-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أكاديمية الإبراهيمي.. مشروعٌ علميّ وطني كبير

حسن خليفة
  • 1248
  • 2
أكاديمية الإبراهيمي.. مشروعٌ علميّ وطني كبير

في عصر الإعلام وتكنولوجياته العابرة للقارات والدول، وفي عصر الاستخدام الأمثل لكل المعطيات العلمية للتعليم والتثقيف والتكوين، صار من الضروري أن نفكر على مستوى عال لتحقيق إنجازات حقيقية قائمة وممتدة، تنتفع بها الأجيال: حالية وقادمة. وأيضا من أجل خدمة تراث الأمة الجزائرية والإسلامية عموما في الحد الأوسط على أقل تقدير: بالبحث، والتنقيب، والتخزين، والتصنيف، والرقمنة، والنشر والتصحيح.. كان هذا المشروع الذي حمل مسمّى”أكاديمية الإبراهيمي للعلوم اللغوية والشرعية”، وهو وإن كان من أفكار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فإنه يهم الجميع؛ خاصة الباحثين والباحثات.
أما بالنسبة للجمعية، فهو انتقالٌ حقيقي إلى أفق أعلى وأنجع في عملها وتفكيرها معا، انتقالٌ يلبّي الحاجة الملحّة إلى انخراط حقيقي في مجال العلم والتعليم والتكوين، وفق أهم الشروط ، وأيضا وفق آخر ما يتوفّر من المنجَز العلمي التكنولوجي، والاستفادة منه على أمثل وجه.
وقد أحببتُ أن أتحدث عن هذا المشروع الشرعي المعرفي الكبير، والذي يتمثل في إنشاء أكاديمية إلكترونية ـ على غرار عشرات الأكاديميات ـ في الوطن العربي والخليج، وذلك للتعريف به والترويج لـه، عسى أن يلتفَّ حوله الأفاضل من الباحثين والدارسين والدارسات لرفده بالجهود والمقترحات والآراء الداعمة والمقوّمة.
تقدم (أكاديمية البشير) الصحيح والمصفّى من: العلم الشرعي، وعلوم العربية، والفقه والفكر، والدين، وعلوم القرآن والحديث… استنادا إلى المتوفر منه ـ ماضيا وحاضراـ من المخزون العلمي الشرعي الفقهي اللغوي الجزائري، وما أكثره.
وهذه بسطة عن الأكاديمية جازى الله القائمين والعاملين والمجتهدين لإخراجها إلى الوجود.

الرؤيــــة :
«أكاديمية محمد البشير الإبراهيمي» منصة تعليمية إلكترونية، تُعنى بتقريب المعارف الشرعية واللغوية لطلبة العلم، اعتمادا على الدراسة الذاتية للمنتسب بتفعيل المواد العلمية للمشايخ والعلماء الجزائريين وإخراجها في أحسن صورة مرئية أو مسموعة أو مقروءة.
1- تطمح الأكاديمية إلى العناية بالعلوم الشرعية واللغوية من خلال إحياء التراث الجزائري في هذا المجال، وتقرّبه للمهتمين من طلبة العلم والعلماء، وتفتح بذلك بوابة جديدة للتواصل المثمر بينهم.
والمأمول مستقبلا أن تكون هذه المنصّة لبنة أولى لجامعة رقمية تكون فيها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الرائدةَ بإذن الله.

2. أهداف الأكاديمية:
• تمكين المنتسبين من فهم العلوم الشرعية واللغوية؛ من خلال إقامة نظام تعليمي متكامل بصورة مرنة وتفاعلية بين الإدارة والمتعلمين.
• تقريب المواد العلمية لطالبيها مرئية كانت أو مسموعة أو مقروءة.
• توفير بيئة علمية محفزة لطلب العلم ذاتيا، عن بُعد.
• جمع الأكثرية من العلماء والمشايخ الجزائريين في فضاء واحد، ليكون ذلك أدعى لبروز جهودهم وأنفع للراغبين في الاستفادة منهم.

3. نظام التعليم:
يعتمد نظام الدراسة فـي الأكاديمية على التعلم الذاتي المرن ليحقق بذلك:
1. تقريب العلوم الشرعية واللغوية إلى أقصى عددٍ ممكن من طلبة العلم حول العالم.
2. توفير الجهد والوقت الذي يتطلبه التعليمُ التقليدي.
3. مراعاة اختلاف الأوقات وظروف المتعلمين.

4. مميزات النظام:
• المنهجية: وجود مقررات ممنهجة مرتبة لطلاب العلم المبتدئين.
• الخصوصية: مراعاةُ الاعتماد على كتب علماء الوطن، في شتّى العلوم.
• المرونة: إتاحة الدورات الدراسية لجميع المشاركين طوال أيام العام.
• الشهادات: إصدار شهادات مشاركة إلكترونية بصيغة “بي دي أف”، مباشرة بعد إنهاء منهج الدورة واجتياز الاختبار.

5. البرنامج العلمي المقترح:
وهو عبارة عن برنامج يؤصّل طلاب العلم المبتدئين في العلوم الشرعية، اعتمادا على مجموعة من الكتب يراعى فيها مقصد إحياء التراث الجزائري والمغاربي.
تكون هذه الكتب ثابتة ومتكررة في المشروع، يتم تقسيمُها إلى مستويات متسلسلة، بحيث لا ينتقل الدارس إلى المستوى الموالي قبل اجتيازه المستوى الأدنى.

