-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدكتور زرڤــيني:

الصيام خلال المنافسة الرسمية قرار يتخذه الرياضي

الشروق أونلاين
  • 3021
  • 3
الصيام خلال المنافسة الرسمية قرار  يتخذه الرياضي
ح.م
الدكتور ياسين زرقيني

في حديث جمعنا بالدكتور ياسين زرڤــيني، عضو اللجنة الطبية للفيفا، كشف من خلالها عن مدى تأثر الرياضيين بصفة عامة خلال شهر رمضان المعظم، وعن دور الطب الرياضي ومدى مساهمته في جعل الرياضي قادرا على تحمل المنافسة الرسمية خلال هذا الشهر الكريم، كما تحدث عن البحوث المتواصلة التي يقوم بها رفقة مجموعة من الأخصائيين قصد توفير مجموعة من النصائح قد تجعل الرياضي المسلم قادرا على تقديم مستويات أفضل وتحقيق نتائج طيبة في المنافسات الرسمية التي ستقام خلال شهر رمضان.

وأكد أيضا أن مهمتهم الأساسية تكمن في مساعدة الرياضي الصائم في الحفاظ على سلامة صحته، وجعله قادرا على بلوغ أهدافه، مشيرا إلى أن قرار الصيام من عدمه أمر يخص الرياضي، والإفتاء في هذا الموضوع من صلاحيات علماء الدين، وتحدث أيضا الدكتور زرڤــيني عن تكرار حادثة وفاة الرياضيين وخصوصا لاعبي كرة القدم لأسباب صحية حيث أكد أن الرابطة الجزائرية لكرة القدم ألزمت جميع الأندية بفحص طبي معمق للاعبيها قبل ايداع الملفات، كما طالب زرڤــيني أولياء اللاعبين ومسيري الأندية الاهتمام أكثر بصحة الرياضي.

مرحبا بك في جريدة الشروق، نود التحدث معك حول أمور متعلقة بالرياضة وشهر رمضان؟

شكرا لكم على اتصلاكم بي، وهذا أمر يشرفني كثيرا، هذا موضوع يملك أهمية بالغة، وسأحاول إفادتكم ببعض المعلومات التي قد تهم الرياضي والقارئ.

شهر رمضان يتزامن مع فترة استعدادات الأندية الجزائرية، كيف يمكن للاعبين القيام بتحضيرات جادة؟

نحن نقوم منذ عشر سنوات رفقة اطباء مختصين في الرياضة ببحوث حول هذا الموضوع الهام، وذلك على مستوى اللجنة الطبية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، أعتقد أن المشكل ليس في صيام الرياضي من عدمه خلال فترة المنافسة أو خلال الفترة الاستعدادية للمنافسة الرسمية بل يجب علينا تحديد زمن الصيام وفترة الاسترجاع لدى الرياضي، كل هذه الأمور تتواجد حاليا محل بحث دقيق وتمكننا من تلخيص نتائجنا في جريدة علمية تحتوي على مجموعة من النصائح نقدمها للرياضي الصائم قصد مساعدته على التواجد في أحسن أحواله الصحية.

كيف يمكن للاعب أن يحافظ على لياقته خلال شهر رمضان، وما هو التوقيت الأنسب لتدريب اللاعبين؟

كما قلت لكم هناك أمور يجب مراعاتها من قبل الرياضي بشكل عام، العامل الأساسي الذي يتحكم في لياقة الرياضي هو الزمن حيث أن صيام شهر رمضان ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب، بل هناك أيضا الجانب الذهني، وكما نعلم أن الاسترجاع يتوجب النوم، وعلى الرياضي مراعاة زمن الاسترجاع قصد الحفاظ على صحته ولياقته، لذلك أظن أنه من الأفضل لجميع أنديتنا القيام بالتدريبات ليلا خلال شهر رمضان مع مراعاة زمن نوم اللاعبين، لأن النوم في الفترة الليلية لا يمكن تعويضه نهارا.

