-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفنانة سامية طبوش للشروق العربي:

يجب الفصل بين الفن والعفن في الجزائر

صالح عزوز
  • 1584
  • 0
يجب الفصل بين الفن والعفن في الجزائر
تصوير: زهور سبع
الفنانة: سامية طبوش

بنبرة حزينة على ما وصل إليه الفن ككل في الجزائر عامة وما لحق بالفنان المسرحي من تهميش خاصة كانت الممثلة المسرحية طبوش سامية ضيفتنا في هذا العدد في مساحة زمنية للحديث عن الكثير من الأمور المتعلقة بالفن والفنانين عن الواقع وما يجب أن يكون وما هو كائن اليوم عن بعض المقترحات التي تراها الأنسب للنهوض بالمسرح في الجزائر الذي اعتبرته أساس الفنان الناجح وقاعدته وأنه يجب أن يمر على الركح لتحقيق مبتغاه في هذا الميدان، وعن الكثير من الزوايا المظلمة التي سلطنا الضوء عليها رفقتها لنحاول أن نرفع الغطاء عن جوانب خفية في أبي الفنون.

ما معنى أن تكون فنانا وفنانا مسرحيا في رأيك؟

الفنان، هو الإنسان قبل كل شيء وهو المعنى الحقيقي والأصح له والإنسان أكيد يمر بأنواع عديدة من الأحاسيس، ودور الفنان هو القدرة على تجسيد هذه الأحاسيس في شكل أدوار هادفة تحمل أبعادا ورسالات سواء في صور الحزن أم الفرح وغيرها، أي أن الفنان هو من يجسد كل ما يمر به الإنسان من أحاسيس.

اقترحت فكرة جدية وهي رسم علاقة ثلاثية بين الإعلام والتسويق والتمويل للنهوض بالمسرح كيف؟

تحدثت في ما سبق بأنه يجب أن تكون هناك قناة للمسرح، لأن الممثل المسرحي لا يصل إلى ما يصل إليه فنان في التلفزيون أو السينما من حيث الشهرة، لأن فكرة وجود قناة مسرحية تمكن الجمهور من معرفة الممثلين المسرحيين، بالإضافة إلى كل الأعمال المسرحية الموجودة عندنا. وللأسف، نملك أرشيفا هائلا من المسرحيات، لكن أغلب الجمهور لا يعرفها. ولهذا، طالبت بالعمل على فتح قناة خاصة بالمسرح للنهوض به، لكي يصبح معروفا عند غالبية الجمهور، مثله مثل المسلسلات والأفلام.

كيف يمكن إنشاء قناة للمسرح في ظل غلق الكثير من المسارح وعدم الاهتمام به؟

السبب المباشر لغلق المسارح، يرجع في الأساس إلى سوء التسيير، لأنه للأسف أصبح اليوم كل من هب ودب يدير مسرحا، وهو أمر محزن.. والسبب الأهم عندي هو الإعلام، لأن هذا الأخير لا يهتم كثيرا بالمسرح كغيره من الفنون الأخرى، وتبقى مشاركاته فيه مجرد مقالات متفرقة في الجرائد فحسب. فلا نجد مثلا ترويجا للمسرحيات عن طريق الملصقات والبطاقات الفنية، لتمكين الجمهور من معرفة مختلف الفعاليات الخاصة بالمسرح. في المقابل، تجد اهتماما كبيرا موجها إلى الفنون الأخرى.

هل حققت ما كنت تطمحين إليه في المسرح؟ وما سر ابتعادك مؤخرا؟

أنا أعتبر نفسي ممثلة محترفة، دخلت هذا العالم سنة 1995، وكان أول ظهور لي في التلفزيون سنة 2006، ومنذ سنتين ابتعدت عن التمثيل قليلا، ولكن تلقيت عدة عروض، رفضت كثيرا منها، سواء لعدم تقبلي للنص أم للقيمة المالية التي عرضت علي. بالإضافة إلى هذا، بصراحة، فقدت الأمل في الطموح، لهذا تراجعت قليلا من أجل التفكير في أمور أخرى جديدة، تسمح لي بتحقيق ما أطمح إليه، كما أنني اخترت أن أعيش دور المشاهد وليس الممثل، لمعرفة حقائق أخرى. ربما سيكون هناك عمل مبهر..

