-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البشير بن سلامة.. انطفاء مثقف ملتزم في صمت

البشير بن سلامة.. انطفاء مثقف ملتزم في صمت

سطرت الأقدار أن تنطفئ شمعة المثقف التونسي والوزير الأستاذ البشير بن سلامة في كنف الصمت. وإثر رحيله المفاجئ، فجعت النخبة العربية بفقدان ركن من أركانها الركينة، وانهداد عمود من أعمدتها المتينة. وما يؤلم ويحز في القلب هو أن موته لم يشكل حدثا متناقلا إلى درجة أن الكثيرين لم يعلموا برحيله إلا بعد أن مرت أسابيع وانقضت شهور؟.

من الظلم المجحف أن نقزم قيمة الأستاذ البشير بن سلامة، ونبقيه حبيس حدود ضيقة، وأن نحصر حضوره الثقافي في وطنه الأم. فهو ليس علامة بارزة ورمزا من رموز الثقافية الساطعين في البلاد التونسية فحسب، وإنما هو علم معروف على امتداد رقعة الوطن العربي في زمن تفتقت فيه العبقرية العربية، وأنجبت أسماء لامعين في الفكر والأدب أعادوا إحياء وبعث نصيب من التألق والوهج من الثقافة العربية المعروفة في الأزمنة الغابرة. وكانت له على صفحاتها بصمات ونقوش حفرها بقلمه ووشمها بمفرزات نظراته الفكرية الواعية في الأدب والشعر والفلسفة والتاريخ والسياسة والتربية. وسار سيرا مرموقا أحسن فيه الزرع وأغنى تراثه ونمّاه وزكاه. وسار في طريق الإبداع الروائي والنقد والتأليف المسرحي والترجمة سير المتمكنين المقتدرين.  وهو واحد من خير الأمثلة في تعدد المواهب والاهتمامات التي جمعها في راحته وأطبق عليها أصابعه.

ولد الفقيد في الرابع عشر أكتوبر من سنة 1931م. ولذا فهو يعتبر واحدا من أبناء الجيل الذي تحمل مشاق تحرير بلدان المغرب العربي من مخالب المستعمر المستبد، إذ عايش أزهى وأقوى فترات النضال التونسي من أجل دفع أيدي الحماية الفرنسية التي خنقت أنفاسه. وقد تربى في وسط عائلي كثير الأفراد. ورغم أن والده كان منضويا في الجيش الفرنسي في مصف ضباط الصف إلا أن الإغراءات لم تثنه على تربية أبنائه تربية وطنية نقية وأصيلة.

بعد أن أتم مزاولة تعليمه بإحدى ملاحق المدرسة الصادقية الشهيرة، ونيله شهادة الباكالوريا، انتسب إلى معهد الدراسات العليا، ثم انتمى إلى دار المعلمين التونسية حين تأسيسها، وكان من أوائل طلابها، ومنها تحصل على إجازة تأهيلية في اللغة والأدب العربي سنة 1959م. وخلال هذه الفترة، كان كثير التردد على المقاهي التي يؤمها المثقفون وعلى دور المسرح والسينما. وكانت هذه المواقع بالنسبة إليه موردا ثقافيا آخر وكوة يطل من خلالها على الواقع الاجتماعي للشعب التونسي، ويقرأ همومه، ويصغي إلى آماله وتطلعاته، ويتابع النبض السياسي بمختلف اتجاهاته وميولات وقناعات زعمائه.

