-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدكتور خالد حميدة مسير مخابر Natura Pro

نفتقد لثقة الزبون في المنتج الوطني واسترجاعها مسؤولية الجميع

الشروق أونلاين
  • 3772
  • 0
نفتقد لثقة الزبون في المنتج الوطني واسترجاعها مسؤولية الجميع

سعيا لاستعادة ثقة المستهلك المحلي والمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني وبهدف خلق تنوّع وتطوير في المنتج الوطني المتعلق بمستحضرات التجميل والمواد شبه الصيدلانية وبشعار “خبرتي لخدمة وطني” يراهن مسير مخابر Natura pro على تقديم منتجات ذات معايير عالمية، من أجل استرجاع ثقة الزبون المحلي، وهو الرهان الذي يجب على الشركات الوطنية أن تربحه اليوم أمام المنافسة الشديدة من قبل المنتجات المستوردة، وهذا لا يكون إلا بتوفير منتجات صحية ذات جودة عالية من أجل راحة وصحة الزبون بمختلف شرائحه، مما يسمح بالمساهمة بشكل فعال في دفع عجلة الاقتصاد الوطني في ظل الظروف الحالية التي يمر بها، وإعطاء بدائل أخرى من أجل سيرورة سوق العمل والاقتصاد ككل.

أولا، كيف تقيمون صناعة مستحضرات الزينة والعناية في الجزائر؟ ولماذا اخترتم الاستثمار في هذا النشاط بالذات؟ بالرغم من حساسية الزبون الجزائري من المنتج المحلي الخاص بهذه المستحضرات؟

قبل الاستثمار في هذه المستحضرات، لاحظنا أن المنتج الوطني الخاص بالعناية والتجميل يعاني من حيث الجودة والنوعية، والمستهلك الجزائري يدرك هذا، لذا أول شيء جعلنا نفكر في اقتحام هذه الصناعة هو افتقاد الجزائر للمخابر والكفاءات المؤهلة في الجانب التقني، عدا بعض المخابر التي تعد على الأصابع وهي بدورها تتخبط في مشاكل كبيرة أبرزها غياب ثقة الزبون ونظرته السلبية تجاه المنتجات المحلية، لأنها غير مطابقة لمعايير الجودة المعمول بها، وهو ما جعل المنتج الجزائري يباع دوما بأثمان منخفضة، لذاك قررنا الإقدام على رفع تحد إطلاق منتج بمواصفات عالمية سواء من حيث شكل التعليب packaging le أو محتوى المستحضر في حد ذاته وفق أحدث التكنولوجيات في مجال صناعة مستحضرات العناية والمواد شبه الصيدلانية، وهو ما جعلنا ننطلق خلال المرحلة الأولى المحدّدة بخمس سنوات بالاستعانة بخبرة الشركات العالمية الكبرى في هذا المجال، عن طريق إبرام اتفاقيات تعاون وشراكة في المجال التقني وهذا ما أثمر نتائج جد مرضية المجسدة في المنتجات المعروضة في السوق حتى الآن. والتفكير في التوجه نحو الإنتاج كان كذلك بعد تجربة شخصية واسعة في “الكوسميتيك” تقدر بنحو 20 سنة، فقد سبق وأن مارست نشاطا مماثلا كمسير لمخابر أجنبية لمدة سنتين أكسبتني خبرة واسعة في المستحضرات شبه الصيدلانية، ثم خبرتي كطبيب تؤهلني لمعرفة مركبات ووظائف المستحضر، لهذا أردت استغلال خبرتي لخدمة الوطن.

في رأيكم، فيما تكمن أسباب هذه الحساسية المؤثرة على قيمة وسمعة المنتج الوطني؟ وهل من إستراتيجية لاستعادة ثقة المستهلك؟

رغم أن الكثير من المستحضرات الجزائرية الصنع لديها نفس درجة نوعية المستحضرات الأوروبية وأحيانا أفضل، فمن حيث الجودة والنوعية، المنتج الجزائري أكثر مراقبة من المنتجات الأجنبية المستوردة من قبل مصالح مراقبة النوعية وقمع الغش، غير أن أكبر مشكل نعاني منه هو غياب ثقة المستهلك في المنتج الوطني بسبب الذهنية التي كانت سائدة في السابق وسط المنتجين المحليين من حيث تقديم منتجات بسعر منخفض على حساب الجودة، وهذا ما ولّد حساسية للزبون الجزائري تجاه المنتج الوطني التي باتت أساس مشاكلنا كمصنعين رغم وجود منتجات جزائرية كثيرة -لا أتحدث عن منتجات Natura pro فحسب- بمواصفات عالمية لا تختلف عن أكبر العلامات العالمية، ليبقى السؤال المطروح: كيف نسترجع ثقة الزبون الجزائري؟ وما هو الهدف لتحقيق ذلك؟ بنظري المسؤولية، مسؤولية الجميع، وتكون أولا بتقديم منتجات بمواصفات عالمية على المستهلك فقط منحها فرصة التجربة. 

