-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

3600 مليار للتفسح والتفسُّخ في الخارج!

3600 مليار للتفسح والتفسُّخ في الخارج!

كشفت “الشروق اليومي” في أحد أعدادها الأخيرة، بأن الجزائر صرفت أو دعونا نقول رمت في البحر أو أحرقت أكثر من 3600 مليار من السنتيمات على نواب غرفتي البرلمان، فيما تم تسميته بـ”مهام خارجية”، وهذا خلال الفترة الممتدة بين 2018 و2021، التي تعني العهدة الأخيرة لرجال ونساء يشهد الله أن لا رجل رشيد فيهم، قال كلمة حق أمام الكثير من الأمور الجائرة، ولا نقول عمل شيئا لهذه الأمة، وهو رقمٌ مالي مهول لا نظن بأن الله سيسأل عنه فقط الذين صرفوه أو تمتعوا به في أمور لا علاقة لها لا بالبرلمان ولا بالأمة، وإنما سنُسأل عنه جميعا، لأنه المالُ الذي منّ الله به علينا لأجل أن نبني به وطنا يليق بجغرافيته وتاريخه وبالتضحيات الجسام التي حدثت فيه على مرّ الأزمان.

تقول الأرقام المهولة التي تتحدث عن “مهام خارجية” في كل أمصار الكرة الأرضية، التي كان يحمل فيها هؤلاء النوابُ حقائبهم الفارغة من الملفات الاقتصادية والسياسية الاجتماعية وإنما مليئة بما يهمّ من سفريات شخصية لمشاهدة الدنيا، بأن مبلغ 740 مليار تم صرفه في سنة 2020 فقط، مما يعني أن اللحظات الأخيرة من عمر مجلسي النواب والأمة كانت على شاكلة ما صرنا نسميها بسنوات الفساد، ولن نظلم أحدا لو قلنا إن غالبية الطامعين في مقاعد التشريعيات القادمة، إنما هم طامعون في هذه الأموال التي ستسمح لهم بالتفسُّح في الخارج، عبر المِنح الخاصة بأمر بمهمّة بالعملة الصعبة، ناهيك عن بقية الامتيازات التي جعلت عدد المترشحين للتشريعيات يفوق بأضعاف عدد المترشحين لاجتياز شهادة الدكتوراه.

ولمن لا يعلم، فإن في هذين المؤسستين اللتين أنتجتا على الدوام نوابا يتقنون حركة رفع الأيدي دون سواها من الحركات الفكرية، تجد هيئاتٍ نيابية مختصة بمنطقة البحر المتوسط يسافر نوابُها إلى إسبانيا ومالطا واليونان، وأخرى خاصة بالجالية يتفقّد رجالها ونساؤها أحوال جاليتنا في كندا وسنغافورا، وأخرى مهتمة بشؤون القطب الشمالي والأمازون وجبال الهمالايا، وكلنا نعلم بأن لا أحد قدّم أدنى عمل خلال عملية حرق آلاف الملايير التي تم إتلافها في هذه الفترة تحت عنوان “مهام برلمانية” في الخارج.

 في السينغال قام رئيسُ هذا البلد الإفريقي مؤخرا بحل مجلس الأمة، وفتح في مقرها الواسع الأرجاء مركزاً لإنتاج الطاقة الشمسية، لأن البلاد في حاجة إلى الطاقة لتُنتج المال، أكثر من نواب يستهلكون المال من دون أن يُنتجوا شيئا، ولن تعطينا التشريعيات القادمة أي ضوء إذا لم تسارع السلطة إلى تبخير هذه الميزانيات التي تُصرف على مهام نعلم جميعا بأن لا مهمّة فيها، وتحجيم الامتيازات التي جعلت شبابا وشيوخا يحلمون بمقعد السعادة الذي يوفّر بين أيديهم مبلغ 3600 مليار للتفسُّح والتفسُّخ في الخارج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • بوزيد

    بادئ ببدء اشكر علي المقال وبعد نحن في نظام يقوم علي مبدا اشيلني واشيلك علئ قول عادل امام وثانيتهاسياسة شراء ضمان الكرسي رئاسي او وزاري او غير ذلك .المهم المستقبل فهل تبقى دار لقمان على حالها ان حصلت انتخابات وما جدوى مجلس الامة لدولة مثل الجزائر بصراحة لست متفائل فالمبشرات لا تقول عكس ذلك ولا حول ولا قوة الا بالله.

  • جمال

    بارك الله فيك

  • ابراهيم القليعة

    اخطأت و جانبت الصواب في قولك اننا سنسال عنه جميعا..؟!.... من اين لك هذا ...لا في القرآن ولا في السنة النبوية الشريفة على صاحبها افضل الصلاة والسلام من اننا سنسال عن الاموال العامة ...بل الصحيح ان المرء يسال عن ماله هو في ما اكتسبه و في ما انفقه...اما هؤلاء البرلمانيين فهم و من اعطاهم الحق في التصرف في هذه الاموال هم المسؤولون امام الله على ما فعلوا بهذه الاموال...

  • خليفة

    التسابق نحو البرلمان سببه الامتيازات المرتبطة بالمنصب ،فلو عملت الدولة على حذف تلك الامتيازات ،لما وجدنا هذا التسابق الجنوني نحو هذه المؤسسة،و يجب على الدولة مراجعة اجر و منح البرلماني لترشيد النفقات ، و لتحقيق العدالة الاجتماعية بين الجزائريين .

  • مجيد/ باتنة

    للاسف من يمارس السياسة هدفه الوصول الى السلطة والحصول على راتب مغري وامتيازات خرافية وحياة الرفاهيةكما فعلت التي قالت الشعب ماهوش فرحان وانتقدت اويحي وهي تنعم حاليابوصولها الى هدفها المنشود اما الشعب (ماهوش فرحان ) فليذهب الى الجحيم

  • أيوب الشامي

    لمن تلقي زبورك يا داوود