لا أدري مدى صلاح استعمال مفهوم: “المتاءمة الفكرية” (من بين الأخطاء الشائعة في لغتنا استعمال لفظ: “التوأمة”، والصواب هو أن يقال: المتاءمة المشتقة من الفعل: تاءم)، مدى صلاح استعمال هذا المفهوم وتعميمه. أما في حالة الأستاذين البشير بن سلامة ومحمد مزالي، رحمه الله، فإننا لا نجد في هذا الاستعمال سوى صدق التطابق واكتمال النمذجة الحقيقية. فأثناء مرحلة دراسته بالمدرسة الصادقية، تعرّف إلى توأمه وصنوه الفكري الأستاذ محمد مزالي العائد من جامعة السربون متوجا بإجازة عليا في الفلسفة. ومن أهم الأعمال الخالدة التي أنجزاها معا هو إنشاء مجلة “الفكر” الرشيقة في شهر أكتوبر من سنة 1955م. وظلت العلاقة بينهما ممدودة ومشدودة حتى بعد احتجاب هذه المجلة التي كانت لها مساهمات في خدمة القضية الجزائرية أثناء الثورة التحريرية من خلال ما تنشره الأقلام الجزائرية فيها من مساهمات أدبية نثرية وشعرية وأعمال فكرية ودراسات مختلفة. ومن بين ما حققاه من أعمال مشتركة تعريبهما لكتاب: “تاريخ أفريقيا الشمالية” الواقع في جزأين لمؤلفه المؤرخ الفرنسي شارل أندري جوليان.

تولّى الأستاذ البشير بن سلامة مسؤولية وزارة الثقافة لمدة نصف عقد، واضطلع بشؤونها من عام 1981 إلى عام 1986. وخلال هذه الفترة، اجتهد للتأسيس لعدة أعمال ملموسة وإنشاء مؤسسات أعطت دفعا قويا للثقافة التونسية منها: دار الحكمة والانطلاق في إنشاء المكتبة الوطنية. وأرسى عددا من الجوائز الثقافية التي كانت توّزع كل سنة على المبدعين المتفوقين. ومع صفاء نفسه وإخلاصه وقدرته على إنتاج الأفكار البناءة التي ساهمت في خدمة تونس إلا أن الرئيس الحبيب بورقيبة لم يكن يرتاح لرؤيته كثيرا. وكان ينفر من مقابلته؛ لأن ملامح وجهه تذكره بغريمه السياسي صالح بن يوسف نظرا لقوة التشابه بينهما؟؟.

استطعت أن أربط علاقات تواصلية مع الأستاذ الراحل البشير بن سلامة عن طريق البريد العادي لفترة، ثم تواصلت هذه العلاقات وتكاثفت مع ظهور الأجهزة الإلكترونية الحديثة. وأذكر أنني أرسلت، منذ ما يقارب عشريتين من الزمن، رسالة خطية إلى عنوان مجلة “الفكر” بعد توقفها عن الصدور أطلب فيها تزويدي بمعلومات عن مساهمات الدكتور صالح خرفي على صفحاتها النيرة أثناء الثورة التحريرية. وبعد أيام وصلني ظرف متوسط الحجم يحمل مستنسخات تلبي طلبي. وأعلمني مرسلها وهو الأستاذ البشير بن سلامة أنه زار مقر المجلة المهجور، فوقعت عينه مصادفة على علبة بريدها لينتشل منها رسالتي التي لم يتفطن إليها أحد.

حاك الأستاذ البشير بن سلامة روابط أخوية مع كثير من المثقفين والسياسيين الجزائريين صيغت على دعائم الاحترام والود، وطليت بالوفاء والصدق. وذات مرة، أطلعته على مقال خصصته للحديث عن فعاليات إحياء الذكرى الثالثة لرحيل مجايله الأستاذ عبد الحميد، رحمه الله، في مدينة الخروب مسقط رأسه، فردّ عليّ برسالة إلكترونية قصيرة مؤرخة في الثاني فيفري 2015م حوت ما يلي: (بعد التّحيّة الخالصة…نعمَ ما فعلتم؛ لأنّ المرحوم كان من الوطنيّة والكفاءة والتّواصل بالقدر الكبير. وكنت عرفته سواء في الجزائر أو تونس، وبقينا على اتّصال بالمراسلة وباللقاء. وهو من الأفذاذ الّذين تفتخر بهم لا الجزائر فقط بل المغرب العري الكبير. رحمه الله رحمة واسعة وبرّد الله ثراه).

