-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عانى التعذيب وعايش بطولات بن قسيم ومجازر بلونيس

هبيرات سليمان.. مجاهد منسي مسلوب الحقوق ينتظر الإنصاف

صالح سعودي
  • 748
  • 1
هبيرات سليمان.. مجاهد منسي مسلوب الحقوق ينتظر الإنصاف
ح.م
سليمان هبيرات

يصفه الكثير ممن يعرفونه بالمجاهد مسلوب الحقوق، وهذا بناء على تضحياته وخدمته للثورة التحريرية، فضلا عن اختطافه لمدة 6 أشهر عانى فيها ويلات التعذيب التي لا تزال آثارها بادية في جسمه، إنه سليمان هبيرات القاطن في أولاد جحيش بباتنة، يطالب بإنصافه وهو في العقد الثامن، خاصة في ظل وضعيته الصعبة من جهة، وحيازته أدلة وشهادات تؤكد تضحياته وخدمته للثورة.
لا يزال المجاهد المنسي سليمان هبيرات المقيم في قرية أولاد جحيش الواقعة بين بيطام ومدوكال بباتنة ينتظر من ينصفه، خاصة في ظل تأكيد الكثير على جهوده وتضحياته، وحتى معاناته من ويلات التعذيب التي لا تزال آثارها في جسده، بعد اختطافه لمدة 6 أشهر من طرف الاستعمار الفرنسي. ويعد ضابط المنطقة، المجاهد الراحل خالد ميهوبي من بين الذين شهدوا لسليمان هبيرات بخدمة الثورة، حيث حرر له شهادة عام 1965، وتطرق فيها إلى جهوده وعمله في بداية الثورة، من خلال جمع السلاح مع مختار دريس بن روبة، وتعيينه عضوا للمالية مكلفا بجمع الاشتراكات والزكاة، في الوقت الذي تم اختطافه لمدة 6 أشهر كاملة، حدث ذلك يوم 7 جوان 1957، حيث تعرض للتعذيب بالحديد ونهش الكلاب، حتى أنه فقد بصر إحدى عينيه وتعرض لكسر في مرفقه، وعلى ضوء هذه الشهادة ووصولات القيام بمهمة يوجه سليمان هبيرات نداء إلى الرجال المخلصين لمنحه حقه كبقية الرفاق، خاصة في هذه السن (العقد الثامن من عمره) التي يعاني فيها وضعا ماديا واجتماعيا صعبا.
من جانب آخر، لا يزال المجاهد المنسي هبيرات سليمان يتذكر أعز أصدقائه قبل اندلاع الثورة التحريرية، وهو قناص الطائرات، الشهيد مخلوف بن ڨسّيم الذي عرفه من خلال رحلة الشتاء إلى منطقة محارڨة، بحكم أن عائلته كانت تقتات من تربية المواشي، وأكد بأن الشهيد بن قسيم كان صيادا ماهرا، ويعرف جبال وخبايا المنطقة ومسالكها شبرا شبرا، ما ساعده في قيادة حرب العصابات خلال المعارك ضد العدو الفرنسي، مضيفا أن الشهيد بن ڨسيم كان يقول لي: “ضع هذه السيجارة على عود رقيق”، ويقول لأصحابه: “من منكم يصيبها بطلقة واحدة”، فلا يستطيع النيل منها إلا البطل بن ڨسيم وهو متكئ على جنبه وبيده اليسرى. وإذا كان المجاهد المنسي يشهد بتضحيات أبطال الثورة، وهو الذي التقى العقيد شعباني والرائد عمر صخري في أكثر من مناسبة، فإنه لا ينسى مجازر بلونيس الذي تلقى حسب قوله ضربات موجعة بمنطقة أولاد سليمان على وقع مرارة الانهزام، وهذا “حين قام بالهجوم على منطقتنا بالعثامين، ويخطب فينا بالقول: إننا انتصرنا وفعلنا كذا وكذا من أجل تخويف السكان، إلا أنهم لم يعيروه أي اهتمام، فقام بحجز قطيعين من الغنم، واحد لأخي والثاني لمواطن من عائلة لطيسة، وعاثوا فيه فسادا بالذبح، لأقوم باسترداد قطيع أخي ليلا وفي غفلة من أمرهم، وكانت آخر مرة نسمع فيها بجماعة بلونيس على مستوى المنطقة”.
ويؤكد الأستاذ أحمد رزيق لـ”الشروق” بأن المجاهد المنسي سليمان هبيرات كان من بين الرعيل الأول الذي جمع السلاح قبل اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر1954، وأول ما سلم من سلاح كان قطعتين، أولها عشاري معها 600 طلقة، وأخرى معها 75 طلقة، كما قام رفقة المجاهد الضابط خالد ميهوبي بجمع السلاح والألبسة في كل من مسيف بن سرور وأولاد سليمان لحوامد وغيرها، حيث ساهم حسب قوله في تزويد منطقة “سالسو” جنوب مدوكال (الدفيلة) بالسلاح واللباس والفراش لمدة 3 أشهر حملا على الجمال، وأحيانا حسب شهادة هبيرات سليمان “نحمل على ظهورنا حتى7 قطع سلاح حين يتعذر علينا الحصول على الجمال، وكان رفيقي إلى تلك المنطقة هو دريس مبروك بن روبة آنذاك”.
وبعيدا عن ذكريات وتضحيات الثورة، فإن المجاهد المنسي يستعيد تلك الأحداث باعتزاز تقابلها مرارة عدم الإنصاف، حيث يتنهد ويقول: “قمنا بواجبنا لكن من يقدّر العمل الذي قمنا به خاصة من جيل اليوم الذي لا يصدق المعاناة التي عشناها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري حر

    لماه ليك!? واش ريح تدير بهم وياك جاهدت في سبيل الله والوطن. لا أريد لك أن تكون مثل المجاهدين الذين سلكوا على جهادهم ومن تم فهم في الحقيقة مرتزقة لأنهم جاهدوا من أجل المال تماما مثل المرتزقة والخونة.