-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظاهرة التصوير"سيلفي" في مكة المكرمة

معتمرون يسارعون الى التقاط الصور وينسون مناسكهم!

الشروق أونلاين
  • 11382
  • 0
معتمرون يسارعون الى التقاط الصور وينسون مناسكهم!

تعتبر ظاهرة “السيلفي” اليوم، الصيحة الأخيرة في مجال التصوير، وهي “صور نفسك بنفسك”، انتشرت بشكل واسع وكبير في كل أنحاء العالم، بحيث أصبح الواحد منا لا يحتاج إلى مصور، بل يأخذ الصورة التي يريد في المكان الذي يريد وبنفسه، وهو أمر طبيعي مادام الكثير منا مهووسين بجمال الطبيعة ويتشرفون بالجلوس إلى الكثير من الأشخاص، لكن الملاحظ والمتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، يرى أن هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير بين الحجاج والمعتمرين، النساء والرجال على حد سواء، وهم يبتسمون في صور “السيلفي” أمام الكعبة الشريفة وأثناء أداء أركان وشعائر الحج أو العمرة، فتحول هذا المكان المقدس إلى مكان للفسحة أكثر من شيء آخر، مادام الكثير منا يعرض هذه الصور في مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعها.

لا يفوّت الزائرون لهذا المكان المقدس فرصة وجودهم هناك، حيث يقومون بتصوير أنفسهم وهم مبتسمون ابتسامات عريضة في صور كثيرة ومختلفة، تظهر من ورائهم الكعبة الشريفة أو ساحة المدينة المنورة، في إشارة للعديد من الأفراد إلى أدائهم مناسك الحج أو العمرة، فتحولت هذه الأماكن من أماكن للخشوع والذكر إلى  أماكن للنزهة وأخذ الصور والتباهي بها على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هناك من يأخذ العديد من الصور مع فنانين ومشاهير في هذا المكان، ومن ورائه تظهر الكعبة الشريفة، فيكون قد جمع بين الاثنين “بين الشخص المحبوب عنده والمكان المقدس في نفس الوقت”، أين تتحول أيامهم من أيام للذكر والاستغفار والوقوف على عديد الأعمال الصالحة في هذا المكان إلى البحث والجري وتوزيع الابتسامات مع المشاهير والتزين بالتصور معهم بالكعبة الشريفة والمدينة المنورة في صور “السيلفي”.

وبتعمقنا في هذه الظاهرة، نجد أن السباقين لها كانوا بعض الفنانين والممثلين الذين يغتنمون فرصة تواجدهم في مكة المكرمة لتمرير رسالات التوبة عن بعض الأعمال المشينة التي يكونوا قد تورطوا فيها  طيلة مشوارهم الفني واتخذوها مصدرا لرزقهم، قصد التقرب إلى الله بالذكر والخشوع والاستغفار، وإن كان أغلبهم يعودون بعدها مباشرة إلى أعمالهم دون انقطاع والأمثلة كثيرة على ذلك.

إن انتشار هذه الظاهرة بهذا الشكل في العالم، يوحي بهوس الأشخاص بفن الصورة وحب الذات والتمتع بصورها في كل الأماكن، وهذه الظاهرة لا تخص أفرادا معينين بل البشرية جمعاء، من مشاهير أو أناس عاديين، خاصة في ظل وصول العالم إلى التكنولوجية الرقمية ذات الجودة العالية سواء في آلات التصوير أو الهواتف الذكية وهو أمر طبيعي. وهذه ليست زاوية دراستنا أو الحديث في موضوعنا، بل التطرق لهذا الموضوع، عندما يتعلق الأمر بانتشار الكثير من الصور في مواقع التواصل الاجتماعي تحمل توقيع أفراد ذهبوا إلى أداء مناسك الحج أو العمرة، وهم يطلون علينا من أمام الكعبة الشريفة ومن كل زوايا المدينة المنورة، بل أصبحت تلفت النظر لأن أغلب من زار هذا المكان حمل لنفسه هذه الصور، فقد تزاحم الكثير من الأفراد في نشرها وهم يغازلون البيت العتيق في وضعيات مختلفة ومن أماكن عديدة، وهم يتمايلون مع عدسات هذه الهواتف وآلات التصوير، رجال ونساء على حد سواء بل وأصبحت الموضة والصيحة الأخيرة المنتشرة بشكل واسع في أيامنا هذه، فما السبب يا ترى في هوس الأفراد بأخد صور “سيلفي” في الكعبة الشريفة والمدينة المنورة؟

 بين من يرى التقاط هذه الصور للذكرى في الكعبة الشريفة أو المدينة المنورة أمرا طبيعيا، وبين من يراها تجاوزا لحدود الهدف المنشود من الإنسان عند زيارة هذا المكان المقدس، تضاربت الآراء، بحيث يرى البعض أنه كان من المفروض اغتنام كل دقيقة للذكر والتقرب إلى الله بالأعمال الحسنة والكلام الطيب عند بلوغ هذا المكان، لأن من حطت قدماه هناك فهو صاحب حظ عظيم، ففينا من بقي حلمه زيارتها ولم يتحقق له هذا حتى وافته المنية، لذا وجب على من سهل الله أمره في أداء الحج أو العمرة عدم الاستهزاء بهذه الشعائر من أجل الذكرى، في حين يرى البعض أنه لا حرج في أخذ صور للذكرى في هذا المكان المقدس ما دامت هناك مناسبة لبلوغ هذا المكان، لأنه ربما لا تتكرر الزيارة في ظل الكثير من الظروف التي نعيشها، والمرور بالمدينة المنورة حدث يجب التأريخ له ويجب الاحتفاظ بذكرى هذا المكان عبر هذه الصور.

