“منسق الديكور”.. موضة جديدة تجتاح الأعراس

ظهرتْ في الآونة الأخيرة ومع تطوّر المجتمع، الكثير من المهن المتعلقة بالأعراس، التي وفّرت لأصحابها دخلا قارا، كما وفّرت على العائلات جهدا مضاعفا كان يذهب لأمور، بات أصحاب المهنة الجديدة يقضونها لهم مقابل المال… ومن هؤلاء منظمو الأعراس أو منسقو الديكور، والذين باتوا يتكفلون بأدق حيثيات الأعراس، من تنظيم الديكور والإشراف على الحفلات.
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات التسويق الإلكتروني مؤخرا، الكثير من الإعلانات لمنظمي الأعراس، والذين يعرضون خدماتهم على المقبلين على الزواج، فإضافة لنشر لرقم الهاتف، يضع صاحب الإعلان صورا مغرية، يظهر فيها الطريقة السحرية لتحويل صالة حفلات أو منزل بسيط وحتى مرآب سيارات، لقاعة حفلات فخمة تضاهي من حيث الإتقان وتنظيم الديكور أفخم قاعات الفنادق المشهورة. فيما فتح آخرون وكالات لاستقبال الزبائن وإطلاعهم على العروض المتاحة.

فريد.. من موظف إداري إلى “تريتور” محترف

انتقينا عشوائيا بعض أرقام الهواتف واتصلنا بأصحابها، لمعرفة المزيد عن مهنة منظم العرس…. أوّل عينة هي للشاب “فريد” من بلدية درارية، قصة ولوجه عالم تنظيم الأعراس، انطلقت من معاناته مع مرتب وظيفته الإدارية البسيط، فكل همه كان “كيف أكمل الشهر دون اللجوء للاستدانة، ليكتشف مهنة “تريتور” صُدفة أثناء تصفحه موقع “اليوتيوب”، انطلق بعدها في عمله بعدما نشر أرقام هواتفه على “الفايسبوك” وصورا للأعراس التي أشرف على ديكوراتها وطعامها، فجلب زبائن معظمهم من العاصمة، وتمكن في ظرف وجيز من تشغيل 4 شباب بطالين رفقته.

دليلة.. تنسق ديكورات القاعات بـ6 ملايين سنتيم

عيِّنتنا الثانية لسيدة من البليدة تدعى دليلة من ولاية البليدة، مهتمة بخدمات الديكور، فالشابة التي تقارب الثلاثين من عمرها، لم تجد وظيفة قارّة بعد تخرجها من الجامعة في تخصص تجارة عالمية.
وبدأ شغفها بتنظيم الديكور انطلاقا من منزلها، الذي كان يُدهش الزائرين، للإتقان في تنظيم أثاثه وديكوراته، ومن هنا راودتها فكرة الإشراف على ديكور قاعات الحفلات. وبانتشار صور الأعراس التي أشرفت عليها بموقع “فايسبوك” تهاطل عليها الزبائن، ولكثرتهم أشركت جميع أفراد عائلتها في مهنتها الجديدة.
فالأب والأخ يتكفلان بشراء المستلزمات ونقلها، أما الأم والأخت فاختارتا التخصص في التصوير الفوتوغرافي العصري، كما جلبت العائلة فرقة “ديسك جوكي” تقوم بتنشيط الأعراس.
وعن التكاليف، فهي تبدأ انطلاقا من 50 و60 ألف دينار أو أكثر حسب نوعية الطلبات والأغراض المستعملة. وتقول محدثنا إنّ مداخيلها تغطي جميع مصاريف العائلة بل وتزيد.

اتجهت إلى تنظيم الديكور بعد مغادرتها وظيفتها

أما منال من ولاية تيبازة، فدخلت مجال تنظيم ديكورات الأعراس منذ 10 سنوات، وقصتها بدأت بعد غلق إحدى الجرائد الجهوية التي كانت تشتغل بها صحفية، ولأنها متزوجة وأم لطفلين وزوجها عامل يومي، فكرت في خوض تجربة جديدة لتوفير مداخيل، فجاءتها فكرة تنسيق الديكور بقاعات الحفلات، بعد مشاهدتها روبورتاجا حول سيدة بدأت من الصفر في هذا المجال فأضحت من المشاهير. وما حفزها لخوض التجربة، حيازتها لدبلوم في الخياطة والتفصيل، وهو ما ساعدها في خياطة جميع ما تحتاجه لديكورات القاعات، وبعدة تنظيمها لعرسين فقط وتوزيعها لأرقام هاتفها على المدعوات، جاءتها الكثير من العروض بولايتها، وعن الأسعار فقالت لنا “إنها تبدأ من 30 ألف دج، وإذا اختار أصحاب العرس مثلا تزيين المقاعد بقماش رفيع كالحرير، فالتكلفة ترتفع، لأنني أنا من أشتري القماش بأموالي وأخيطه”.