مُصطافون متخوّفون.. وبحّارة يُطمئنون

شكل تداول صور قرش نافق بطول مترين بشاطئ أزفون بولاية تيزي وزو على مواقع التواصل الاجتماعي رعب وسط المصطافين، وجاء ذالك بعد رواج أخبار حول وجود أسماك قرش اجتاحت السواحل الليبية والتونسية، وهو ما أدخل الهلع في نفوس المواطنين لقرب هذه السواحل منّا. وزاد فيديو التهام سمكة قرش النمر لسائح روسي، بمنطقة سياحية بمصر، وعلى المباشر، رعبا أكبر. فهل فعلا تتواجد قروش بسواحل الجزائر؟
وصلت ارتدادات حادثة مُهاجمة سمكة قرش، لسائح روسي، إلى دول سواحل المغرب العربي، ومنها الجزائر، بحيث بات المصطافون يتخوّفون من هذه الأمر، خاصّة وأن خبيرا تونسيا ومتخصصا في البيولوجيا البحرية، ياسين رمزي الصغير، كشف عن وجود أكثر من 40 صنفاً من القرش في تونس، من مجموع أكثر من 50 صنفاً تعيش في البحر الأبيض المتوسط. وكما أن السواحل الليبية تعرف بدورها تواجدا لهذا النوع من السمك الخطير.
ولمعرفة حقيقة الأمر، اتصلنا برئيس الجمعية الوطنية للتضامن مع البحّارة، هشام بوفريوة، الذي أكّد أن أسماك القرش خاصة والأسماك العملاقة عموما، تعيش في بيئتها الخاصة، وهي البحار ذات المياه الباردة نسبيا، ولا يمكنها التأقلم مع المياه الدافئة، وهذا ما جعلها تفضل المحيطات والبحار المفتوحة. أما البحر الأبيض المتوسط، فمعروف عنه دفء مياهه، التي يستحيل أن تعيش فيها أسماك عملاقة.
ولكن، بسبب التّغيرات المناخية الحاصلة مُؤخرا، فأصبحت بعض البحّار المغلقة والمضائق، تشهد تواجدا لأسماك القرش، بسبب تحوّل مياهها نحو البرودة، ما جعلها بيئة مناسبة لتواجد القرش، وهو ما شاهدناه في السواحل المصرية، والتي بات يتواجد فيها هذا النوع من السمك الخطير وبكثرة.

القرش ليس تهديدا.. ولكن يجب الحذر
ويقول بوفريوة: “إن سواحل دول المغرب العربي، تشهد بين الفينة والأخرى، مرور مجموعات من أسماك القرش في مياهها وسواحلها، ولكنها لا تطيل البقاء، بسبب دفء المياه: وهو مجرد عبور فقط، ولكن في حالة وجدت البيئة التي تفضلها، فبإمكانها البقاء لفترة أطول”.
وإن كانت أسماك القرش لا تشكل في الغالب خطرا على البشر، إلّا في حالات نادرة جدا، ومع ذلك ينصحُ رئيس الجمعية الوطنية للتضامن مع البحّارة، المصطافين باتخاذ جملة احتياطات عند السباحة وخاصة في عرض البحر، وهي نصائح تحمي من جميع مخاطر البحر وليس من سمك القرش فقط، ومنها عدم الابتعاد كثيرا عن السواحل أو عن الزوارق،و الالتزام بتعليمات الحماية المدنية، ومنها تجنّب السباحة في الشواطئ غير المحروسة، منع المراهقين من الابتعاد عند السباحة. “ويا حبّذا لو يتم الاستعانة بنظارات الغوص خلال العوم، لرُؤية ما يحيط بنا في البحر، حتى ولو سبحنا على الشاطئ. بسبب تواجد صخور حادة أو قطع زجاج مرمية أو وجود حيوان تحت أرجلنا”.