في المقابل، يرى البعض الآخر، أن الحرج ليس في أخد صور “السيلفي” في مكة المكرمة أو المدينة، أو أثناء رمي الجمرات وغيرها من شعائر الحج من طرف زوارها، وهو أمر طبيعي عندما تكون صور شخصية يحتفظ بها أصحابها للذكرى فحسب، لكن الأمر الغريب هو نشرها عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي من طرف أصحابها بشكل مبالغ فيه، وفي كل الوضعيات وهم يبتسمون أمامها.

 وبين هذا وذاك يبقى السؤال المطروح، هو ماذا يراد بها؟ هل هي للتباهي بالكعبة الشريفة والمدينة المنورة، أم للتباهي أمام الناس بالعمرة أو الحج اللذين يبقى فيهما النية لله وليس للتباهي والذكرى؟

أردنا أن نستطلع أهل العلم الديني والفتوى في هذا الموضوع لنرى رأيهم في هذه الظاهرة التي أصبحت موضة لكل من يحج أو يعتمر، وشاعت بين الرجال والنساء على حد سواء، وتزاحمت صورهم في شبكات التواصل الاجتماعي بشكل ملفت للانتباه، غير أن الرأي تباين بينهم، ففيهم من امتنع عن الخوض في هذا الحديث بحجة عدم معرفته للموضوع أصلا، ولا يمكنه أن يعطي رأيه فيه، في حين أقر البعض الآخر أن التصوير أصلا محرم إلا للضرورة الملحة من أجل التوثيق وغيرها من الأمور الرسمية التي يحتاجها الفرد في حياته، لذا تراوحت هذه الآراء بين هذا وذلك من دون إعطائنا رأيا صريحا يقر بجواز أو حرمة هذه الظاهرة.

يذكر أنه وقبل عدة أشهر، أفتى البعض من العلماء في السعودية بتحريم التصوير في الحرم المكي، ومن بين العلماء الذين أفتوا بذلك “الشيخ صالح الفوزان”، الذي أقر بحرمة التصوير في هذا المكان المقدس، بل طالب الهيئة القائمة على الحرم بمنع التصوير داخله، وقال إن الكثير ممن يزورون هذه الأماكن المقدسة، حاملين آلات التصوير من أجل التقاط الصور، هم بهذا الفعل في الأساس يؤذون المسلمين بفعلهم هذا، خاصة الذين يلتقطون الصور داخل المسجد الحرام.

وهذا بشكل عام حكم التقاط الصور في الحرم المكي عامة دون التخصيص، ومن دون تحديد نوع الصورة هل هي “سيلفي” أم غيرها من الصور التي تلتقط داخل هذه الأماكن المقدسة في الحرم المكي.

وقد لاقت هذه الفتوى ردود فعل مختلفة بين مؤيد ومعارض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • انيس

    كاين قليل منهم اهل العمرة كلها تاع شهرة وزوخ و تحواس واشياء اخرى خليها في الستر بدراهم التييو غير شرعية

  • الاسم

    Il est quand même incroyable de comparer la tour Eiffel ou Las Vegas à la meque. ça n'a absolument rien à voir, le tourisme pour les premiers et la prière et le raprochement à Allah pour le Hadj. Chaque chose à sa place. Je vais raisoné d'une façon très simple: Dans un match de foot de haut niveau, as-tu le droit de prendre des selfies? biensure que non, tu seras viré sur le champs. Arrêtez de tout mélanger, un lieu de prière est fait pour la prière et un lieu de loisir est fait pour le loisir. Si tu n'es pas concentré sur tes actes d'adoration à la Meque, je ne vois pas qu'est ce que tu fais là bas.

  • حسين

    موضوع تافه.....ما المشكلة في ذلك، على العكس يجب تحفيز التقاط الصور في الاماكن العبادة مثلا في مكة ونشرها ، وهو ليس تقليد في رايي

  • hamza

    نعم ضاهرة ليست جيدة .و لكن ليس عليكم نشر مثل هذه العناوين التي ليس لها اي تاثير الا على المسلمين وتشويه صورهم . ارجو البحث و الابداع في مواضيع اخرى لان اعلامنا بصراحة في الحضيض .

  • الاسم

    الخوف كل الخوف ان تتحول هذه الاماكن المقدسة الى اماكن للمواعيد والمواعدة واشياء اخرى...

  • elguiri

    يا ريت توقف ألأمر عند التصوير..ظاهرة أخرى آخذة في ألتطور ألا و هي ظاهرة التحدث بالنقال و أستعماله و المعتمر يطوف بالكعبة ...و هم كثيرون طبعا مع أختلاط النساء و الرجال...التليفون لا يقتصر على الرجال فحسب بل حتى ألمرأة لها نصيبها. فعوض أن يذكر ألله و يلبي و يدعو لنفسه و أهله و بلده تجده منشغل بالنقال.

  • حسين

    لاس فغاص ، أو مكة ؟؟ لا يوجد مشكلة

  • سارة

    مع احترامنا للحرية الشخصية و لكن يبدو أن التقليد الأعمى لكل تصرف تافه قد عم مجتمعنا و لم نعد نميز في ذلك المثقف من غيره . المشكلة أن هذا التقليد لا يتعدى التوافه ، أما ما ينفع الناس في دينهم و دنياهم فلا أحد يقلده

  • شاوي أمازيغي

    أين المشكل في ذالك ؟؟؟؟ ،، حتى الناس تأخذ صور في برج ايفل ، تمثال الحرية ومقام الشهيد