-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مثقفون.. استثنائيون

حسن خليفة
  • 229
  • 0
مثقفون.. استثنائيون
ح.م

 أسارع في مفتتح هذه السطور إلى القول: إن ما يعنيني في سطور هذا العمود، وقد أخفق في الوصول إليه. ما يعنيني هو إيصال رسالة واحدة إلى القارئ الكريم وهي إلفات نظره إلى مسألة أهمية البحث عن نوعية خاصة من المؤلفين والكتاب واعتمادها في قائمة الأصدقاء المقربين الذين يجب أن يقرأ لهم بعمق، ويجتهد في التحليق في آفاقهم، والدوران مع أرواحهم المتألقة السابحة في سماوات الفكر النافع.

ومن هؤلاء من نخصص له هذه السطور وهو الدكتور مصطفى حجازي. وأيضا عبدا لوهاب المسيري، ومحمود شاكر، وفهمي خشيّم وغيرهم كثير، قد يقتضي الواجب الحديث عنهم جملة أو تفصيلا في المستقبل، ولكن البحث عن مؤلفاتهم وقراءتها قراءة تحليلية تأملية بغرض الانتفاع والاكتساب، مفيد ويفتح آفاقا مهمة للقارئ المهموم؛ أستاذا كان أم باحثا أم إعلاميا أم كاتبا أم…

يمكن تعريف الدكتور مصطفى حجازي بالمختصر المفيد بأنه “مثقف” برتبة عالم؛ لأنه يكتب بمنهج العالم ورؤية العالم الذي يحيط بموضوعه، ويعمل على تبليغ قارئه ومتلقّيه كل المفاتيح لفهم الموضوع الذي يدور حوله كتابه، أو حتى فصل من ذلك الكتاب، يسري هذا على كتبه كلها، كما تجري على كل كتبه صفة “النافع المفيد”؛ خاصة وهو إنسان متخصص، أكاديمي، وخبير دولي، ومدرّب ذائع الصيت، ولكنه أيضا كاتب ذو نكهة خاصة، يقترب أكثر فأكثر من الموضوعات ذات العلاقة بالواقع والحياة، ويقدم وجهات نظر إيجابية في كل ما يلاحقه ويدرسه ويبحث فيه. ويمكن اعتبار كتبه خلاصات مفيدة لكل من يقرؤها راغبا ـ حقا ـ في الاستفادة القصوى منها.

وهذه بعض كتبه: التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهورـ لماذا العرب ليسوا أحرارا.ـ الاتصال الفعّال في العلاقات الإنسانية الإدارةـ إطلاق طاقات الحياة دراسات في علم النفس الإيجابي ـ الصحة النفسية منظور دينامي تكاملي ــ علم النفس والعولمة: رؤى مستقبلية في التنمية والتربية ـ العصبيات وآفاتها: هدر الأوطان والإنسان ـ الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية.

الهاجس المحوري عند الدكتور حجازي هو “توظيف المعرفة في خدمة الإنسان وصناعة التنمية”، مع التركيز على المنظور النفسي الذي يعدّ سببا قويا في أي نهضة، أو انطلاق في أي مشروع صغير أو كبير، وقد أعطى هذا المحورَ النفسي ما يستحقه في عدد من الكتب التي لا أتردد في الدعوة إلى الاستفادة منها بشكل جليّ ودقيق. ولنأخذ على سبيل المثال كتابه “الصحة النفسية: منظور دينامي تكاملي”. أتصور أن المربين في مختلف أطوار التربية والتعليم (طفولة ـ مراهقة ـ شباب إلخ) سيجدون في هذا الكتاب ما يساعدهم على رسم خطط التعامل العلمي الإيجابي مع الأصناف السابقة، لأنه يتيح لهم فهم “النفسيات” على نحو دقيق للغاية، والفهم هو مفتاح النجاح في مباشرة أي عمل. وكذلك، كتابه “الاتصال الفعّال في العلاقات الإنسانية والإدارة”، فوائده في مجال الاتصال والتواصل الإنساني لا تحصى وذات أثر مباشر في السلوك الإنساني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!