-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المصارعة "براهيمي نبيلة" تروي حصريا لـ"الشروق" حقائق مروعة:

نجوت من الموت بعد غرق قارب الحراقة بأرزيو

سيد أحمد فلاحي
  • 4233
  • 4
نجوت من الموت بعد غرق قارب الحراقة بأرزيو

بكلمات حزينة، وحالة صحية متدهورة، كشفت الناجية الوحيدة من رحلة الموت، التي عرفت هلاك 15 شابا، بسواحل أرزيو، المصارعة السابقة “براهيمي نبيلة” المعروفة بـ”ماما”، عن تفاصيل مروعة لرحلة محفوفة بالمخاطر بدأت مع ليلة الثلاثاء الماضي، لتنتهي نهاية مأساوية في اليوم الموالي، بعد غرق الزورق المطاطي، قبل أن يكتب له بلوغ المياه الإقليمية الإسبانية، وبدأ ركابه في الغرق الواحد تلو الآخر، لكن نبيلة وصديقتها رحمة صمدتا لأكثر من 13 ساعة في عرض البحر، إلى أن تم إنقاذهما من طرف طاقم سفينة هندية غير بعيد عن سواحل بلدية ارزيو بوهران.

وخلال حديثها، تطرقت المصارعة السابقة وبطلة الجزائر لأكثر من ثلاث مرات، إلى تلك الليلة وكواليس رحلتها، بعد أن اتفقت مع أحد منظمي الرحلات السرية، من أجل توفير لها ولصديقتها مكانا في الرحلة المقبلة، حيث دفعتا مبلغا ماليا يفوق 180 مليون بالتساوي، من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى، لا لسبب سوى من أجل العلاج، والخضوع لعمليات جراحية مستعجلة قبل أن تصاب بعاهة مستديمة على مستوى ذراعها، مصرحة بكل حرقة: “بعدما فشلت كل المساعي الحثيثة في الظفر بتأشيرة للسفر بطريقة قانونية إلى فرنسا، من اجل علاج إصابتي التي تلقيتها في إحدى المنازلات الرسمية، والجميع يعلم بقصة التخلي عني، من طرف الاتحادية والنادي الذي كنت أدافع عن ألوانه، قررت تجريب حظي في الإبحار سرا على متن “بوطي”، غير أن القدر حكم بفشل الرحلة، جراء عطب في المحرك، وغرق الزورق بمن فيه، ونجوت أنا وصديقتي رحمة بأعجوبة، بعدما قضينا أكثر من 13 ساعة في الماء، ننتظر مصيرنا، والحمد لله مع عصر يوم الأربعاء عثر علينا بحارة من الهند، وأبلغوا حراس السواحل الذين حضروا على الفور لإنقاذنا من موت محتوم”.

“غامرت من أجل العلاج بعد رفض مسؤولي الرياضة التكفل بحالتي”

كما عادت نبيلة لبعض اللحظات الأليمة التي عاشتها في تجربتها المريرة، بداية بالنصب والاحتيال الذي تعرضوا له، من طرف عصابات الحرقة، الذين اتفقوا مع كل المرشحين للهجرة السرية على تسديد ما بين 75 و90 مليون عن كل حراق، والمقابل هي رحلة مريحة على متن زورق شبح أو المسمى “السريع” بمحرك قوة 115 حصان، فضلا على عدد الركاب الذي حدد بـ 11 فردا فقط، لكن تغيرت كل المعطيات حين وصلتا لعين المكان، أين اكتشفوا أن المحرك من نوع 60 حصانا فقط، وعدد الحراقة بلغ 17 فردا، وحتى الصدريات الواقية لم يوفرها الجناة، وهي كلها أسباب ساهمت في تعطل المحرك، بعد ساعة من الإقلاع، ليمتلئ بالمياه من كل جانب ويغرق بركابه، وفي تلك اللحظة بالذات تضيف المتحدثة، شاهدت أجساما تخور من التعب واليأس، ولم يبق أمام الضحية سوى رفع سبابته في السماء والتشهد ثم التلاشي في أعماق البحر الهائج، في ليل دامس، مضيفة أن هناك من كان يحاول التشبث بغيره، فينشب تعارك شديد، ليستسلم احدهما للموت غرقا، ولا تزال تذكر تلك المشاهد الحزينة حتى هاته اللحظة، بالنظر لقوتها ورسوخها بالذهن.

كما استحضرت بعض الذكريات القاسية ولحظات قبل وقوع الكارثة، أين تعرفت على بعض الشباب كل وهدفه وقصته مع الحياة، والسبب الرئيسي الذي دفع به للمغامرة بحياته، من بين هؤلاء شاب ملتحي يمارس الرقية الشرعية، هدفه كان السفر إلى فرنسا من أجل ملاقاة زوجته هناك، فكان رمزا للشهامة والجود، طيلة أطوار الرحلة المميتة، منحها معطفه حين رآها ترتعد من البرد، وظل يُكبِّر عند انقلاب الزورق وسقوطهم في الماء، لرفع المعنويات، ويرتل القران إلى أن توارى عن الأنظار رحمه الله، وستبقى الحروق التي أصابت محيط رقبتها بفعل المازوت الذي خرج من المحرك، إلى جانب تقيح على مستوى الحنجرة، ستبقى شاهدة على تلك الليلة المشئومة التي زهقت فيها أرواح 15 شابا في عمر الزهور، ذنبهم الوحيد أنهم حاولوا الإفلات من واقع مرير ومستقبل غامض فكانت الضريبة غالية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • جثة

    الله يهديكم انتم لي راكم تحرقو بالبوطي ... الله يهديكم وخلاص ....

  • تفكير عوج

    لانفهم من دولة تدعي أنها قوة إقليمية في عرض البحر الأبيض ، ولاتستطيع فك وتعرف على منظمي الرحلات السرية، وأي سرية كلنا نستطيع اتواصل معهم إلا السلطة ، هناك خلل . يسمى يقدر يذخل أسلحة و كوكايين ويخرج 50 مليار$ بي سهولة .

  • Adel

    بلاد الياس و الفشل واللاامل الله يجازي اللي كان السبب

  • حرية

    الجزائر الجديدة