أستطيع القول إنني حققت نسبة من الشهرة التي كنت أطمح إليها، لكن ليست التي كنت أتمناها، لأنه من الصعب تحقيق هذا في الجزائر.

تقرين بأن هناك رداءة مسيّسة في هذا الميدان؟

نعم، هناك محاولات عديدة لتبقى الرداءة هي التي تطفو على السطح، لأن الملاحظ- وهذه ليست ملاحظتي فقط- أن الفن في الجزائر تدحرج كثيرا إلى الخلف، والكل يعرف هذا، لكننا، كممثلين نختلف في التفكير، فتجد من له الجرأة في ذكر الحقيقة التي نعيشها، في المقابل تجد العكس.. ما يحز في النفس، أن الكثير من الممثلات يشاركن في مهرجانات ويفزن بأحسن الأدوار في المسرح، سواء في الجزائر أم خارج الجزائر، لكن بقيمة مالية هزيلة.. صحيح أن الفن لا يقاس بالمال، لكن هو حرفة للكثير من الناس ذوي العائلات، ويجب أن يقدر الممثل بقيمة عمله وحضوره.

تملكين بطاقة فنان.. إذن أنت من المحظوظين؟

نعم، أملك بطاقة الفنان، ولدي كذلك بطاقة “لوندا”، لكن ماذا قدمت لي هذه البطاقة كخدمة، أين هي حقوقي كفنانة، لما كنت ممثلة مسرحية طالبت بأجر شهري للظروف القاهرة التي كنت أمر بها عند الكثير من المديرين المسرحيين، لكن لا حياة لمن تنادي.. لذا، قلت لكم: الممثل المسرحي لا يملك إطارا خاصا به، كحال الممثل في التلفزيون أو السينما.

هل المسرح قاعدة في نجاح الفنان؟

أكيد، وأغلب من ينجح اليوم هم مسرحيون، لهذا، أطالب بإعطاء الفرصة للفنانين المسرحيين، فهناك مواهب كثيرة، والدليل، أن أغلب من تجدهم في المراتب الأولى في الأعمال التي تعرض اليوم، تجد أنهم من خريجي المسرح. وبين المدرسة القديمة التي بقيت محفوظة في ذاكرة الشعب على غرار عثمان عريوات، وصابونجي، وبربار وغيرهم، وبين مدرسة اليوم التي أعتبرها مجهولة النسب، نوجد نحن، المدرسة التي كانت قادرة على حمل مشعل المدرسة القديمة لكن للأسف تم الغلق علينا.

هل يوجد هناك تمييز في اختيار الفنان لأداء دور ما؟

هناك فوضى، وخلط في الصلاحيات والشخصيات، بعض المنتجين، ولا أعمم، أصبحوا لا يفرقون بين الفن والعفن، يجب أن يكون هناك فصل بينهما، ومن يريد غير الفن هناك أماكن خاصة بهذه الأمور، ومن يريد الفن الحقيقي يجب أن يختار أهل الفن، أشخاص تعبوا واجتهدوا من أجله، أناس قدموا أعمارهم حبا لهذا الفن، لكن اليوم وللأسف، أصبح بعضهم يختار عارضة وعارضي أزياء في أداء دور مهم في عمل ما، بالرغم من أنني لا أنكر أن هناك منهم من لديهم مؤهلات في هذا الميدان.. بالنسبة إلي، يجب أن يوضع كل شخص في مكانه فحسب.

لو تكوني في منصب مسؤول هل تحققين التوازن بين المسرح والسينما والتلفزيون؟ وكيف؟

نعم، أستطيع التوفيق بينها، عن طريق التحاور والميزانية.. الحوار أو النقاش، له دور كبير وفعال في هذا الميدان، ويكون بين مدير التلفزة أولا، ومديري المسارح، أما الجمهور، فأتركه الحاكم في ما قدمته من أعمال.. بهذا، يمكن جلب مستثمرين أو “سبونوسور”، ودعم الفن بكل أشكاله، دون تهميش قطاع، والاهتمام بقطاع آخر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!