مرة ثانية، وفي يوم الخميس الثاني عشر فيفري 2015م، تسلمت منه رسالة إلكترونية ردّا على أخرى أرسلتها له مشفوعة بمقال تناولت فيه جانبا من الجوانب الفكرية التي اشتغل عليها الأستاذ عبد الحميد مهري، وجاء في رسالته: (حضرة الأخ الكريم… تحيّة طيّبة… لقد اطّلعت على القليل ممّا كتب عن الرّاحل العزيز عبد الحميد مهري. فقد كان وطنيّا صادقا، ومخلصا في اعتزازه بالأخوّة المغاربيّة وبالخصوص بصدق عواطفه نحو تونس. ولقد كانت الرّوابط بيني وبينه متينة خصوصا في الفترة الّتي كنت فيها وزيرا عضوا بالدّيوان السّياسيّ للحزب الاشتراكي الدّستوري. وعملنا بكلّ حهدنا لتبقى الأخوّة التّونسيّة الجزائريّة واقعا ملموسا. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فراديس جنانه). وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين سبتمبر 2015م، أفادني برسالة حوى مضمونها ما يلي: (الصّديق الكريم… بعد التّحيّة العطرة أكبر فيكم  من خلال ما أقرؤه من كتاباتكم تمسّككم بمبادئ الأخوّة وحرمة القلم. وبالطّبع فالمجلّة “يقصد مجلة: الفكر” في حكم التّاريخ. ونعم الاقتراح خصوصا أنّ العقليّة الرّائجة عندنا هي الجحود وعدم الاعتراف بخدمات السّابقين. وبالمناسبة أعلم أخوّتكم اّنّني أعددت كتابا يحتوي على فهرس مفصّل للمواضيع الواردة في المجلّة طوال واحد وثلاثين عاما. وهناك فصل مخصّص للجزائر يحتوي على كلّ ما كتب عن الجزائر على صفحات “الفكر” طوال عقود. وفي هذه المراسلة تجدون نسخة من هذه الصّفحات لعلّها تفيد الباحثين ولكم الحرّيّة التّامّة في التّصرّف فيها… مع الشّكر على العناية والتّحيّة الخالصة).

لم يبخل عليّ الأستاذ البشير بن سلامة لما طلبت منه أن يمكنني بنسخة من المجلد الأول الذي تناول فيه منهج سيرته، ومنحه عنوان: “عابرة هي الأيام.. بمثابة سيرة ذاتية”. وهو مؤلف فخم يزيد عن سبعمائة صفحة. وظل يسألني عن وصول الكتاب لقلة اطمئنانه إلى الخدمات البريدية في تونس بعد ما سميّ بـ”ثورة الياسمين” حتى بلغني. وكم تمنيت لو أنه خط لي كلمة إهداء على أولى صفحاته؟؟. وعلى ظهر الغلاف الأخير للكتاب، دوّن سطورا، قال فيها: (“عابرة هي الأيام”… هو عنوان سيرتي الذاتية ذات الأجزاء الثلاثة التي ستصدر متعاقبة، إن شاء الله. أما هذا المجلد فقد اخترت له عنوان: “في مهب رياح السياسة” تعبيرا شيئا ما عن المنحى المتوخّى في كتابة هذه الصفحات. هي عبارة محملة في ذهني بمعان ستفصح عنها فصول هذا المجلد. وفيها سأحاول التطرق إلى ما يمكن تسميته نضالي السياسي الذي اقتضى تحمل مسؤوليات في هياكل السياسة متنوعة الأهمية، بدءا بالاستئناس بالشأن السياسي ومغازلته من قريب أو بعيد في الطور الأول من حياتي، ثم المشاركة، وأنا مازلت تلميذا، في النضال في صلب الحركة التحريرية، وما اتسمت به من صبغة سياسية ثورية، مرورا بعد ذلك باضطلاعي بمسؤوليات حزبية متنوّعة على مستوى القاعدة أو القمة تواكبها وظائف إدارية ونيابية وحكومية. وكنت اعتزمت أن أقف في تدويني لمسيرتي السياسية في حدود سنة 1987، وهو تاريخ استيلاء زين العابدين بن علي على الحكم بتمرير مهزلة قانونية خادع بها الرأي العام المحلي والعالمي للإطاحة بالرئيس الحبيب بورقيبة. ولكن بعد قضاء ثورة 14 جانفي 2011 على حكم ابن علي أمكن لي أن استعرض بشيء من الحرية أهم الأحداث السياسية والثقافية التي واكبتها من قريب أو بعيد. وعلى كل فإني تركت لقريحتي وذاكرتي المجال لترسم للقارئ الكريم، في هذه الصفحات، شيئا من مسيرتي السياسية والثقافية بصورة أقرب إلى الحقيقة والواقع، من دون تضخيم ولا تلطيف، إلا ما تفرضه أساليب الكتابة، وتقتضيه نواميس اللياقة، وترتضيه طبيعي التواقة لكل فن جميل، وأدب أصيل، وخيال طريف، ولهو شريف). وفي هذا الكتاب، أفرد الأستاذ البشير بن سلامة صفحات للحديث عن صديق عمره وتوأم فكره ورفيق دربه الأستاذ محمد مزالي تحت عنوان: “معاناة محمد مزالي كما عاينتها”.

