-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إلى بيت المقدس… هل تفعلها إيران؟

صالح عوض
  • 3990
  • 0
إلى بيت المقدس… هل تفعلها إيران؟

ما الذي يجعل إيران تنفرد بالتحدث من حين لآخر عن تحرير بيت المقدس وإزالة الكيان الصهيوني..؟ ألا تدرك إيران أن مجرد هذا الكلام يثير عليها حفيظة الإدارات الغربية لتقوم بتحريش كل أدواتها وعملائها في المنطقة..؟ ثم هل حقيقة أن إيران تمتلك الإرادة والنية والقدرة على السير نحو تحرير بيت المقدس؟ وبعيدا عن هذه الأسئلة نؤكد أننا نفتقد الآن لأي كلمة عن فلسطين.. حتى مجرد الكلام بحدودها الدنيا لا يجرؤ النظام العربي لاسيما في بلدان الربيع العربي النطق به.. في هذا الوقت الأعسر تأتي التصريحات كاملة واثقة مدوية من إيران على ألسنة كبار القادة العسكريين.

أعلن قائد ميليشيا “الباسيج” (متطوعو الحرس الثوري) في إيران الجنرال محمد رضا نقدي أمس، أن قواته تنتظر أمراً من مرشد الثورة علي خامنئي لـ”تحرير القدس” من الاحتلال الإسرائيلي.

أتى ذلك على هامش المرحلة الثانية من مناورات “إلى بيت المقدس” التي ينفذها “الباسيج” في شكل متزامن في 6 محافظات إيرانية.

إن هذا الكلام الصادر عن واحد من أكبر القيادات العسكرية العقائدية في إيران يكشف عن عميق العقيدة الأمنية الإيرانية، إنها بوضوح إنهاء الكيان الصهيوني العنصري من المنطقة، ولا يستطيع أحد القول ان هذا مجرد مزايدة وادعاء، وذلك لسببين مباشرين، الأول ان إيران في غني عن جلب عداوات وتوترات واستفزاز مؤسسات صنع العداء في الغرب وأمريكا على رأسه، ولاشيء يستفز الغرب مثل تهديد اسرائيل.. السبب الثاني لماذا لا تهدد إيران إلا اسرائيل؟ ألا يوجد لها أعداء آخرون يكيدون لها ليل نهار؟

ثم إن هذا الكلام الكبير يأتي في ظل دعم إيران لمنظمات المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالمال والسلاح والتدريب، في حين يتطوع كثير من النظام العربي لإلقاء التهم بالإرهاب والعنف على هذه المنظمات.. فموضوع دعم القضية الفلسطينية بدعم المنظمات المقاومة ليس ميدانا للتنافس أو المزايدة الآن في كل العالم الاسلامي والعربي، انه ميدان لا يدخله أحد للأسف الشديد.. فموقف إيران هنا منفرد ولا يأتي من باب المزايدة على أحد بعد أن أشغل الأمريكان العراق بالعراق ومصر بمصر وسوريا بسوريا.. ومن هنا يؤخذ الكلام الإيراني على اعتبار انه موقف كبير ويحمل في داخله بالإضافة إلى عقيدته الأمنية إرادة ونية واستعدادا.

تعودنا في بلادنا العربية ان نتلقف أي تصريح يأتي من لدن الأجانب باهتمام بالغ.. أما عندما يأتي من طرف إيران البلد الأخ المسلم القوي يصيبنا البكم، بل أكثر من ذلك على حسب المثل الشعبي العربي الذي يقول: “جاء يعاونهم في حفر قبر أبيهم سرقوا الفاس وهربوا”.. لكن يا ليتهم يسرقون الفأس ويهربون غير مأسوف عليهم؛ ولكنهم يشاركون العدو الحرب ضد كل من يرفع لفلسطين شأنا.. يشاركون بفتاواهم وتحريضهم وإثارة الفتن.

شكرا لإيران، البلد المسلم الشريك الكبير في حضارتنا الإسلامية، والحاضن التاريخي لعلمائنا وأئمتنا في الفقه والفيزياء والأدب.. شكرا لإيران التي لازالت في طريق الصمود مع وحشته، وفي حضرة القدس الشريف.. وتولانا الله جميعا برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!