-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مات‮ ‬شابان‮ ‬وجرح‮ ‬الآخرون‮ ‬وعدة‮ ‬جهات‮ ‬في‮ ‬دوّامة

مهربو‮ ‬الحرّاڤة‮ ‬الراعي‮ ‬الأكبر‮ ‬في‮ ‬مأساة‮ “‬قوارب‮ ‬الأحلام‮”‬

الشروق أونلاين
  • 2443
  • 0
مهربو‮ ‬الحرّاڤة‮ ‬الراعي‮ ‬الأكبر‮ ‬في‮ ‬مأساة‮ “‬قوارب‮ ‬الأحلام‮”‬
التحقيقي سيكشف ما حدث في قضية "قارب الأحلام"

بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين، الذين كانت ستقلهم القوارب الثلاثة إلى جزيرة سردينيا الإيطالية، ليلة الخميس إلى الجمعة نهاية الأسبوع الفارط، لولا الحادثة المأساوية التي أحبطت الرحلة وهزت كامل تراب الولاية، 81 حراڤا من مختلف الأعمار والجهات.

  •  
  •  وبحسب ما أدلت به مصادر مسؤولة للشروق اليومي، فإن (الحراڤة)، بمن فيهم الضحايا والناجين، قد سددوا مبالغ مالية تراوحت ما بين 4 و 8 ملايين، للقائم على هذه العملية (الحرڤوية) الفاشلة وبعملية حسابية بسيطة، نجد أن المعني قد حصد في ليلة واحدة أزيد من نصف مليار سنتيم (560 مليون سنتيم بالضبط)، في الوقت الذي حصدت فيه هذه الرحلة من الجانب البشري أرواح شابين اثنين، وعرضت حياة 18 آخرين لخطر الموت المحقق، لايزال غالبتيهم في ظروف صحية مؤلمة ومأساوية للغاية، كما ألحقت هذه الرحلة أضرارا لا تعد ولا تحصى بعائلات الحراقة، قد تعيش معها ويبقى أثرها، ولأن المهربين يقبضون مستحقاتهم (d’avance) ولا يمهلون (ضحاياهم) إلى غاية رسو القوارب ببر الأمان، فإن الأموال التي تحصلوا عليها، غير قابلة للاسترداد، سواء نجحت الرحلة أم فشلت، ولذلك فإن الرابح الوحيد في معادلة (الهجرة غير الشرعية)، هم بارونات التهريب، الذين أصبحوا لا يتوانون عن اللجوء إلى استعمال كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للإفلات من رقابة مصالح الأمن والهروب من مطاردة أعوان البحرية، إلى درجة أرغموا فيها بعض زبائنهم على متن القارب الواحد على التخلص من البعض منهم، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، كما حدث مؤخرا بسواحل عنابة عندما عملت مصالح البحرية في إنقاذ حراقة تم رميهم بعرض البحر بأمر من المهرب، الذي فر رفقة من معه بعد أن فضلت وحدات البحرية إنقاذ الغرقى بدل ملاحقة الناجين، ولاحظت عناصر خفر السواحل مؤخرا تحولا جذريا في تعامل الحراقة معها ثبت فيما بعد أن سبب ذلك هو المهربون، وربط سياسة العنف بالإجراءات التي سنها قانون تجريم الحراقة المصادق عليه مؤخرا والذي يدين المهربين بعقوبة السجن النافذ لمدة لا تقل عن الـ 10 سنوات وهو ما يفسر غرابة التصرفات التي بات يقدم عليها بارونات التهريب، أثناء مطاردة أعوان البحرية لهم، وبلغت حد المغامرة بأرواح من معهم كما حث ليلة الجمعية (استنادا إلى تصريحات الجهة الرسمية)، لأن المهم لديهم هو حصد مئات الملايين من عمليات التهريب المتتالية للمهاجرين غير الشرعيين، وأما مسألة موتهم أو حياتهم فتدرج ضمن آخر إهتماماتهم، والمؤسف في القضية كلها، هو أن الجميع يعلم أن المهرب هو المجرم، وأن الحراق مجرد ضحية (عالقة بين سندان الفقر والبطالة ومطرقة بارونات التهريب وإغراءات أحلام الهجرة)، والكل يعلم أن المهرب هو الرابح الوحيد في سلسلة (التحريق) من البداية إلى النهاية، مقابل جيش من الخاسرين بما فيها‮ ‬الحكومة،‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬الجميع‮ ‬يصر‮ ‬على‮ ‬محاربة‮ ‬الحراقة‮ ‬المساكين،‮ ‬وترك‮ (‬رأس‮ ‬الأفعى‮) ‬لحاله،‮ ‬لأن‮ ‬الواقع‮ ‬بين‮ ‬أنه‮ ‬لم‮ ‬يوقف‮ ‬إلا‮ ‬ثلاثة‮ ‬مهربين‮ ‬عبر‮ ‬كامل‮ ‬التراب‮ ‬الوطني‮ ‬منذ‮ ‬بداية‮ ‬فصول‮ ‬الظاهرة‮.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!