يوسف بلايلي على بعد خطوة من تحقيق حلم حياته

لم يتأهل وفاق سطيف لوحده لنصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا ليمثل الجزائر في أقوى منافسة في القارة السمراء، وإنما لحق به النجم الجزائري يوسف بلايلي مهاجم الترجي التونسي، الذي يحلم بأن يحقق حلم حياته في انتزاع هذا اللقب الغالي الذي توقف على بعد أمتار من بلوغه عندما أدرك فريقه السابق اتحاد العاصمة في سنة 2015، الدور النهائي لهذه المنافسة ولكن من دون يوسف بلايلي الذي تم توقيفه قبل مباريات الدور نصف النهائي، بسبب ثبوت تعاطيه مواد مخدرة، وظن الجميع أن اللاعب الموهوب قد انتهى نهائيا، وهناك من نسيه نهائيا بعد أن قرر الصمت والاختفاء عن الأنظار.

يوسف بلايلي لعب في مباراة العودة من ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا أمام النجم الساحلي في سوسة 81 دقيقة مثالية، حيث شكل لوحده خطرا حقيقيا جعل لاعبي النجم الساحلي لا يُكثرون من المغامرة خوفا من خطر بلايلي، وهو ما مكّن الترجي التونسي بالرغم من فوزه الصغير بهدفين مقابل واحد أمام النجم الساحلي، من اللعب بأريحية في لقاء العودة ويقتنص الفوز والتأهل ليبلغ الدور نصف النهائي وصار على بعد خطوة ليبلغ الدور النهائي، بالنظر إلى تواضع النادي الأونغولي الذي سيلاقيه وهو المرشح الأول للتأهل بالرغم من أن النادي الأونغولي أقصى مُرعب فرق شمال إفريقيا تي.بي.مازمبي.

بلغ يوسف بلايلي في مارس الماضي سن السادسة والعشرين، ومن حقه في حالة التتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا أن يحلم بالعودة إلى المنتخب الجزائري، لأن الأشهر العديدة التي توقف فيها عن ممارسة لعبة كرة القدم بسبب الإيقاف ستصبح من الماضي، وستتبخر في زحمة اللقاءات القوية، ويعود اللاعب إلى سابق عهده وربما أحسن.

ولد يوسف بلايلي في 14 مارس 1992 في مدينة وهران، وهناك تدرّج على اللعبة الشعبية في شوارع الباهية، إلى أن قرر التنقل إلى شرق البلاد وهو في سن السابعة عشرة، حيث لعب لأهلي برج بوعريريج ولكن من دون تألق ولفت للانتباه، قبل أن يعود إلى فريق القلب مولودية وهران الذي لعب له موسمين وسجل خلالهما 12 هدفا في صنف الأكابر، وهو دون العشرين ربيعا، ليتنقل في الميركاتو الشتوي إلى الترجي التونسي الذي لعب له موسمين، سجل فيهما ثمانية أهداف، ولكن ظهوره الحقيقي بصمه مع فريق اتحاد العاصمة لمدة سنتين تحوّل فيهما إلى العمود الفقري لفريق النجوم، وظاهرة كروية، وحقق إجماع الاختصاصيين الذين اتفقوا على أن يوسف بلايلي هو أحسن لاعب ينشط في الدوري الجزائري المحترف، ومع ذلك بقي بعيدا عن المنتخب الوطني، بسبب مزاجه وأيضا الاعتماد الكلي لمختلف المدربين على المحترفين في أوروبا.

قرابة سنتين قضاها بلايلي بعيدا عن الملاعب، وعندما تقرّرت عودته لم تقنعه كل العروض القادمة من الجزائر، فطار إلى فرنسا حيث أمضى مع نادي أونجي الذي يرأسه الجزائري بن شعبان، الذي ينشط في الدوري الفرنسي الممتاز، ولكن بقاءه على مقاعد الاحتياط وعدم تقبله فترة صبر قد تكون طويلة في فرنسا، جعلته يعود إلى حبه الأول خارج الوطن وهو الترجي التونسي الموجود معه للموسم الثاني على التوالي، حيث لعب الموسم الماضي 730 دقيقة وسجل ثلاثة أهداف اعتبرت مقبولة للاعب ابتعد سنتين عن الملاعب، ويلعب الموسم الحالي بانتظام، خاصة في رابطة أبطال إفريقيا بعد أن تألق وقاد ناديه إلى دور نصف نهائي سيدخله في حمام المنافسة على لقب ظل حلما بالنسبة إلى يوسف بلايلي الذي ينتظر بفارغ الصبر دعوة المدرب جمال بلماضي، وذلك يمر عبر التتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا.

في حالة تمكن يوسف بلايلي من انتزاع لقب رابطة أبطال إفريقيا، فسيكون مثالا للاعب متحدٍّ ذرف الدموع مرة ندما على تعاطيه المواد المحظورة والكوكائين وكان حينها صاحب أعلى أجر في كل الجزائر بقرابة نصف مليار سنتيم في الشهر، ولكنه أحيا الأمل وعاد أقوى ودفن الماضي إلى الأبد.

ب. ع