-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترافق المجموعة الإقليمية لباب جديد بالعاصمة

هذه هي الأسباب الأمنيّة لتكثيف حواجز الدرك بالعاصمة!

نوارة باشوش
  • 4193
  • 0
هذه هي الأسباب الأمنيّة لتكثيف حواجز الدرك بالعاصمة!
أرشيف

الحفاظ على الأمن العام في الجزائر، إحباط كل المخططات لإجهاض “الثورة البيضاء”، إبقاء التوازن بين العدد الأقصى الممكن للمتظاهرين، وكتلة القوة الأمنية التي تسهر على أمن العاصمة، ولا نوايا ذات بعد سياسي تتعلق بوقف الحراك الشعبي أو تقليص حجمه لأن الغاية “أمنية بحتة”، هي مبررات استراتيجيّة وراء نشر الحواجز الأمنية وتضييق الخناق الذي تفرضه مصالح الدرك على مداخل ومخارج العاصمة كل جمعة، حسب المعطيات التي جمعتها “الشروق” خلال مرافقتها لمصالح الدرك بالعاصمة، للوقوف على الإجراءات الأمنية المتخذة خلال الشهر الفضيل.

الساعة كانت تشير إلى الخامسة والنصف مساء قبل الإفطار، عندما انطلقنا من المجموعة الإقليمية لدرك الجزائر بباب جديد نحو المدخل الشرقي للعاصمة رفقة المقدم عبد الكامل مرشيش رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك، وعدد من الضباط، بعد أن أشرف قائد المجموعة العقيد عبد القادر بوخلدة على كل الترتيبات، وكانت النقطة الأولى هي الحاجز الأمني المعروف بـ”سد سواشيت” بالرويبة، حيث يتموقع أعوان الدرك لتأمين الطريق الولائي رقم 149 الرابط بين الرويبة والجزائر، حيث تلج إلى هذا الطريق مئات السيارات يوميا وهو ما يستدعي تزويده بفرقة خاصة بأمن الطرق للسهر على تنظيم حركة المرور وتسهيلها للسائقين.

بدورنا تلقينا بعض الشروحات من طرف العاكفين على تأمين الحاجز الثابت، وقال النقيب سواحلية من السرية الإقليمية لأمن الطرقات لدرك الرغاية، إن معظم التجاوزات تتعلق بالسرعة الخطيرة، استعمال الهاتف النقال، المناورات الخطيرة، استعمال الشريط الاستعجالي، وعدم ارتداء حزام الأمن.

حجج واهية للإفلات من سحب رخص السياقة ودفع “البروسي”

وجهتنا الثانية، كانت الحاجز الأمني للرغاية الواقع على الطريق الوطني رقم 61، وهناك لاحظنا توافد المئات من السيارات المرقمة من خارج الجزائر وكشف لنا النقيب سواحلية، عن تعليمات أعطيت للتحلي بالحذر واليقظة والتفتيش الدقيق لكل السيارات والأشخاص لضمان أمن المواطنين ومراقبة فعالة للإقليم.

وما سجلناه في جميع الحواجز الأمنية التي وقفنا عليها، هو قلق وجنون وتحد للقانون من طرف عدد لا يستهان به من السائقين المتهورين قبل الإفطار، وهم يتذرعون بحجج واهية للإفلات من سحب رخصة السياقة ودفع “البروسي”.. هي مشاهد سجلناها على مستوى الحاجز الثابت بالرغاية، أين يرصد الرادار من 50 إلى 60 مركبة تسير بسرعة قبيل ساعة واحدة من أذان المغرب، حيث لا حظنا تصرفات بعض السائقين الذين يتحججون لاسترجاع رخصهم، إلا أن توسلات هؤلاء لا تشفع لهم أمام تطبيق القانون، “نحن لا نطبق السوسيال”، إلا في الحالات الاستعجالية على غرار المرض.

عائلات تحج إلى العاصمة

في حدود الساعة العاشرة ليلا تنقلنا إلى الحاجز الثابت لدرك “نادي الصنوبر”، وهناك لاحظنا توافد مئات السيارات المرقمة من خارج العاصمة في طريقها إلى سطاولي لقضاء ساعات من المتعة، حيث أنغام الراي والشعبي تنبعث من سيارات بعض الشباب، وفي إطار تأمين ليالي رمضان أكد النقيب علي عيشاوي ممثل عن سرية أمن الطرقات لزرالدة، أن المجموعة الإقليمية لدرك الجزائر سطرت مخططا أمنيا استثنائيا بمنسابة رمضان يرتكز على تشديد المراقبة والتفتيش عبر الحواجز وتكثيف التواجد بالأماكن التي يتوافد عليها المواطنون بالساحات العمومية، المساجد، أماكن التسلية والمراكز التجارية إضافة إلى المناطق السياحية والمؤسسات الفندقية ومحطات نقل المسافرين.

النقطة الثانية التي وقفنا عندها، كانت غابة بوشاوي التي أصبحت ملاذا للعائلات بعد الإفطار للاستمتاع بمفارقة الصيام على وقع الطبيعة الخلابة التي تتخللها نسمة هادئة تطلقها الأشجار، فيما فضل عدد كبير من الجزائريين التوجه إلى المساجد لأداة صلاة التراويح، وهو ما وقفنا عليه على مستوى مسجد أولاد فايت، أين تم تنصيب تشكيل أمني محكم لرجال الدرك “SSI” مرفوقين بكلاب مدربة.

وفي جولتنا مع وحدات الدرك، تمكنا من معرفة السبب الحقيقي لإقامة حواجز الدرك وتضييق الخناق على مخارج ومداخل العاصمة كل يوم الجمعة، ما سبب تذمرا كبيرا عند المواطنين، إذ أن الهدف من وراء هذه الحواجز يتعلق أساسا بالحفاظ على الأمن العام في العاصمة، وإبقاء التوازن بين العدد الأقصى الممكن للمتظاهرين، وكتلة القوة الأمنية التي تؤمن العاصمة، ومنع تضخم عدد المتظاهرين بما يفوق قدرة تحمل وسيطرة القوى الأمنية، وإحباط محاولات اختراق الحراك الشعبي، وأكدت المصادر غياب أيّ نوايا لإفشال الحراك الشعبي السلمي مثلما تروجه بعض الأطراف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!