-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من أجل بطن وطني!

عمار يزلي
  • 2215
  • 0
من أجل بطن وطني!

الحملة من أجل “تشجيع استهلاك الإنتاج الجزائري”، لكثرة ما فيها من جدية مضحكة، فيها من الضحك الجدي! فاختيار نمط استهلاك، يتطلب أساسا تعدد الاختيارات! لكن وفي غياب الاختيارات، ماذا يمكن لك أن تختار إلا ما يختاره لك السوق الذي هو الآخر غير مخير، بل “مسير” من طرف من لا خيار لهم (ولا سلاطة)، إلا بصل الاستيراد!

من هذا المنطق، نشعر بأن الحملة، لما فيها من حسن نية وغيرة على الإنتاج الوطني ودفع نحو تشجيعه من خلال استهلاك وطني، فإن الديماغوجيا هي الأسمنت المحلي الذي يبدو علىسيماهم“. فالكل يعلم ما مدى محدودية السوق الوطنية من حيث الإنتاج، ليعلم أن دفع المستهلك إلى اختيار الإنتاج الوطني في ظل هذا الحاضرالمحلي المستورد، إنما هو أضحوكة ونكتة محلية خالصة، الوحيدة التي يمكن استهلاكها والادعاء حقيقة لا زورا ولا نفاقا بأننااستهلكنا شيئا مصنوعا محليا“. يضاف إلى ذلك أن هذه الديماغوجيا، إنما هي منتوج لفوبيا الجفاف النفطي ولأموال الخزينة من العملة! وعليه لجأنا إلى أساليب التقشف وترشيد الإنفاقواستهلاك المحلي وهو غير موجود على أنه موجود! أليست هذه مفارقة؟

نمت لأجد نفسي أدخل الدكان الوحيد القريب من بيتي، وأنا متحمس لمقاطعة كل ما هو خارجي ومصمم على شراء إلا ما هو إنتاج جزائري! أول ما قمت به هو بيع سيارتي القديمة (السبب واضح). ثم نزعت الحذاء الإيطالي ولبستشنقلةبلاستيك ممزقة. وأردت الخروج إلى الحانوت! غير أني عدت من الطريق: السروال من تركيا! أقلع علي الزبل! عدت ولبست عباية، ثم تذكرت! العباءة أندنوسية! عندي أخرى، لبستها ثم نزعتها: هذه مغربية. الحاصل بحثت، فلم أجد غير عباءة زوجتي التي تشبه عباءة رجالية خاطتها لها جارة قبل 40 سنة من كتان سونيتكس! حلستها! أوف الحمد لله! كنت سأخرج عاريا! في الحانوت، لم أجد شيئا محليا يباع: التفاح، الكيوي، البنان: قلت للبائع: البنان نتاع الجزائر؟ (جا في خاطري!) ضحك وقال لي: “إذا الإكوادور ولاية جزائرية بالاك!” الحاصل لم أجد شيئا مصنوعا ولا خارجا من أرض الجزائر. قال لي: الحاج أنا نبيع غيرلامبورطاصيون“. قلت له: وعلاه ما تبيعشليكصبورطاصيون؟ ضحك وقال لي: واش نبيع؟ نروح نرقد خير لي، ما كان ما تبيع! شوية خضرة وكملت! باقي غير البصل بـ 20  ألف. قلت له: وأنت وين مزيود؟ قال لي: في وجدة! قلت له: أعطيني حبة بصل. قال لي: بصح نتاع المغرب! قلت له: معناه كل ما في الحانوتأمبورطاصيون؟ حتى أنت؟

وأفيق وأنا أقول لزوجتي: ناكل التراب؟ باقي غير التراب اللي محلي!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • شعيب الخديم

    شكرا على الابداع، وتحية خالصة.

  • آيل للزوال

    تابع.ووجد نفسه حائرا لأنه كان قددفع القسط الأول من المبلغ الذي لايسمح قانون المصنع بارجاعه للمشتري لأنه أمضى العقد واذا عزم على ذلك فعليه أن يُصْهيِنَ على 20في المئة منه...واسفقتُ على آذان الفجر ورنين جرس البورطابل وأنا مفزوع ....وحمدت الله أنه كان حلما ولم يكن حقيقة. لكنني وبعد صلاة الفجر أخبرني جاري أنه رأى نفس الحلم فقلت له:رأى جار نا نفس الحلم فقد يكون حقيقة فقال وأنا أرى هذا الحلم لثاني مرة....نرجو من الشروق ألاّ تقيدنا بخمسين حرفا الذي أتعبنا خصوصا وأنها لا تنشر ما يُتبَع منه لبقية التعليق

  • آيل للزوال

    يتبع.. فكر أن يتبع تلك القافلة التي عادت من رحلة كانت الى احدى دول القارة ولفت انتباهه أنها تحمل نفس المنتوج الذي يريد شراءه فقرذر صاحبنا أن يتبع قافلة قريش حتى لا يحْشوها له ويبيعونه منتوجا مستوردا وليس محليا خصوصا وأن المنتوج ليس فيه ما يدل على أنه محلي او مستورد ولا يعرفه الا ذوو الاختصاص. واذا به يجد قافلة قريش تتجه نحو مصنع ينتج نفس المنتوج ثم شرعت تفرغ حمولتها في ووجد نفسه حائرا لأنه كان قد دفع القسط الأول من المبلغ الذي لايسمح قانون المصنع بارجاعه للمشتري لأنه أمضى العقد ...يتبع......

  • آيل للزوال

    هذي منامةولاّ خَـلِّ(مع أنها دارجةلكنها فعل أمر مجزوم بحذف حرف العلة).اضافةلما قال السي عمّار وهو ليس من أحد عُمَرَيْ هذا الزمان الله يعفو عليه.روى أحد مُشَرِّكي الأفواه وأظن أنّ له الحق فيما قال ان لم يكن يحلم طبعا.روى أنه قرّر التخلص من منتوج أجنبي عالي الثمن ليشتري منتوجا محلياوبالتقسيط. فبكّر كما يقول المثل الشعبي(نوض بكري والا رُحْ تكري)مرّ بميناء تجاري ناشط في استيراد الخردةوكانت الحالةظلمةدامسةفاستوقفه عامل بالميناء ينظم لخروج شاحنات نصف مقطورةتحمل نفس المنتوج الذي ينوي شراءه ففكر ..يتبع.

  • محمد خميستي

    هايلة هذه.....بصل وجدة ولكنه نتن.

  • said rami

    كبير أنت و عبقري يا عمار

  • جزائري

    تحية تقدير واجلال الأخ سي عمار.بعدما قرأت لك هدا المقال تفكرت نكتة كنا نتدولها في السبعينات مفادها أن مسؤلا جزائريا كان يقول يجب أن ندخن دخان بلادنا ،وأخرج من جيبه خطأ علبة سجائر MARLBORO عوضا علبة سجائر جزائرية كانت في اليب الأخر.
    انها مهزلة المهازل.عندما رجع رئسنا من العلاج وراتهنا اليتيمة مرتديا جاكات وعتيها شعار LA COSTE