-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب تأثير التطبيقات الإلكترونية على المرجعية.. أكاديميون يؤكدون:

مصالحة بين الدين والذكاء الاصطناعي لترشيد التكنولوجيا

وهيبة. س
  • 596
  • 0
مصالحة بين الدين والذكاء الاصطناعي لترشيد التكنولوجيا
أرشيف

أكد دكاترة وباحثون جامعيون، أن التطور المتسارع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بات يهدّد القيم الأخلاقية والمعتقدات الدينية، خاصة أن أصحاب التقنيات الجديدة يسعون إلى نزع الإنسانية من الأشخاص، وتأليه بعض الآليات الرقمية.
ودعا دكاترة مختصون، في علوم الشريعة والرقمية، إلى ضرورة التفكير في وضع برامج مدرسية، تتماشى والتطورات الحاصلة في التكنولوجيا، هدفها التركيز على كيفية المحافظة على المبادئ الأخلاقية والعقيدة الإسلامية، واستدعاء القيم في رؤيتنا الاتصالية في القرية الكونية مع السرعة الفائقة للمستجدات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
وبهذا الصدد، قال الباحث عبد العالي زواغي، خلال منتدى الفكر الإسلامي في الطبعة الثالثة للجلسات الرمضانية، بقصر المعارض “مفدي زكرياء”، سهرة الثلاثاء، إن الذكاء الاصطناعي غير بشكل جذري مفهوم الدين عند البعض، مضيفا أن هناك من يكتفون بتجليات وخصائص “الدين الرقمي”، الذي أصبح مشايخه يبحثون عن “اللايكات” من خلال الفيديوهات والصور، فتلوث الكثير منهم بهذا المنطق.
وأكد زواغي أن الدين صار من أهم الإيديولوجيات للسيطرة على الشعوب، فالتكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، يسعى من خلاله البعض، إلى عزل الإنسان عن المرجعيات، موضحا أن “المشيخة الإلكترونية” رسخت ما يسمى بـ”الشيخ غوغل”، ولم يعد بعض الشباب يسألون أهل الاختصاص الحقيقيين.
ويرى المتحدث أن المستخدم لمتحرك البحث “غوغل” يتوهم أنه وصل إلى الحقيقة، دون الرجوع للمؤسسات الدينية، وساهم ذلك، بحسبه، في شكل جديد لـ”الدين الرقمي”، يمهد لدين الذكاء الاصطناعي، وهو الخطر الذي يهدّد الإنسانية.

انزلاقات التكنولوجيا بدأت من ارتباط العلم بالمؤسسات المالية
ومن جهته، قال الدكتور جمال حمود، أستاذ جامعي وباحث: “إن الحاجة إلى تفكير أخلاقي في العلم والتكنولوجيا، يدفعنا لمعرفة أهمية القيم في عالمنا اليوم، حيث لا يمكن معرفة العلم والتكنولوجيا إلا بمعرفة القيم الحضارية في ربح رهانات المستقبل”.
وأوضح أن التكنولوجيا تحتاج إلى فلسفة لفهمها أو قيم أخلاقية قوية لمواجهتها، “والاختبار الذي سنواجهه هو التركيز على العلوم الطبية والبيولوجية، هناك حلول جاء بها الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة والبحث العلمي، لكن للأسف، العلم أصبح مرتبطا بالمؤسسات المالية، فأثّر ذلك سلبا عليه”.
وأفاد المتحدث أن مصطلح “العلم الزائف “هو ليس علما، فهو إدخال السم في ظاهرة معينة، حيث تقوم شركات كبرى بتمويل، مثلا، بحوث تركّز على علاقة التلوث بسرطان الرئة وتشتيت الآراء حول مسألة أن التدخين هو السبب الوحيد لهذا المرض، والهدف في الأخير تجاري”.
وقال إن كل عالم أصبح بمثابة “نبي”، حيث أن هناك الكثير من النظريات العلمية ليست صحيحة، ولكن تمويل البحوث حولها من طرف مؤسسات مالية كبرى أرجعتها صحيحة.
ودعا المتحدث علماء الجزائر إلى المساهمة في إنجاز حضاري يتمثل في مصالحة بين الدين والعلم والتكنولوجيا، من خلال مشروع تربوي هدفه غرس القيم الإنسانية والدينية.

القيم الجمالية والإبداع الإنساني تحت تهديد الذكاء الاصطناعي
ومن جانبه، يرى الدكتور كمال بومنير، أستاذ بقسم الفنون بجامعة الجزائر 2، من خلال محاضرته “القيم الجمالية ومآلات الفن في عصر التكنولوجيا الرقمية”، أن العديد من التساؤلات تطرح فيما يخص مجالات الفن والذكاء الاصطناعي، فالحديث عن القيم الأخلاقية، بحسبه، يكون عبر 3 مستويات، المعرفة العلمية ومفهوم الحق، والقيم الأخلاقية في تنظيم السلوكيات الفردية والجماعية، وتأتي بعدها القيم الجمالية وهي مفهوم الجمال، أي الإحساس بالجميل وهو أساس، بحسبه، كل الأعمال الفنية.
وقال الدكتور بومنير، إن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع فهم الجمال ولا الحياة الباطنية والتجارب والذكريات والتخيل، فهو يكتفي بمحاكاة ما تم تخزينه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!