-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أحدثت فرزا وخلقت معطيات جديدة

مسودة الدستور ترسم معالم الطبقة السياسية الجديدة

محمد مسلم
  • 6072
  • 16
مسودة الدستور ترسم معالم الطبقة السياسية الجديدة
الشروق أونلاين

رسمت مواقف الأحزاب السياسية من مسودة تعديل الدستور المطروحة للنقاش، ملامح الطبقة السياسية خلال المرحلة المقبلة، والتي تبدو من خلال المؤشرات الاولية انه لا وجود لاي تغيير في المواقع ازاء السلطة.

التصريحات التي صدرت عن قادة الاحزاب، التقليدية منها والجديدة، (مرحلة ما بعد اندلاع الحراك الشعبي)، كشفت عن هذه القراء، فحزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، يبدو انهما حافظا على موقعهما القريب من السلطة، بالرغم من الضربات التي تلقيانها منذ سقوط نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.

فقد سارع التجمع الديمقراطي الى تثمين مسودة الدستور، فيما رحب الحزب العتيد بالمسودة، وتمنى من الرئيس الدفع الى تبني دستور توافقي، وهو موقف يعتبره البعض، محاولة لتلطيف الاجواء بينهما وبين الرئيس عبد المجيد تبون، بعد الموقف الذي صدر منهما في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، بحيث قررا الاصطفاف خلف المرشح الذي قدمه التجمع الديمقراطي، ممثلا في عز الدين ميهوبي، الامين العام بالنيابة لحزب احمد اويحيى المسجون.

وان كان هذا الموقف طبيعيا بالنسبة للارندي، باعتباره دعم مرشح حزبه، الا ان موقف جبهة التحرير اعتبر خيانة للمرشح الفائز، لكونه اطارا وقياديا فيه، يحوز على عضوية اللجنة المركزية، الامر الذي يكون قد اغضب كثيرا الرئيس تبون، المبادر بالتعديل الدستوري الراهن.

ويبدو موقف حركة البناء الوطني، التي يرأسها المرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، عبد القادر بن قرينة، يبدو موقفها رماديا، بحيث حافظت على مسافة واحدة من المعارضة والسلطة، وان اكدت على ضرورة التجاوب مع مطالب الحراك الشعبي.

اما الحزبان الاخران اللذان كانا يشكلان مع الافلان والارندي القاعدة السياسية للسلطة السابقة، ممثلين في كل من الحركة الشعبية وتجمع امل الجزائر، فلم يعد لهما اثر في المشهد السياسي، منذ ان سجن زعيماهما، عمارة بن يونس، وعمار غول على التوالي، ما يؤشر على انهما كانا مجرد سجل تجاري لممارسة نشاط تحت الطلب.

وعلى النقيض من ذلك، تقف مجموعة من الاحزاب، تعمل اليوم على بلورة موقف موحد من مسودة الدستور، مدعومة بتقارب مواقفها من هذه المسودة، والتي تنزع الى رفضها، وفق التصريحات الصادرة عن قادتها.

ويوجد على راس هذه الاحزاب كل من حركة مجتمع السلم، وجبهة العدالة والتنمية التي يراسها عبد الله جاب الله، وكلاهما يبحثان عن اطار يلتقي فيه الجميع، من اجل بلورة موقف موحد يتعاطى به الجميع مع المسودة الدستورية.
وتعتقد جبهة العدالة والتنمية، ان مسودة الدستور لم ترق الى التطلعات التي عبر عنها الحراك الشعبي، فيما تؤاخذ حركة مجتمع السلم المسودة، لكونها لم تقدم نظام حكم معروف المعالم، على حد تاكيد رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري.
وبعد ان كان حزب العمال في عهد النظام السابق احد اعمدته في الموقع الاخر، يبدو ان هذا الحزب خسر نفوذه في السلطة، وانتقل الى الموقع الاخر برأي مراقبين، منذ سقوط بوتفليقة وسجن زعيمته، لويزة حنون، رفقة المستشار السابق برئاسة الجمهورية، السعيد بوتفليقة، في قضية التآمر على سلطتي الدولة والجيش، ويعزز هذه القراءة بيان هذا الحزب، الذي هاجم المسودة: “الهدف هو وضع الشعب أمام الأمر الواقع الذي يجرده من حقه في ممارسة إرادته الحرة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • عمر بنور

    تقولون الدستور الجديد ؟ الرئيس احتفظ برئاسة القضاء فأين استقلالية العدالة التي وعدونا بها ؟ دستور 1996 أحسن منه 1000 مرة ...