نفهم من كلامك أن مشكل الرياضي في شهر رمضان يكمن في الزمن؟

أجل هذا صحيح، حيث أن المشكل هو توقيت الأكل والشرب وزمن الاسترجاع، هناك أيضا مقاييس يجب مراعاتها من الناحية الغذائية، لكن الأهم هو الحجم الساعي لنوم اللاعبين، ويجب مراعاته لتواجدهم في أحسن أحوالهم الصحية والبدنية.

الأندية الجزائرية تعاني كثيرا من الإرهاق البدني، وتراجع نتائجها قاريا دليل على ذلك، كيف تفسر هذا التراجع الرهيب؟

هذا أمر صحيح، حيث أن الجميع لاحظ نقصا بدنيا كبيرا لدى اللاعب المحلي، وحسب اعتقادي أظن أن ذلك راجع أساسا لعدم تواجد محضر بدني داخل الطاقم الفني لأي فريق جزائري.

الفرق الجزائرية تعتمد على محضر بدني خلال فترة التربصات فقط، ما تعليقك؟

هذا يحصل في أنديتنا، وهو شيء مؤسف جدا، كل فريق مطالب بضم محضر بدني طيلة الموسم، كونه أدرى بمدى استعداد اللاعب، وهو الذي يرافق اللاعبين المصابين والمحتاجين لإعادة التأهيل، أظن أننا بحاجة لتكوين محضرين بدنيين وليس تكوين مدربين وأطباء فقط.

ما تعليقك حول ظاهرة وفاة اللاعبين المفاجأة داخل ميادين الكرة وحدثت مؤخرا في الجزائر للاعب جمعية الخروب؟

أتقدم بتعازي لعائلة لاعب الخروب، وأؤكد أن بوناب يملك ملفا طبيا صحيحا، ولا وجود لأي خطأ مهني في وفاته، وبخصوص هذا الموضوع صحيح هناك لاعبين توفوا داخل الملاعب لأسباب صحية وكان بالإمكان تفادي ذلك.

كيف يمكن تفادي تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة؟

أولا يجب على جميع الفرق التركيز على الجانب الصحي للاعب وعدم توقيع مع أي لاعب لا يملك شهادة طبية، خاصة من جانب أمراض القلب، وأؤكد لكم أن الرابطة لم ولن تقبل أي ملف للاعب لا يملك شهادة طبية، وعلى رؤساء الأندية مراعاة هذه النقطة الحساسة، كما يجب توفير تجهيزات الإنقاذ السريع داخل ملاعبنا حيث نعلم جميعا كيف أنقذ لاعب بولتن من وفاة مفاجأة، وذلك لتواجد تجهيزات حديثة للإنقاذ السريع بالملاعب الانجليزية.

هناك حديث عن وجود متابعة طبية مقربة من قبل الفاف لجميع اللاعبين قصد الحد من هذه الظاهرة؟

نعم الاتحادية أعلمت الرابطة المحترفة وجميع الرابطات الأخرى بضرورة القيام بملفات طبية صحيحة وبمراقبة اللاعبين عن قرب، حاليا أتواجد في عين تيموشنت أين أقوم بمعاينة طبية لعناصر فريق اتحاد الحراش، ويجب على مسيري الأندية الاهتمام أكثر بهذا الجانب الهام جدا، وأعتقد أن توقيع عقد مع لاعب دون شهادة طبية يعتبر جريمة، والفاف لا تتسامح مع مثل هذه الأمور الخطيرة.

الجزائر كبقية الدول المسلمة مقبلة على المشاركة بمجموعة من الرياضيين في أولمبياد لندن، ما هي النصائح التي يمكن لكم تقديمها لممثلينا في هذه الدورة العالمية الكبيرة؟

كما قلت لكم نحن أطباء ولسنا علماء دين، لا يمكننا الحديث عن صيام الرياضي المسلم من عدمه، أظن أن هذا قرار شخصي يتخذه الرياضي ولا يمكن لأحد غير عائلته التأثير في قراره، نحن مهمتنا تكمن أساسا في مد النصائح ومحاولة مساعدة الرياضي المسلم قصد تحمل التعب، خاصة أن معظم المسابقات خلال الدورة الأولمبية ستقام نهارا، سنحاول مساعدتهم لتحقيق نتائج جيدة وسنسهر على سلامة صحتهم.

