-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لا يحدث الا في الجزائر:

مدربون يقالون بالصيحات في الملاعب في الصباح ويعودون للتدريب في المساء!

الشروق أونلاين
  • 2782
  • 0
مدربون يقالون بالصيحات في الملاعب في الصباح ويعودون للتدريب في المساء!

ينادي الكثير من القائمين على الرياضة في الجزائر، على ضرورة الاستقرار من أجل الوصول إلى النتائج الحسنة في كل المجالات الرياضية، خاصة كرة القدم، غير أن الواقع يعكس غير ذلك، وتبقى هذه الاقتراحات مجرد كلام وحبر على ورق، ولم ترق إلى مستوى التطبيق، وهذا ما نلاحظه اليوم في البطولة المحترفة بحيث استهلكت العديد من المدربين في فترة وجيزة، ووصل الحال ببعض الفرق إلى تغيير المدرب بمجرد خسارة الفريق في جولتين أو ثلاث.

   تداول الكثير من المدربين على العارضة الفنية للعديد من الفرق الوطنية في البطولة المحترفة، غير أن النتائج بقيت تراوح مكانها من دون تحسن، وزار الكثير من المدربين الأجانب والمحليين العديد من ولايات الجزائر من دون جدوى، بالرغم من الدعم المعنوي والمادي لهذه الفرق، وتدعيمها بأسماء مدربين جدد أو عائدين بعد الخروج من الباب الضيق، كان الأمل فيهم من طرف الجمهور في تحريك عجلة النتائج إلى الأمام، لكن هذا لم يتحقق، في ظل الحالة التي وجد فيها هذا المدرب الجديد أو العائد للفريق، فلم يقدم له الوقت اللازم حتى لإعادة رسم إستراتيجيته، وأقيل  من منصبه بعد جولتين أو ثلاث من دون تردد، وجلب مدرب آخر ربما يملك العصا السحرية من أجل جلب النتائج الفورية والفوز بالألقاب، لكن بقي الحال كما هو وتستمر هذه الظاهرة.

مدربون أصبحوا مثل الدمى يقالون ويعادون حسب الطلب

وصل الحال في الكثير من الحالات، أن يقال المدرب من طرف الفريق وبعد شهر أو شهرين يعاد جلبه ومن نفس الأشخاص، وتبقى الأسباب مجهولة في أن يقال من نفس الإدارة ويعاد من الإدارة نفسها في وقت لاحق، هل أصبح الكثير منهم يخاف البطالة، أم أن الجري وراء جمع المال أصبح المطلب الأساسي عند المدربين على حساب أشياء أخرى، والغريب أن المدرب أقيل لنفس الأسباب وأعيد من أجلها، فهل يعتبر هذا طعنا لمصداقية المدرب حتى من طرف زميل مهنته فأصبح العديد منهم مثل دمية، يحركها رؤساء الأندية والقائمون على الفرق حسب مزاجهم وهواهم؟

هل المشكل حقا في جلب مدرب والتضحية بزميله أو طرده والاستنجاد به مرة أخرى؟

   إذا كانت النتائج تبقى هي نفسها، بالرغم من التداول على العارضة الفنية من طرف العديد من المدربين، فهل حقا الإشكال في تغيير اسم المدرب في كل مرة، أم أن هناك أمورا أخرى يجهلها القائمون على مختلف هذه الفرق؟ ماذا لو قام هؤلاء بتغيير سلطتهم في الضرب في اتجاهات أخرى، بدلا من الضغط على المدرب الذي أصبح المتهم الأول في تحقيق النتائج السلبية، كالنظر مثلا في طرق تسيير فرقهم، من حيث التعداد والأهداف، بدلا من تبرير النتائج السلبية التي تحققها فرقهم بمستوى المدرب أو جنسيته، لذا يعمد أغلبهم على طردهم من الباب الضيق، وكان من الأفضل الصبر عليه ومنحه الثقة، وإعطائه الوقت الكافي واللازم، على الأقل من أجل الحفاظ على استقرار الفريق، حتى يجد ضالته بين الفرق الأخرى، ومن ثم اتخاذ القرارات الصائبة في حق الفرق والمدربين.

هي إذا حقيقة تشهدها اليوم الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر في البطولة المحترفة التي لم تظهر ملامح احترافها إلى حد الساعة، بالرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات من إطلاق هذا المشروع، ومازالت الكرة الجزائرية تتخبط في العشوائية، والأموال تضخ في الحسابات من دون نتائج مقنعة، بل حادت عن أصلها في الكثير من الأمور، والمنشطات خير دليل، والمناداة بالاستقرار بقي مجرد كلام صحف، والدليل على هذا أن البطولة إلى حد اليوم لم تكتمل منها حتى مرحلة الذهاب، وقد حصدت مقصلة المدربين عشرين مدربا تقريبا إلى حد الساعة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!