6. الوسائل والآليات:
• الوسائل التقنية:
• التعاقد مع شركة مختصة، لإنشاء هذه المنصة تقنيا، وهناك مؤسساتٌ رائدة في هذا المجال لها تجربة متميزة.
• لابد للأكاديمية من فريق عمل متكامل يقوم على تسييرها، يتابع نشاطها ويرصد آفاق تطويرها، ويعتبر هذا الفريق مرافقا للمنتسبين للأكاديمية يعينهم على حل المشكلات التقنية.
• يمكن الاستفادة من المقاطع الجاهزة في اليوتوب وغيره وإدراجها في الأكاديمية، مع تصميم الأنشطة التعليمية التي تناسبها وتتوافق مع أهداف الأكاديمية، ويمكن إعداد المواد المرئية والصوتية والمقروءة الخاصة.
• أستديو متنقل يرصد أنشطة المشايخ والعلماء، يودع منتوجه في الأكاديمية.

• الوسائل البيداغوجية :
• إحداث شبكة علمائية يصبّ منتوجها أو بعضُه في الأكاديمية.
• إقامة دورات علمية واقعية ـ غير رقميةـ لتكون مادة للأكاديمية، تسجل وتوثّق وتجهز للنشر على أحسن ما يكون .
• الحرص على أن يكون الميثاق الرسومي ـ Charte Graphique ـ جزائريا ذا بعد عالمي.

7. المراحل التعليمية :
• مرحلة تسجيل المشاركين :
• يمكن للراغبين والراغبات في الانتساب إلى الأكاديمية التسجيلُ بسهولة تامة من غير شرط مع إمكانية تخصيص التسجيل ليكون مقصورا على منتسبي الجمعية ومدارسها، أو إتاحته لكل الداخلين على موقع الأكاديمية.
• يَحصل المنتسب بعد التسجيل على حساب في الأكاديمية يتابع نشاطه ويُسهّل تواصله مع الإدارة.

• مرحلة التعليم :
• تحتوي هذه المرحلة على حقائب تعليمية جاهزة في شكل مواد سمعية بصرية أو مقروءة تتيح للطالب أو الطالبة الاستفادة من الكتاب المقرر.
• تنقسم هذه الحقائب العلمية إلى مستويات متفاوتة، يُلزَم المنتسبُ للأكاديمية بدراستها وفق التدرّج المقرر مع عدم إمكانية تجاوز مستوى إلى غيره، فلا ينتقل الطالب إلى المستوى الموالي إلا بعد اجتياز المستوى الأول بنسبة نجاح محددة.
• يُختبر الطالب بعد كل مادة يدرسها تشجيعا له على التعلم الواعي والجاد.
• تقام بصفة منتظمة دورات علمية مكثفة تتيح للطالب التفاعل مباشرة مع أستاذه، عن طريق ربط النظام بأنظمة تعليمية أخرى مثل “الزووم” وغيره.

• مرحلة المتابعة والتقييم :
• تُقام عند كل مستوى تعليمي اختباراتٌ نهائية، تمتاز بالمرونة العالية، تحدد فيها نسبة النجاح وعددُ محاولات الإعادة، مع مراعاة تنوع الأسئلة.
• تُصدر الأكاديمية شهادة علمية فور انتهاء المشارك من إنجاز الدورة.

8. التوصيات:
• الإشراف المباشر لعلماء الجزائر، ومنهم علماء الجمعية، والتواصل مع أعلامنا وشيوخنا الآخرين، حيثما كانوا، تحضيضا وتحريضا لهم على المساهمة في هذا المشروع، وتعظيما للعلم والعلماء، وإحياءً لشعائرية طلب العلم.
• إطلاق هذه المنصّة في حفل محترم يُحشد له ما أمكن من الإعلام تستضاف فيه كوكبةٌ من العلماء والمشايخ والدعاة من داخل الجزائر وخارجها، مع الحرص على مشاركة التقنيين الجزائريين في هذا الحفل للاستفادة من حضورهم الرقمي قصد الترويج للأكاديمية.
• اقتراح الشيخ الطاهر آيت علجت رئيسا شرفيا للأكاديمية.
• إنشاء لجنة علمية ترافق النشاط العلمي والبيداغوجي للأكاديمية.
• إنشاء لجنة تقنية تقوم على التفاصيل التقنية للأكاديمية.
• إنشاء استديو متنقل يرصد أنشطة المشايخ والعلماء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ابونواس

    وماذا تملكون أصلا...حتى تدعون المشروع العلمي الحضاري....وهل تنجز (المشاريع)بالأقوال......ماذا عن مراتب الجامعات والمعاهد المتخصصة الجزائرية...في الدرك الأسفل.............

  • علي ديدوزنه

    نسأل اللّه تعالى العون والتّوفيق لكلّ الواقفين على هذا المشروع العظيم، وعلى رأسهم صاحب المقال الأستاذ الفاضل "حسن خليفة" ويكفيهم في عملهم هذا قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أخلص قلبك لله يكفك القليل من العمل)) ثمّ إنّ اللّه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.