-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

معاناة مرضى السيلياك في رمضان.. مائدة خالية بأسعار غالية

ليلى حفيظ
  • 928
  • 0
معاناة مرضى السيلياك في رمضان.. مائدة خالية بأسعار غالية

في الوقت الذي يجد فيه المواطن البسيط صعوبة كبيرة في تأمين مائدة إفطار تضمن له استدراك ما ضيعه من ملذات غذائية خلال نهار الصيام بسبب ارتفاع الأسعار. فإن المعاناة تكون مضاعفة بالنسبة لمرضى السيلياك في ظل ندرة وغلاء المواد الغذائية الخالية من الغلوتين. الأمر الذي دفع بالكثير من الجمعيات المهتمة بهذه الفئة من المرضى إلى الاستنفار قبيل حلول الشهر الفضيل، لجمع وتوزيع قفف رمضان تحتوي على ما يحتاجه هؤلاء من مواد رمضانية ضرورية لتغذيتهم.

اضطراب وراثي مزمن

السيلياك، كما توضح السيدة سامية بقدار، رئيسة جمعية باهية الاجتماعية لمرضى السيلياك بوهران: “هو مرض مناعي وراثي واضطراب مزمن في الجهاز الهضمي، يتسبب في استجابة الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي لبروتين الغلوتين الموجود بشكل طبيعي في الحبوب كالقمح والشعير وبعض الأطعمة الأخرى، ما يؤدي إلى تلف بطانة الأمعاء الدقيقة. وقد تتدهور حالة المرضى بالسيلياك كثيرا في أثناء شهر رمضان المبارك، بسبب افتقار مائدتهم الرمضانية للأطباق الغنية باحتياجاتهم الغذائية، أو لاضطرارهم أحيانا إلى تناول أغذية تحتوي على الغلوتين.”

خاصة، كما يؤكد السيد موسى يحياوي، رئيس الجمعية الوطنية لمرضى حساسية الغلوتين: “في ظل ندرة وشح المنتجات الغذائية الخالية من الغلوتين، لكون المواد الأولية المصنوعة منها تستورد من الخارج، مثل فرينة البطاطا التي لا يتم تصنيعها بالجزائر رغم وفرة منتج البلاد من البطاطا. وهذا ما أدى لارتفاع أسعار تلك المواد الخالية من الغلوتين، إذ يتراوح سعر رطل من الفرينة ما بين 250 دج إلى 500 دج، وهذا بحسب النوعية، والكسكسي يصل سعره حدود 250 دج، السباغيتي والمقرون قد يصل سعرها إلى 400 دج.”

كما أضاف محدثنا أن: “معاناة مرضى السيلياك تتفاقم في رمضان في ظل ندرة وغلاء المواد الغذائية المكونة للمائدة الرمضانية والخالية من الغلوتين. وهذا ما يدفع جمعيتنا لجمع قفف رمضان خاصة بهذه الفئة، تحتوي على مواد غذائية خالية من الغلوتين كفرينة الخبز أو الحلويات، الفلان، الفريك، الشعيرية، الأرز، الذرة، الكسكس إلخ. ولكن كل هذه الجهود غير كافية لتغطية احتياجات هذه الفئة من المرضى ببلادنا، الذين يقدر عددهم بحسب توقعاتنا بالملايين، إذ تضم جمعيتنا فقط عشرة آلاف منتسب.”

شراء أطباق جاهزة

وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي تتفاقم في رمضان، صار الكثير من مرضى السيلياك يلجؤون لشراء الأطباق الرمضانية جاهزة، خاصة مع انتشار بعض المحلات الخاصة بإعداد وبيع الأكلات والحلويات الخالية من الغلوتين. مثلما هي الحال مع محل السيدة لمياء، مصابة بالسيلياك، وبالتالي، هي تعرف جيدا معاناة هذه الفئة من المرضى. الأمر الذي شجعها على فتح محلها الذي تعد فيه كما تقول: “كل ما قد يطلبه الزبائن من أكلات يشتهونها، كالخبز، الحلويات، وحتى الحساء الشوربة.. إلخ، وكل الأطباق الرمضانية”، مع الحرص على أن تكون خالية تماما من الغلوتين.

المطلوب نظرة اهتمام

وفي ظل هذه المعاناة التي يحياها مرضى السيلياك ببلادنا، يناشد السيد موسى يحياوي السلطات المعنية الاهتمام أكثر بهذه الفئة من المرضى، وهذا عبر: “تصنيف حساسية الغلوتين كمرض مزمن، لأن أصحابه يعانون على عدة أصعدة، حتى على مستوى أداء الخدمة الوطنية لكونهم يقعون هناك في مشكل غياب الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين. كما ندعو المحسنين لمساعدة هذه الفئة لتوفير ما يحتاجونه من أطعمة وبالأخص في رمضان.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!