في السنوات القليلة الأخيرة، انقطعت عني أخبار الأستاذ البشير بن سلامة. وفهمت أن هجوم متاعب الشيخوخة على جسمه أبعدته عن الناس وقللت من تواصله مع غيره. ومع ذلك، كنت أسأل عنه أصدقائي من التونسيين كلما سنحت الفرصة للاطمئنان عليه.

طويت صحيفة الفقيد الكبير البشير بن سلامة في فجر يوم السادس والعشرين فيفري الماضي بعد أن دنا من عتبة الثانية والتسعين من عمره. ودفن عصرا في مقبرة “الزلاج” بتونس العاصمة في اليوم الموالي.

رحم الله الأستاذ البشير بن سلامة، وجزاه خيرا تاما وعميما عما قدمه من إضافات متميزة للثقافة العربية.

وما المال والأهلون إلا وديعة فلا بد يوماً ان نُرد الودائع

رحلت عن دنيانا قبل أيام ابنة فلسطين البارة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي. رحلت وقلم الابداع في يدها حتى اللحظة الأخيرة.

مسيرتها الأدبية يحار القلم في وصفها. فهي المبدعة والناقدة والمترجمة، موسوعية الثقافة كانت. هي بحق الذاكرة الفلسطينية. كما وصفتها صديقة عمرها هيفاء البشير مَلحيس.

تعرفت سلمى الجيوسي على حضارات وثقافات ولغات مختلفة مما وسع افقها المعرفي وضاعف من وعيها بالأرث الإنساني.

منذ صباها عشقت الادب فأقبلت على قراءة الروايات والآداب العالمية. لم تنشأ سلمى الجيوسي نشأة مترفة بل عانت الكثير، فوالدها سجنه المستعمر البريطاني. كما تقول: كان يستدين لينفق على اسرته، هو النضال ثمنه كبير.

نشأتها عصامية كانت. زواجها تم قبل إتمام دراستها العليا، وصية والدها لها كانت إياك ان لا تكملي مسيرتك التعليمية. وهذا ما كان حيث التحقت بجامعة لندن وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي. بدأت مسيرتها العلمية في مجال التعليم، فبعد حصولها على درجة البكالوريوس عملت في كلية دار المعلمات، لكنها تركتها مضطرة بعد انتقال الاسرة الى الأردن عام 1948.

متعددة المواهب كانت. كتبت اول قصيدة لها وهي في العاشرة من عمرها.

