالية وتنظيمية، وحصل شبه تمرد وانشقاق بين اللاعبين المحليين والمحترفين، بشكل شبيه بما حدث في مونديال مكسيكو 1986، ما صعب مهمة المدرب الراحل كرمالي في إضفاء الهدوء والانضباط في التشكيلة، وكانت انعكاساتها السلبية سريعة فوق المستطيل الأخضر.

وبعيدا عن مخلفات مهزلة زيغنشور التي لا يزال يذكرها الإعلام والجمهور بهذه التسمية، فإن دورة 92 تزامنت مع الظروف السياسية الصعبة التي مرت بها البلاد، وفي مقدمة ذلك إرغام رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد على الاستقالة في نفس الفترة، حيث عرفت البلاد متاعب سياسية واقتصادية وأمنية، بداية من انهيار سعر البترول ومظاهرات أكتوبر 1988 وصولا إلى توقيف المسار الانتخابي شهر ديسمبر 1991، واستقالة الشاذلي شهر جانفي 1992.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Abdul2020

    لماذا رفض رابح ماجر السفر إلى زينغشور 92 ولم يشارك وبدلاً منه تم استدعاء لاعب آخر على وجه السرعة للمشاركة في مكانه.

  • SoloDZ

    قلنا ان جيل نهاية السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات كان محترف فنيا ولكن كان هاوٍ ذهنيا وبسبب تلك الذهنية الهاوية لم نقطف ثمار الجيل الذهبي رغم انها كانت في المتناول