كيف يمكن للرياضي الصائم أن يتحمل ذلك، خاصة أن شهر رمضان يتزامن مع شهر أوت حيث ترتفع درجة الحرارة؟

نحن في اللجنة الطبية للفيفا رفقة مجموعة من الزملاء من مركز أسبيتار بقطر قمنا ببحوث كثيرة، وذلك خصيصا لمساعدة الرياضي المسلم خلال أولمبياد لندن، وأصدرنا جريدة رياضية طبية بريطانية توجد فيها مجموعة من النصائح يجب على الرياضي الصائم الالتزام بها خلال المنافسة الرسمية قصد الحفاظ على لياقته وسلامة صحته، النصائح طبعا تختلف حسب اختلاف المسابقات الرياضية، فهناك فرق بين الرياضة الجماعية والفردية كما هناك فرق بين سباق 10 آلاف متر و100 متر.

ما هي هذه النصائح التي تجعل الرياضي يتواجد في أحسن أحواله البدنية والصحية؟

هناك مجموعة من النصائح لخصناها في تلك الجريدة وسنقدمها لجميع الرياضيين المسلمين وعليهم الالتزام بتطبيقيها كوننا نهتم أولا بسلامة صحتهم، وباختصار من أهم النصائح يجب على الرياضي الصائم احترام زمن النوم، وذلك للتواجد في حالة بدنية جيدة، كما هناك بعض أنواع المأكولات يجب تجنبها، ومن الأحسن التدرب ليلا إن كان ذلك ممكنا.

كلمة أخيرة

أريد توجيه بعض النداءات، أطلب من رؤساء الأندية الجزائرية الاهتمام أكثر بصحة اللاعب وعدم توقيع عقد قبل التأكد من صحة الشهادة الطبية، وذلك في مختلف الفئات السنية، كما أطلب من أولياء اللاعبين عدم السماح لأبنائهم بممارسة الرياضة دون شهادة طبية صحيحة، وأطلب أيضا من المسؤولين عدم التسامح مع أخطاء متعلقة بصحة وسلامة الرياضي، وأتمنى أن نصل إلى زمن نشاهد فيه تجهيزات طبية خاصة بالانقاذ السريع على حافة الملاعب الجزائرية، وأطلب أيضا من جميع الأندية الجزائرية الاهتمام بالجانب البدني للاعبيها، إن أرادت تحقيق نتائج مرضية.

وأشكركم كثيرا على اهتمامكم بهذا الموضوع الهام والحساس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • بدون اسم

    يرضون المخلوق و لا يرضون الخالق كل من يفطر الآيات لم يذكر فيها الألعاب الألمبية

  • guel

    صوم رمضان إيماناو أحتسابا له أجر عظيم و ليس جزاء له إلا الجنة فالمؤسف انه فيه خلل في العقيدة يثير كثير من الجدل،و إحضار أجهزة الإنقاد السريع لا يعفي من الأجل إذا جاء،فكم من لاعب في البلدان المتطورة لم ينفعه لا جهاز و لا طبيب.أما الفتوى فإنها لا تتطلب فقه غامق فالعمل(الصيام)عمل شخصي سيحاسب عليه صاحبه،و أمر الدين لا مساومة فيه،و من يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه،الكثير يتزعم الوطنية و الحقيقة أن القضية أصبحت عامة فهي تتلخص في المصالح الماد ية فالحلال بين و الحرام بين و إن الأعمال بالنيات.فما الحيلة؟

  • chelseano

    الله يتقبل منا اجمعين اااااااااااااااااامين