في انتظار استعادة ثقة الزبون في المنتج الوطني بشكل كلي، ما هي خطتكم لكسب حصة أكبر من السوق الوطنية ووقف زحف المنافسة الأجنبية؟ 


إننا نستعمل تقنيات أكثر تطورا بالعمل بتقنية “النانو تكنولوجي” وهي التكنولوجيا الأكثر تطورا في العالم تعمل بها فقط الشركات الكبرى لإنتاج الأدوية، في مجال صناعة معجون الأسنان مثلا، أكبر الشركات العالمية تستورد أنابيب معجون الأسنان، نحن ننتجها وبطريقة آلية، تذهب العبوة مباشرة لتملأ بالمستحضر، وهذا ما ساعدنا كثيرا على التحكم في السعر لتقديم منتج متطور بسعر تنافسي، كوننا نتحكم في تكلفة الإنتاج من جهة ونواكب أحدث التطورات في  packagingمن جهة أخرى، ثم المستحضرات في حد ذاتها ننتجها بوصفات مطورة في مخابر عالمية كبيرة وهذا طبعا بتراخيص منها، لكن مع مطلع 2016 بإذن الله سوف نطلق منتجات مطورة بخبرات جزائرية شابة في مخابرNatura pro، والحمد لله بفضل الخبرة الأجنبية في المجال التقني، اختصرنا مسافات زمنية كبيرة، فالوقت الذي يفترض أننا نقوم فيه بتجارب لنتعلم استفدنا من الخبرة الأجنبية وبدأنا من الباب الواسع، مختصرين عقدين من الزمن، فلو يجري المستهلك اختبار مقارنة بين معجون أسنان Natura pro وأي معجون أسنان ذا سمعة عالمية لا يجد أدنى فرق سواء من حيث الشكل الخارجي أو من حيث المحتوى الداخلي، وهذا ما نريد فعلا بلوغه. 

رغم حداثة تجربتكم في الإنتاج إلا أنكم أطلقتم 30 مستحضرا، ألا تجدون الأمر مغامرة بعدم الاكتفاء بتشكيلة معينة والعمل على أخذ مكانتها في السوق؟

مطلقا، على العكس، بالنسبة لي أي علامة محترمة يجب أن تكون تشكيلاتها متنوعة ومتكاملة ولا تكتفي بمنتج، والحمد لله نملك متعاملين نستفيد من خبراتهم في شتى المجالات، لكننا بالموازاة نكوّن كفاءاتنا لتطوير المستحضرات كمعجون الأسنان EXTRA بالجينسينغ الأمريكي الذي يعد أحدث ابتكار في مجاله، و”المسواك” الطبيعي بنسبة 100% المطوّر خصيصا لمخابرنا من طرف شريك هندي، و”التالك السائل” الذي يعد أحدث ابتكار في العالم ضد الحساسية التي يسببها تناثر جزيئات غبرة التالك الكلاسيكية، وهو آخر منتجاتنا لعام 2015 بترخيص من مخابر أمريكية ذات سمعة عالمية، فقد بدأنا بتسويق منتجاتنا منذ حوالي 3 سنوات، واليوم نحن في 30 منتجا موجها للعناية الشخصية بأنواعها فمنها ما هو خاص بالعناية بالبشرة، العناية بالشعر، العناية بصحة ونظافة الفم والأسنان، وهذا شيء عظيم.

وماذا بخصوص مشاريعكم المستقبلية؟ ألا تفكرون في استحداث وحدات جديدة أو خوض تجارب اقتحام أسواق أجنبية مثلا؟

من سياستنا تقديم منتجات رفيعة بأسعار تكون في متناول الجميع، كالكريم الواقي من الشمس والـBB كريم، نهدف لتطوير ثقافة المستهلك وقيادة حملات تحسيسية لأطفال المدارس حول الطريقة الصحيحة لفرش الأسنان مع بداية 2016، في مجال تنويع الإنتاج  نفكر في مشروع إطلاق وحدة لإنتاج العطور. وبخصوص سياستنا المتعلقة بتسويق المنتج، اليوم بدأنا بالسوق الوطنية والهدف بلوغ أسواق أجنبية على الصعيد الدولي، وهذا هو الهدف الثاني بعد استرجاع ثقة الزبون المحلي وإرضاء رغباته بتقديم منتجات بمواصفات عالمية. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • Karim

    فقدنا الثقة حتى في علمائنا و أصبحنا نستورد الفتاوى من الخارج
    هذا المركب للنقص اكتسح كل الميادين. المسئولين مثلا يتكلمون بالفرنسية.واجهات المحلات بالفرنسية.من لا يحترم لغته لا يحترمه الناس.
    ثقة الزبون في المنتوج الوطني سترجع عندما نسترجع حب الوطن و هذا الحب لا يأتي مع مسئولين منفصلين عن الشعب و قبلتهم باريس او متدينين قبلتهم الرياض أو طهران