  • جحا

    الحراك الشعبي غادي يضرب باقوة ولامكان للخونة اهل الفساد ونهب مال شعب من بنوك البايلك السرقة المحترفة الخبيثة لاصحاب المعارف ادي وانا في دار موح بلا روح

  • Hakim

    مع احترامي لبعض المنخرطين بينة صافية لكن مجمل هذه الأحزاب السياسية لا يمكن أن تواصل لأنها ساهمت في زعزعة وتخريب مستقبل البلاد

  • Azer

    لا معنى لدستور توافقي . الدستور للامة وليس للاشخاص

  • alilao

    في الجزائر الجديدة كل شيء قديم. الأحزاب التي دمرت البلاد ستحكمها في المستقبل وهي التي سيناقش نوابها الدستور وقانون الإنتخابات ومنها يعين المسؤولون الكبار للدولة. الجزائر الجديدة هي كذلك بالإسم فقط أما المارسات فلم تتغير في شيء.

  • ابن البلد

    وكان الدستور يخاطب احزاب ما و لا يمهمه اغلبية الشعب .دستوركم ولا ليس دستور الشعب .بعد الكورونا ياناكلوكم يا تاكلونا

  • طارق

    الشعب فاهم كلش
    في الوقت الحالي ماشي مشكل في الدستور المشكل في لدارو المسودة
    تبون لحاب يخدم لبلاد لازموا يبدا بالمنجل ينحي لكلاب وممبعد نشوفو الدستور و القوانين يبدلوهم ناس صالحين

  • Prince of Venezuela

    عن أي فرز تتحدثون الطفيليات مازالت تحوم حول الجثة و الفيروسات تقتات في الجثة لم يتبق سوى المكروبات التي ستلتحق بالوليمة وكل عام و أنتم بخير و لا حول ولا قوة إلا بالله

  • نمام

    هل هناك فعلا خريطة سياسية كما قال الرئيس في خطابه عن توليه سدة الحكم أم نريد احزابا وفق تصورات النظام وعلى مقاسه لتساعده على اعادة انتاجه نرى مثلا حركة حزم بقيادة نحبة من الشباب بافكار جديدة في الطرح للقضايا وافكار تؤهلها با تكون بديلا وبمستقبل سياسي فعلي واصحاب الباديسية و نوفمبرية في بداية الحراك وجبهة الائتلاف النوفمبرية وهل يفتح المجال لرؤى بديلة للخروج من الاحتكار السياسي وزعامة الابوية و تلبس بالشرعية الثورية نريد تجديد النخب المترهلة ومحاكمة من تورط في النهب ونخب جديدة ذوي عقل مبتكر وايد طاهرة والا سنكون كمن يطلب العون من قبور الاولياء ويتوسل الحلول من اصحاب الاضرحة

  • ملاحظ

    طفيليات النظام السابق تعود لتشيت من اجل مسودة الدستور والمناصب عادت ريمة لعادتها القديمة.....عيدكم مبارك

  • طالب

    تكريس السلطات كلها في يد شخص واحد هذا هو المشكل، الفصل الواضح بين السلطات هو مطلب الشعب لا يمكن لرئيس الجمهورية ان يحوز على كل تلك الصلاحيات ...

  • Imazighen

    أمر واقع، لا جديد، بقت دار لقمان على حالها، مجتمع، زجاج مكسر..

  • abouhichame

    وتستمر المسرحية الى متى الله اعلم

  • قل الحق

    لا و لن يمكن ان ترتسم ملامح الطبقة السياسية في الجزائر ما لم تفرز هذه الطبقة انتخابات نزيهة و شفافة يقول فيها الشعب كلمته، الكل اصبح يدعي تمثيل هذا الشعب بدون اذنه و اخشى ان ياتي يوم تستفيق الطبقة السياسية في الجزائر على حقيقة انها لم تعد تمثل شيئا و ان الشعب في واد و هي في واد.

  • انا وانت

    الحراك الشعبي الاحرار هو دستور مستقبلا تحب ولا تكره و تغيير ايكون من الجذور لازم الشرعية الشعبية يالحنون

  • SoloDZ

    مهما بلغت الطبقة السياسية من اجتهاد فلن تكون في مستوى الجيش الوطني الشعبي في اخلاصه في الدفاع عن الوطن لأن الاحزاب والجمعيات والنقابات وغيرهم كل وتوجهه كل وبرنامجه كل ومصالحه نشاهد ليبيا لبنان تونس وغيرهم من البلدان العربية التي جيشها ضعيف التأثير على الساحة الوطنية بشكل عام كيف دخلت في صراعات سياسوية لا تنتهي وما يسب ذلك من هدر للوقت والمجهودات والفرص مع التهديد المحدق بالاستقرار وعليه فإنه واستباقا للامور ادراج بند في الدستور يخول تدخل المؤسسة العسكرية في حالات ثلاثة وهي الحرب او وضع سياسي خطير او كارثة طبيعية كبرى فلا مصالح ولا توجه ولا مطامع للجيش الوطني الشعبي سوى حماية الجزائر والشعب