-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا بعد التحمس لما بعد حماس؟

عمار يزلي
  • 524
  • 0
ماذا بعد التحمس لما بعد حماس؟

معظم المتتبعين والمحللين أينما كانوا، داخل الكيان أو خارجه، يُجمعون على أن الفشل المتراكم هو عنوان العدوان غير المسبوق على غزة، وأن هذا الفشل هو سبب الاستمرار في “تحقيق الفشل” بحثا عن وهم تحقيق نجاح ولو صوري، يمكّن الكيان الفاشل في 7 أكتوبر وما بعهده، من سياسيين وعلى رأسهم رئيس وزراء الكيان، وقيادات جيشه وأجهزة أمنه واستخباراته..

من غسل عار الهزيمة وتحضير النفس أمام مواجهات مع الشارع بعد نهاية الحرب. لهذا، كلّ من كان مسؤولا عن الإخفاق في ملحمة 7 أكتوبر، له مصلحة شخصية اليوم في مواصلة الحرب، كونهم منذ البداية رفعوا السقف عاليا، أساسه تدمير حماس واستعادة الأسرى، فلا حماس دُمِّرت ولا الأسرى حرِّروا عبر الضغط العسكري كما يروِّج له وزير حرب الكيان ورئيس الوزراء، الكيان، وهما الأكثر عرضة للمحاسبة بعد انتهاء الحرب وأكثرهم تضررا بعدها، لهذا فهم الأكثر تشددا في توسيع رقعة الحرب لتشمل حزب الله.

الكل يجمع أيضا على أن سيناريو الحل السياسي في غزة وفلسطين بشكل عام والمنطقة بشكل أعم، على الأقل في المنظور القريب، مستبعد في ظل وجود هذا الـ”بن يمين” اليميني، أسيرا لدى يمين اليمين بعدما اختار التخندق في نفق اليمين المتطرف خوفا على منصبه ومستقبله السياسي. هذا التخندق، حوّله إلى أسير ومخطوف لدى شخصين: سموتريتش وبن غفير.

لهذا، يبدو الحل السياسي مستبعدا اليوم، كون أن أي حل سياسي، يعني نهاية حياة رئيس وزراء الكيان، إما مسجونا وإما مغتالا على أيدي عصابات اليمين المتطرف الذي اغتال إسحاق رابين عشية أوسلو. وعليه، فرئيس الكيان، هو فعلا مخطوفٌ وأسير، لدى من يدين لهم بالصمود والتصدي على الكرسي المحصِّن له من التبعات.. إلى حين.

السيناريو الأكثر احتمالا هو تزايد ضغط الشارع في قلب الكيان، خاصة إذا ما انسحب وزير الحرب السابق “غانتس” وقائد الأركان السابق أيضا “أيزنكوت” اللذان بدآ معارضة قوية لرئيس الوزراء وجماعة الضغط في الكابيني الحكومي.

في حالة ما إذا انسحب هذا الثنائي، قد يكون بمناورة أمريكية وداخلية للضغط من أجل التخلص من رئيس وزراء أناني وفاشل، تفضي إلى انتخابات مبكرة لن يكون له حظ فيها ولا منها بسبب تدنِّي شعبيته. هذا من دون نسيان مأزق حزب بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا ما استمر في الخضوع لتحدي رئيس الكيان المتمادي حتى في رفض دعاوي الحليف التاريخي.

الولايات المتحدة وعلى رأسها بايدن، الشريك في هذه الحرب وفي غيرها قبلها وحتى بعدها، قد تكون من مصلحته تحييد هذه الحكومة الفاشية الفاشلة التي قد تجهز على مصالح أمريكا بالأساس في المنطقة أمام خصم قويّ كالصين وروسيا وقد تحرك حراكا من وراء الستائر للدفع باتجاه انتخابات مبكرة.

انسحاب الثنائي العسكري من كابيني الحرب، لن يُسقط الحكومة ولن يغير من المعادلة، لكن الشارع هو الوحيد الكفيل بذلك بعد انسحاب هذين القائدين العسكريين اللذين يطالبان حاليا بصفقة مع حماس ووقف إطلاق النار كحل وحيد لاسترجاع الأسرى. هذا المطلب الذي يرفضه رئيس وزراء الكيان والزمرة المتطرفة حوله، لن يقبل به أبدا رئيس وزراء الكيان، لأن هذا المطلب يعني له الانتحار السياسي والنهاية داخل السجن أو داخل تابوت. لهذا، لن يتمكن لا بايدن ولا أيا كان من دفعه إلى قبول صفقة حماس التي تُسقط تحمّس الكيان لما بعد حماس، والتي كان يتحمّس لها على أنه بعد الحرب، لن تكون هناك حماس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!