مديرية المجاهدين لولاية الطارف تحرم إحدى ضحايا الألغام من منحتها
لم تعرف فاطمة باهي من بوحجار بولاية الطارف، أن حياتها ستنقلب جحيما وهي في العاشرة من العمر
-
ولم تتصور أيضا أنها ستجني الثمار المرة للاستعمار الفرنسي، حتى بعد خروجه من الجزائر. تبلغ فاطمة اليوم 61 سنة من العمر، لكنها منذ تعرضها لحادث انفجار لغم زرعه الاستعمار الفرنسي بمنطقة بوحجار وهي في العاشرة من العمر، تعيش محرومة من النظر، فهي لا ترى الناس سوى أشباحا، إضافة إلى تشوّه وجهها بشكل كامل، وكذا أطرافها بشكل متفاوت، فهي لا تقدر على السير بشكل طبيعي. وما تزال فاطمة باهي رغم مرور 51 سنة على الحادثة، تحمل آثارها النفسية المدمرة. لكن الغريب في قصة فاطمة أنها تعرضت لظلم كبير عندما حرمتها مديرية المجاهدين بولاية الطارف منذ سنة 2008، من منحة 5 آلاف دينار جزائري، التي كانت تتقاضاها باعتبارها إحدى ضحايا الألغام. وهي اليوم تعيش فقط على منحة 17 ألف دينار، تحصل عليها على اعتبار أنها ابنة شهيد. وتؤكد فاطمة، التي تحملت مشقة السفر من ولاية الطارف للقيام بزيارة إلى مقر الشروق بالعاصمة لرفع شكواها إلى المسؤولين، أن مدير المجاهدين بالطارف حرمها من منحة ضحايا الألغام، بدعوى أنها تتقاضى منحة ابنة شهيد، ورغم محاولاتها المتكررة الاتصال بمدير المجاهدين بولاية الطارف، للاحتجاج على حرمانها من المنحة، لكنه في كل مرة يقول لها “اصبري”، وهي تؤكد أن حالها عصية على التحمل والصبر. وتضيف فاطمة أن خزينة ولاية الطارف تحتجز منذ 2008 الدفتر الذي يثبت أنها من ضحايا الألغام، وهو الدفتر الذي بواسطته كانت تحصل على المنحة.
-
وتطالب فاطمة بالتعويض عن الفترة التي تأخرت فيها منحتها، كما تناشد السلطات، وعلى رأسها وزارة المجاهدين، التكفل بها لتلقي العلاج بإحدى الدول العربية. تقول فاطمة “لقد قلت في أحد الأشرطة التي بثها التلفزيون الجزائري في وقت سابق، إنني لا أريد الذهاب إلى فرنسا للعلاج، لأنها هي من تسببت في المعاناة التي أعيشها، واكتفيت فقط بأن طلبت من السلطات مساعدتي على الذهاب إلى إحدى الدول العربية للعلاج..”. كما تؤكد بأن الأطباء بمستشفى مصطفى باشا وعين النعجة نصحوها بعدم إجراء العملية على عينيها في الجزائر خشية أن تفقدهما تماما، وأكدوا لها ضرورة أن تجري هذه العملية في الخارج، وهي الخطوة التي لا تقدر عليها نظرا لظروفها المادية السيئة. وتختم فاطمة قصة معاناتها بالوعود التي تلقّتها من وزارة المجاهدين لمساعدتها على العلاج، ولحد الساعة ما تزال تنتظر تجسيدها.