-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
زوّجت في الجبل وعانت من عذاب العسكر الفرنسي والحركى

هذه قصة المجاهدة كويسي مع زوجها الشهيد الحي في عز الثورة

صالح سعودي
  • 1773
  • 1
هذه قصة المجاهدة كويسي مع زوجها الشهيد الحي في عز الثورة
ح.م
المجاهدة رحيمة كويسي (77 سنة)، وهي شقيقة اللاعب الدولي السابق مصطفى كويسي

أعطت المجاهدة كويسي رحيمة من منطقة امدوكال بباتنة، أروع الأمثلة في الشجاعة والصمود، متحدية همجية الاستدمار الفرنسي وخبث الحركى الذين تفننوا في تعذيبها، لكن هذا لم يمنعها من الصمود والوقوف إلى جانب زوجها المجاهد بوقرة عوينة الذي وافته المنية عام 2006، والذي كان يطلق عليه تسمية “الشهيد الحي”

تؤكد المجاهدة رحيمة كويسي (77 سنة)، وهي شقيقة اللاعب الدولي السابق مصطفى كويسي، بأنها ولدت في مدينة مدوكال التابعة لدائرة بريكة بباتنة، وحسب قولها فقد شاء القدر أن تكون زوجة للمجاهد عوينة بوڨرة الذي تزوجها وهو في الجبل، فوصلت وشاية إلى الجيش الفرنسي، ما جعلهم يقصدون بيت والدها مع بعض الحركى لأخذها معهم، بحجة أنها بنت صغيرة ومتزوجة بمجاهد يحمل السلاح في الجبل، حيث تقول في هذا الجانب: “حتى الحركى يعلمون أن مدة زواجي لم يمر عليها 21 يوما، فاحتجزوني أمام مطهرة العتيق، وقاموا بتعنيفي وأنا أصرخ وهم يقولون: أين زوجك إنه في الجبل، فكان ردي: لا اعرف، فلطمني أحد الحركى بيده حتى ظننت أن عيني نزعت من مكانها وكدت اسقط على الأرض”. وأكدت المجاهدة رحيمة كويسي أنها كانت تتوقع سيناريوهات أسوأ من هذه، لذلك بمجرد أن علمت بقدوم العسكر قامت بطلاء وجهها وأطرافها بالحموم وبقايا الروث وفضلات الحيوانات حتى لا يقتربوا منها.

وكشفت المجاهدة رحيمة كويسة عن أطماع وخبث أحد الحركى الذي رأى سلسلة ذهب في عنقها فطلبها منها مقابل إطلاق سراحها، فكان ردها أن هذه السلسلة ليست لها بل مجرد أمانة فقط، ليتدخل أحد الضباط طالبا إطلاق سراحها ريثما يتأكدون بعلاقتها مع المجاهد بوقرة، حينها سيتم أخذها في المرة القادمة. وتقول بعد هذه الحادثة أنها قررت الذهاب رفقة ضرتها إلى جدتها في وسط غابة مدوكال، وفي الصباح لما سمع زوجها أرسل إليها حمارا مع أحد مبعوثيه للفرار ناحية النبكة بنواحي بيطام، بالقرب من مستشفى جيش التحرير، مضيفة أن سكان المنطقة ساعدوهم بإقامة خيمة صغيرة تؤويهم، خاصة وأن ذلك تزامن مع فصل الشتاء وبرودة الطقس، وتقول شقيقة الدولي السابق مصطفى كويسي في سياق حديثها: “بعد 15 يوما على هروبنا، جاءتنا اليد الحمراء ليلا بعد وشاية، لكن في تلك الليلة ذهب زوجي بوقرة إلى بيت المجاهد بودراس سالم الذي كان مسؤولا آنذاك، فدخل علينا العسكر فبدأنا في الصراخ، فلما سمع زوجي صراخنا جاء مسرعا فتم القبض عليه من طرف العسكر، وقاموا بربط يديه للخلف بشاشه، ثم ضربوه ضربا مبرحا وهو مكتوف اليدين. تسللت ضرّتي وفرت في الظلام الدامس بحكم أنها تعرف المنطقة، أما أنا بقيت في مكاني لم أعرف أين اتجه، بحكم أنني ابنة وسط مدينة مدوكال. وفي تلك اللحظات كان زوجي بوقرة يحاول فك يديه من الشاش ليفر ليس من أجل نفسه، لكن من أجل رفاقه المجاهدين الذين كانوا مجتمعين عند بودراس سالم”، حيث لما فك قيده حسب المجاهدة رحيمة كويسي فر وأطلق عليه وابلا من الرصاص ولم يصب إلا برصاصات في معصمه، حيث نجا بنفسه ونجا أصحابه لما سمعوا صوت الرصاص، وفي الصباح لما ذهب الأطفال لرعي البقرات سمعوا صوتا يناديهم داخل شجرة، وإذا به زوجها بوڨرة وهو ينزف دما، فعاد إلى بيته إلا أن أخاه عوينة الضربان وجدوه مقتولا وعليه آثار التعذيب بالكهرباء وضربات فأس في عدة أماكن من جسده، فتم دفنه في منطقة النبكة.

وتؤكد المجاهدة كويسي رحيمة أنه بحكم إصابة زوجها، فقد رحلت معه رفقة سعيد عوينة إلى الجبل، ومكثت معه هناك مدة طويلة، حيث استغل الفرصة للعلاج هناك بطرق تقليدية بسيطة، ثم عادت عدت إلى منطقة صديرة أو الملّح كما تعرف اليوم بنواحي بيطام بباتنة، وكانت البيوت المشيدة في تلك المنطقة عبارة عن مراكز متنقلة لجيش التحرير، خصوصا وأن جيش الاستدمار الفرنسي أحرق الخيام وقتل الغنم والجِمال، ما جعل الجميع يتحمل حسب المجاهدة كويسي تلك المعاناة والآلام إلى غاية الاستقلال، حامدة الله أنها عاشت سنوات طويلة في كنف الحرية مع زوجها الشهيد الحي عوينة بوقرة الذي وافته المنية في العام 2006، بعدما عاشا على وقع الاضطهاد والتعذيب والمعاناة خلال فترة الثورة التحريرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • miloud

    ... من يزر المنطقة محل الحديث - بيطام - ويمشي في على قمم جبالها وفي وسط وديانها وسفوحها ووهادها ،،، لا شك أنه يدرك حقيقة ما جاء في الموضوع ... لكن مهما لطخت العروس وجهها بالسواد او الروث إلا أن الاسرار تبقى أسرارا ؟؟؟