-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
استعمالها‭ ‬اندثر‭ ‬بسبب‭ ‬الأفرشة‭ ‬العصرية‭ ‬و‮"‬كسل‮"‭ ‬ربات‭ ‬البيوت‭ ‬

‮”‬الهيدورة‮”‭..‬من‭ ‬ديكور‭ ‬في‭ ‬الصالونات‭ ‬إلى‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة

‮”‬الهيدورة‮”‭..‬من‭ ‬ديكور‭ ‬في‭ ‬الصالونات‭ ‬إلى‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة

كان جلد الكبش “الهيدورة« إلى وقت قريب مكسبا تفتخر به العائلات الجزائرية وتنتظر الحصول عليه كل سنة بل وتتفاخر فيما بينها بامتلاك الأجمل والأكبر والأكثر بياضا. أما الآن فقد أصبح مصير معظمها كيسا أسود يُرمى في القمامة!

  • عادات كثيرة تخص عيد الأضحى تغيّرت في السنوات القليلة الماضية، فالهيدورة التي كانت جزءا لا يتجزأ من كل بيت جزائري وحاضرة بقوة في خزانات الأفرشة بالعشرات وفي الصالونات خاصة في فصل الشتاء، تكاد تكون غائبة فيها تماما حتى أن رميها أصبح هو الدارج.
  • وفي هذا السياق، تقول الجدة “ربيحة« إن العائلات فيما مضى كانت تتسابق للحصول والاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الهيدورات تستعملها كأفرشة وزرابي :”كنا ننتظر عيد الأضحى بفارغ الصبر للحصول على الهيدورة، وكنا نحث الرجال على أن يحرصوا على شراء كبش يكون جلده أبيض وصوفه رطبة وكثيفة طمعا في هيدورة تكون جميلة وتفتخر بوضعها في الصالون…لقد كان بالفعل مظهرها جميلا وهي تتوسط الصالونات إلى جانب الحايك أو الحنبل (زرابي تقليدية)، والأكيد أن جيلنا لا ينسى أبدا تلك الليالي التي يقضيها أفراد العائلة أمام  المدفأة وهم يجلسون على الهيدورة‮”‭.‬
  • وعن طريقة تنظيفها، فكانت تُغسل بالصابون والجافيل لإزالة بقع الدم وأي شوائب أخرى ثم تُقلب وتوضع على الجلد كمية معتبرة من الملح حتى يحافظ على صلابته وحجمه ولا يتعرض للانكماش. ثم تُترك لتجف في الهواء الطلق مدة معينة، ثم يُعاد غسلها وهناك من يضيف لها كمية من الشب‭ ‬أو‭ ‬الدقيق‭ ‬الأبيض‭ ‬لزيادة‭ ‬درجة‭ ‬البياض‭ ‬ثم‭ ‬تجف‭ ‬قبل‭ ‬الاستعمال‭.  ‬
  • لكن مصير الهيدورة اختلف في السنوات الأخيرة، بعد انتشار موضة الصالونات الغربية والأفرشة الحديثة، وأصبح الاستغناء عنها هو الأمر الوارد، وإن حدث واحتفظت بها بعض ربات البيوت فمن أجل الاستفادة من صوفها.
  • وبهذا الخصوص تقول نبيلة، عاملة وأم لطفلين، “لا وجود في بيتي للهيدورة منذ أن تزوجت قبل ست سنوات..كنت في البداية أنزع صوفها وأغسلها جيدا لاستعمالها في الوسائد، أما الآن ومع انتشار الوسائد الطبية الأكثر عملية وراحة أصبحتُ أضعها في كيس بلاستيكي وأتخلص منها يوم‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬القمامة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتعفن‮”‭. ‬
  • مصير الهيدورة عند السيدة منال، موظفة بالعاصمة، لا يختلف كثيرا، حيث تعمد إلى التخلص منها في القمامة فور سلخ الكبش بحجة عملها واندثار هذه الموضة “في أيامنا هذه أصبحت الهيدورة مجرد ذكرى، فلا أحد أضحى يستعملها في بيته لأنها لم تعد عملية وتسبب الحساسية، كما أن معظم‭ ‬ربات‭ ‬البيوت‭ ‬اليوم‭ ‬موظفات‭ ‬وليس‭ ‬لديهن‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬لتنظيف‭ ‬صوفها‮”‭. ‬
  • وفي الشرق الجزائري المعروف بتعلق العائلات بالهيدورة لا يختلف الوضع كثيرا، والفرق الوحيد أنه عوض أن تتخلص منها في أكياس القمامة تتبرع بها للمساجد، حيث تُجمع يوم العيد في ساحة المساجد ثم تنقل إلى مكان معين وتتولى مجموعة من المتطوعين تنظيفها واستخلاص صوفها لاستعمالها‭ ‬في‭ ‬الحياكة‭ ‬وفي‭ ‬أغراض‭ ‬أخرى‭. ‬ 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!