سلفيون ومنقبات يُزاحمون ”الكاسيات العاريات” عبر الشواطئ
بعد أن كان تواجدهم يقتصر على الشواطئ المهجورة البعيدة عن الأنظار ووسط الصخور وفي مسابح خاصة تمنح وقتا معينا للنساء في شبه حمامات فردية، لوحظ خلال هذا الفصل الحار خاصة في الأيام الأولى لجويلية، تواجد الكثير من المتدينين أو ما يعرف في مجتمعنا بالسلفيين من الرجال ومن المنقبات في الشواطئ المعروفة من تلمسان إلى القالة التي يرتادها عامة الناس
-
وتواجد هؤلاء ليس من أجل التمعن في جمال البحر وزرقته وشمّ نسيمه ولكن أيضا من أجل السباحة وملاعبة أمواج البحر، مرددين لنا ولأبنائنا الحق مثل بقية خلق الله في السباحة والاستجمام .. وكان شاطئا في القل بولاية سكيكدة وآخر بزيامة منصورية بين جيجل وبجاية خلال الصائفة الماضية قد ابتلعا شابين ملتزمين دون أن يعلم بمصيرهما المحزن أحد، حيث قذفتهما الأمواج بعد أن اختارا العوم بعيدا عن “الفتنة” ليلقيا مصرعهما دون تفطن الناس وفي غياب أعوان الحماية المدينة لأن الشاطئ مصنف ضمن الممنوع فيه السباحة، وهو الحادث الذي هز الجميع وخاصة عشاق البحر من الذين كانوا يرفضون ارتياد شواطئ البحر خوفا من فتنة النظر وخاصة فتنة الاختلاط حيث أن الشواطئ يصعب تقسيمها بين الذكور والإناث كما هو الشأن في بعض الشواطئ الخليجية.. ومع ظهور الشواطئ الخاصة التي يدفع المواطن من أجل الاستجمام بها التي اكتراها بعض الخواص استقطبت بفضل خدماتها المتميزة الطبقة الارستقراطية والأثرياء وأيضا الجالية المغتربة، حيث امتصت فئة المجتمع المتحرر إذ يمكن سباحة الشابات عبر مايوه السباحة المكوّن من قطعتين واللباس المثير وهنا أصبحت بقية الشواطئ لعامة الناس واللباس المثير صار له مكانا مخصصا وهو الشواطئ الخاصة.
-
المنقبات اللائي يتوجهن إلى شاطئ البحر هن دائما مصطحبات لأبنائهن وتجدن مبررا في دخول البحر لأجل حراسة أبنائهن وبناتهن، حيث لا يمكنها حرمان الابن من العوم والحراسة تتطلب دخولها البحر ومصارعة الأمواج وهي منقبة الوجه محجبة الجسد رغم ما يثير هذا المنظر من فضول قد يحوّل كل الأنظار نحو هذه المرأة وقد يسرق الفضول من عامة الفتيات .. بعض المنقبات من اللائي يتقن السباحة يقتحمن البحر لمسافة طويلة رغم صعوبة السباحة بهذا اللباس خاصة أن العوم عملية تنفس قبل أن يكون حركة باليدين والجذع والقدمين .. وقد سألنا حراس الشواطئ إن كان هناك قانون يمنع ارتداء بعض الألبسة فقالوا إن وظيفتهم هي متابعة السباحين والمصطافين خاصة عندما تكون الراية برتقالية أو حمراء، حيث يصبح لتقدمهم في أعماق البحر حدود دون النظر إن كان السابح يرتدي تبانا أو سروالا طويلا أو كانت السبّاحة ترتدي قطعة قماش خفيفة أو حجابا أما عن رأي الدين، فقد اتصلنا زوال أمس الخميس بالدكتور الشيخ عبدالكريم رقيق الإمام السابق لجامع الأمير عبد القادر بقسنطينة ومفتي المدينة، فقال بأنه لا يوجد في الدين الإسلامي ما يمنع دخول المرأة إلى البحر والعوم ولكن في حدود أن تستر نفسها، إذ لا حرج أن تصطحب زوجها وأبناءها بعيدا عن الاختلاط بالرجال حتى تقي نفسها شر الفتنة وأيضا جلب الفضول، وعندما أخطرناه بأن الظاهرة غزت الشواطئ المزدحمة بالمصطافين قال إنه من باب الأدب لا يستحب السباحة في مثل هذه الشواطئ لكن دينيا لا يوجد ما يمنع عنها ذلك مادامت ساترة لبدنها، ويبقى اختيار الوقت والموقع من مسؤوليتها الفردية ومسؤولية والدها أو زوجها أو أخيها و على الدولة والهيئات السياحية أن لا تحرم هذه الفئة الواسعة من أبناء الشعب من حقها في الاستجمام خاصة وأنها مربحة تجاريا ومحافظة على أخلاق المجتمع. وختم بقوله صلى الله عليه وسلم الحلال بيّن والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ونصح المرأة عموما بأن تحتاط لدينها ولعرضها.