-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نسخة لندن 1948

لمّا شارك منتخب الهند في الأولمبياد بِأقدام حافية!

علي بهلولي
  • 2523
  • 1
لمّا شارك منتخب الهند في الأولمبياد بِأقدام حافية!
ح.م

فاجأ لاعبو منتخب الهند لِكرة القدم الجمهور، بِخوض أولمبياد العاصمة البريطانية لندن عام 1948، بِدون أحذية أو بِأقدام حافية.

ومعلوم أن الحذاء جزء لا يتجزّأ من لباس لاعبي رياضة كرة القدم.

وخاض منتخب الهند الدور الأوّل، الذي أُقيمت فعّالياته بِصيغة الإقصاء المباشر، وواجه المُنافس الفرنسي. قبل أن ينهزم بِنتيجة (1-2)، ويُودّع السباق مُبكّرا.

وحاول منتخب الهند تكرار السيناريو عامَين من بعد، بعد تأهّله إلى مونديال البرازيل. لكن الفيفا رفضت السماح للاعبيه بِأن يخوضوا المنافسة بِأقدام حافية.

وأبلغت الفيفا مسؤولي اتحاد الكرة الهندي بِقرار المنع، قبل سفرية لاعبي منتخب “جانيتو” إلى البرازيل. وفي الأخير مكث الهنود بِبلدهم، وانسحبوا من سباق نهائيات مونديال 1950.

للإشارة، فإن اللجنة الدولية الأولمبية هي مَن تُنظم الأولمبياد، عكس تظاهرة كأس العالم التي تُشرف عليها الفيفا.

وتباينت الآراء كما تضاربت الرّوايات، بِشأن إصرار لاعبي منتخب الهند على خوض المنافسات الدولية الكروية، بِدون أحذية.

ويوجد تفسير يقول إن منتخب الهند عجز عن السفر إلى البرازيل، لِخوض منافسة كأس العالم، بِسبب خواء خزينة اتحاد الكرة، وعدم استطاعته توفير نفقات السفرية إلى هذا البلد اللاتيني. ولكن هذه الرواية قد تكون ضعيفة، إذا علمنا أن الهند شاركت في أولمبياد بريطانيا عام 1948، فهل بريطانيا قريبة من الهند؟ وهل السفرية إلى عاصمة الضباب ليست مُكلّفة؟

ويُقدّم بعضهم تفسير ثانٍ، فحواه أن كرة القدم ليست رياضة شعبية في الهند، عكس لعبة الكريكيت. ما يعني أن الهنود لا يعبأون بِاللوائح التي تُنظّم منافسة كرة القدم.

ويوجد تفسير آخر، مضمونه أن خوض لاعبي منتخب هذا البلد الآسيوي المنافسات الدولية الكروية بِأقدام حافية، يعكس جانبا روحانيا، ويُترجم حياة التقشّف والزّهد التي اتّصف بها الزّعيم الهندي “غاندي”. ويُروى عن هذا الرجلِ الإنسانيِّ – الذي كان يُؤمن بِثقافة الحوار والسّلم – أنه سافر ذات يوم عبر القطار، وحينما كان يهمّ بِالصعود، سقطت منه فردة حذاء، ولأن القطار انطلق ولم يستطع “غاندي” النزول لِالتقاطها، قام بِرمي الفردة الأخرى في نفس المكان الذي سقطت فيه الفردة الأولى. ولمّا سُئل عن السبب، قال “غاندي” إنه فكّر في المحتاج الذي يعثر على هذا الحذاء، فيستفيد من حذاء كامل وليس فردة واحدة لا تنفع.

للإشارة، فإن الزّعيم الرّوحي “غاندي” اغتاله مُتطرّفون هندوس، في جانفي 1948، بِسبب دفاعه عن مسلمي الهند. بينما نظمت بريطانيا الأولمبياد في شهرَي جويلية وأوت من العام ذاته.

ويبقى سلوك منتخب الهند في أولمبياد لندن 1948، لافتا وغريبا، يُشبه الحركات الخارقة للعادة، التي يقوم بها أبطال الأفلام الهندية في أفلام “بوليوود”، على غرار النطّ من أسفل الحائط إلى أعلاه (وليس العكس)! أو صدى اللّكمات! أو السرعة الإلكترونية في تفادي الرّصاص الطائش! وغيرها من المهارات الخرافية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ديار الغربة المرة

    هههههه منتخب 《جانيتوا》
    كيفاش تفكرتها يا أخ علي?
    والله جعلتني أبتسم و رجعتني إلى أحلى سنوات عشتها في ذلك الوقت ..يعطيك الصحة ?