ندرة كبيرة في الكتاب المدرسي بالبويرة تسقط وعود المسؤولين في الماء

وجد الكثير من أولياء التلاميذ بولاية البويرة أنفسهم في حيرة من أمرهم بسبب الندرة الكبيرة في الكتاب المدرسي بمختلف الأطوار التعليمية، حيث أكد الكثير منهم عدم توفر بيعه بعديد المدارس والمتوسطات نتيجة رفض مديريها، وهو ما فتح الباب لبعض الخواص للبزنسة فيها وبيعها بأثمان مضاعفة من دون رقيب ولا حسيب، فيما أكدت فدرالية أولياء التلاميذ على تخصيص حافلة متنقلة قريبا لبيع الكتب بالمدارس للقضاء على الظاهرة التي باتت تتكرر كل موسم رغم تطمينات المسؤولين.

مدارس توفّر كتب المعوزين فقط ولا تبيع الكتب لبقية التلاميذ

من خلال جولتنا التي قادتنا إلى بعض المؤسسات التعليمية والمدارس بدائرة الأخضرية، أكد لنا عديد مديريها بأنهم لا يبيعون الكتب المدرسية ماعدا حصص التلاميذ المعوزين المستفيدين من منحة التمدرس، حيث تحصلوا على كتبهم بصورة عادية مع بداية الموسم الدراسي، إلا أن بقية التلاميذ وأوليائهم دخلوا في دوامة البحث عنها في ظل عدم توفرها بمدارسهم أو بمراكز البيع المخصصة لذلك، وفي هذا الصدد، تعرف نقطة البيع الوحيدة بعاصمة الولاية طوابير طويلة منذ الصباح الباكر وتحت أشعة الشمس تصل أحيانا إلى حد المناوشات بين الأولياء الذين وجدوا مشقة كبيرة في الحصول على الكتب، لاسيما مع ضيق مساحة البيع وصغر المقر، الأمر الذي استهجنوه وعبروا عن تذمرهم من وعود المسؤولين، التي، كما قالوا، لم تحقق على أرض الواقع.

وفي سياق الوعود بتوفير الكتاب المدرسي من طرف الجهات المختصة، أكدت الأخيرة شهر أوت على فتح نقطتي بيع جديدتين بكل من الأخضرية وسور الغزلان قصد تخفيف الضغط على عاصمة البويرة، إلا أن تحقيقنا كشف بأن نقطة الأخضرية المتواجدة بمدرسة ابراهيتي السعيد لم تفتح أبوابها إطلاقا ولا وجود لبيع الكتب بالمؤسسة.

.. رفض مديري المؤسسات التعليمية بيع الكتب زاد من تفاقم الأزمة

أكدت لنا مصادر مطلعة لها علاقة بالقطاع التربوي، بأن سبب الندرة في الكتاب المدرسي هو رفض عديد المديرين جلب حصصهم وبيعها بمؤسساتهم، لاسيما المدارس الابتدائية، في حين استجاب بعضهم الآخر، على غرار متوسطة خيثر بعاصمة البويرة التي تبيع الكتب بصورة عادية لتلاميذها، هذا الرفض، كما قالت نفس المصادر، خلق نقصا كبيرا وندرة في الكثير من البلديات، حيث وجد تلاميذها أنفسهم بين مطرقة المعلمين الذين يجبرونهم على جلب الكتب وسندان ندرتها أو غلاء أسعارها بالسوق السوداء، حيث طالب عديد الأولياء بضرورة اتخاذ الإجراءات العقابية الإدارية لهؤلاء المتسببين في هذه الندرة رغم التطمينات السابقة للجهات المختصة بتوفير الكتاب المدرسي بشكل كاف عبر كل المدارس إضافة إلى نقاط البيع المخصصة لذلك.

.. من يساعد بعض الخواص على البزنسة في الكتاب المدرسي؟

أثار بعض الأولياء خلال حديثهم لنا عن ندرة الكتاب المدرسي نقطة استغلال الأخيرة من طرف بعض التجار الخواص للبزنسة في الكتب وبيعها بأثمان مضاعفة وبتواطؤ من طرف جهة من الجهات، وهو ما دفعنا إلى التأكد من ذلك لدى أحد التجار الذي يملك مكتبة بالأخضرية، ليتأكد لنا ذلك بعد أن وجدنا توفر كل الكتب لكن بأسعار مضاعفة عن الأسعار المطبوعة بتلك الكتب، ما طرح لدينا عدة أسئلة أهمها كيفية حصول هؤلاء على الكتب مع غياب الدور الرقابي وكذا إمكانية وجود جهات متواطئة لتحقيق الندرة ثم البزنسة فيها بالسوق السوداء لتحقيق أرباح على حساب الولي المغلوب على أمره.

.. فدرالية أولياء التلاميذ تؤد النقص وتعد بتوفير الكتاب بالمدارس قريبا

لدى اتصالنا برئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ بولاية البويرة محمد شاشوة، أكد لنا الأخير حصول نقص في الكتاب المدرسي بالمؤسسات التعليمية نظرا لرفض بعض المديرين أو إضراب المقتصدين كما قال، وهو ما دفع بهم إلى الاجتماع بمصالح مديرية التربية مؤخرا وطرح الإشكال، حيث خرج الاجتماع بتخصيص حافلة متنقلة تجوب المؤسسات التعليمية وتبيع الكتب بأسعارها الحقيقية قصد القضاء على الندرة بصفة نهائية وفي القريب العاجل، مستنكرا لجوء بعض الخواص إلى الربح على حساب التلاميذ وأوليائهم والبزنسة خارج الأطر التنظيمية، مستغلا الفرصة لتوجيه نداء بضرورة الاهتمام بالمدارس الابتدائية، لاسيما من حيث توفير اليد العاملة من حراس وعمال المطاعم من البلديات التي قال عنها بأنها تفتقد لروح التسيير، ما جعلها عاجزة عن ذلك، وهو ما جعلهم يجددون مطلبهم، كما أضاف، بضرورة سحب تسيير المؤسسات التعليمية من البلديات.