-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعضهم تبدلت طباعه وآخرون تغيّرت عادات أكلهم ولباسهم

متعافون من كورونا تغيّرت هواياتهم وشهيتهم وسلوكهم

الشروق أونلاين
  • 1822
  • 2
متعافون من كورونا تغيّرت هواياتهم وشهيتهم وسلوكهم
أرشيف

لا تمر أيام الجائحة القاتلة، إلا وأظهرت مزيدا من المفاجآت في كل بلاد العالم وفي الجزائر، فبقدر ما صنعت خاصة في الأيام الأخيرة الأحزان بعد أن ارتفع رقم الإصابات فوق الألف حالة يوميا وأكثر من عشرين متوفى يوميا، بقدر ما حيّرت المصابين وأهلهم خاصة الذين مرّوا على العناية المركزة، حيث تأكد تغير الكثير من الأمور سواء من الناحية البدنية أو النفسية لغالبية المصابين.

يقول أحد المصابين البالغ من العمر 53 سنة، بأن أيامه في العناية المركزة وإخضاعه للتنفس الاصطناعي ونجاته بأعجوبة من الموت، أخرجته للعالم كإنسان جديد لا علاقة له بما قبل إصابته بكورونا، حيث وجد نفسه مترفّعا عن الكثير من الأمور التي كانت تبدو غير قابلة للنقاش. “قبل إصابتي بالمرض، كنت أشبه بالمدمن على مباريات كرة القدم، ولم أكن أتحرج عن دفع مبلغ 50 ألف دج لأجل تعبئة بطاقة اشتراك في قنوات بي.إين.سبورت، ولكن منذ خروجي من المستشفى لم أعد أطيق متابعة أي مباراة بما في ذلك مباريات رابطة أبطال أوربا التي كانت تسجنني قبالة شاشة التلفزيون، ولُعبت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين من دون أن أتابع لقطة واحدة منها، بل إنني أفكر جديا في تقديم جهاز استقبال المباريات لأحد أصدقائي، لأنني أشعر بكرهي للعبة التي كنت مدمنا على مشاهدتها”.
ويقول مصاب آخر بكورونا في الستين من العمر تماثل للشفاء بأن أيامه في المستشفى جعلته يتابع أفلاما عربية تاريخية، وقد خرج متعافيا من إصابته بفيروس كورونا لأجل البحث عن مزيد من الأفلام وأيضا كتب التاريخ ويضيف: “لا أدري لماذا تركت كنز التاريخ العربي الإسلامي من دون التفاتة قبل زمن كورونا، ولا أرى نفسي الآن من دون قراءة كتاب تاريخي مهما كان الزمان والمكان الذي أتواجد فيه”، وفي المقابل دخل آخرون هوايات جديدة، فأحد المرضى الذي أمضى أربعة أيام في مستشفى ديدوش مراد بولاية قسنطينة في مصلحة كوفيد 19، قرّر تعلم الموسيقى لأنه استمع إلى عزف بالعود راقه من أنامل العراقي نصير شمة، فقرر الاستمتاع لمزيد من الموسيقى وأيضا تعلم العزف على آلة العود. كما تغيرت شهية الأكل كلية لدى الكثير من المتعافين، فبعضهم خرج من المرض من دون شهية، وعلى النقيض اشتعلت شهية الأكل مع آخرين بين من صار مدمنا على تناول الفاكهة والعصائر بشراهة، وناقما على العجائن والسكريات.

أما عن متابعة التلفزيون ببرامجه المختلفة فقد ملّ البعض أخبار كورونا، وقرّروا أن لا يتابعوا أرقامها ولا أخبارها عالميا ووطنيا بعد تجربة قاسية مع المرض، وبين مهتم بالأمراض وتحوّل إلى ما يشبه المرشد الصحي الذي يقدم للناس النصائح ضمن القاعدة الشعبية المعروفة: “إسأل مجرّبا ولا تسأل الطبيب”.

المرض صدمة تغيّر أولويات الحياة!

سألنا الدكتور ضياء الدين بواب وهو مختص في الغدد الصماء وداء السكري عن الحالة المحيّرة للمرضى المتعافين من كورونا، فلخصّها بالقول: “المرض هو صدمة نفسية قد تؤدي إلى تغيّر الألويات في الحياة وفي المبادئ وبعض المعتقدات، فبعض المرضى كانوا يعتقدون عدم تمكنهم من الإقلاع عن التدخين لكن أيامهم في المستشفى قد تغيّر نظرتهم، فيقلعون عن التدخين وبسهولة بعد تعافيهم من المرض، والصدمة قد تكون أيضا سلبية في حالات أخرى فيدخل المريض في الاكتئاب، ولكن الصدمة تختلف حسب تكوين الشخصية”.

وبين خروج مرضى من العناية المركزة مقلعين عن التدخين الذي لازمهم ربع أو نصف قرن من الزمان، ومهتمين بصحتهم وصحة أهاليهم بشكل لم يسبق له مثيل، وتغيّر في الكثير من الطباع من أكل ولباس ومشاعر وهوايات، يبقى فيروس كورونا الذي زلزل العالم يظهر بعض المفاجئات الغريبة التي حيّرت العالم بأسره.
ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • شخص

    قال تعالى : (( و ما نرسل بالآيات إلاّ تخويفا ))
    و قال أيضاً (فلولا إذ جاءهم بسئنا تضرعوا ))
    من لم يقده شفاؤه من كوفيد لتوبة نصوح، يعني ما فهم والو ؟

  • حماده

    تعجبت في الذي قرر تعلم الموسيقى والاستماع لها رغم أنه كان على حافة الموت !!!