وتشاء الظروف ان تنتقل الى بغداد في الخمسينات من القرن الماضي حيث كانت عاصمة الشعر العربي آنذاك.

خاضت في المشهد الأدبي العراقي وتوطدت علاقتها بالشعراء الكبار وبخاصة نازك الملائكة وبدر السياب، شهرتها كانت كشاعرة مجدّدة وناقدة لا يُشق لها غبار.

عملت في التدريس الجامعي في السودان والجزائر والولايات المتحدة. وحين ادركت جهل الغرب بالتراث الفكري العربي عمدت على ترجمة بعض عيون الادب العربي الى اللغة الإنجليزية. أصدرت هذه القامة الأدبية الكبيرة اول موسوعة لها باللغة الإنجليزية بعنوان “مجموعة الشعر العربي الحديث” والتي احتوت على قصائد لأكثر من تسعين شاعراً.

حرصت على امتداد حياتها على تغيير نظرة الغرب الى الحضارة العربية بهدف إزالة المفاهيم الخاطئة عنها.

ومن مؤلفاتها التي نالت استحساناً كبيراً كتابها حول الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس والذي صدر عام 1992. ولأنها كانت مهتمة بحقوق الانسان العربي نشرت في سنة 2009 كتابها الموسوعي “حقوق الانسان في الفكر العربي”.

وحصلت الدكتورة سلمى الجيوسي على جوائز تكريمية لعطائها الادبي المتميز. ومن مصادر هذا التكريم:

منظمة التحرير الفلسطينية – 1991.

مؤتمر الخريجين العرب الامريكية – 1996.

وزارة الثقافة في الكويت – 2002.

المجلس الأعلى للثقافة في مصر – 2006.

وزارة الثقافة الجزائرية – 2007.

جائزة الملك عبدالله بن عبد العزيز – 2008.

الجامعة الاهلية في عمان – 2009.

لقيت تقديراً من كبار النقاد الغربيين أمثال Stefan Spert أستاذ الأدب العربي في جامعة لندن حيث قال في الإشادة بها: “أعجبت كثيراً بقدرتها على رؤية ما وراء الأسباب والتجزئيات والادعاءات وتمييزها للصوت الداخلي الحقيقي في العمل الأدبي. أحد الكتاب الكبار اطلق عليها “عميدة الأدب العربي”.

رحلت عنها هذه القامة الأدبية الكبيرة في 21 نيسان 2023. رحلت جسداً ولم ترحل روحاً. روحها تتجلى في تراثها الأدبي المتنوع.

الدكتورة سلمى الجيوسي فلسطين لن تنساك.

2023)

في النضال، الأستاذ صالح بن يوسف نظرا للشبه الكبير بينهما.

مؤلفات وكتابات عديدة

للبشير بن سلامة عشرا المقالات والدراسات في القصّة والرواية والمسرح والبحوث والدراسات التاريخية والأدبيّة والفكريّة واللغويّة والترجمة. كما أصدر قرابة عشرين مؤلفا بمفرده أو بالتعاون. وفيما يلي القائمة المفصّلة حسب تاريخ صدورها:

1- تاريخ إفريقيا الشمالية لشارل اندري جوليان (ترجمة بالاشتراك مع الأستاذ محمّد مزالي) الدار التونسية للنشر 1969 عدة طبعات.
2- الشخصية التونسية، مقوماتها وخصائصها، مؤسسات عبد العزيز بن عبد الله 1974.
3- النظرية التاريخية في الكفاح التحريري التونسي، مؤسّسات بن عبد الله، تونس 1977.
4- المعمّرون الفرنسيّون وحركة الشباب التونسي (ترجمة بالاشتراك) الشركة التونسية للنشر 1970 وط 2 سنة 1985.
5- اللغة العربية ومشاكل الكتابة، الدار التونسية للنشر 1971 وط 2 سنة 1985.
6- قضايا، الدار العربية للكتاب، ط 1 تونس 1977 و ط 2 سنة 1985.
7- نظرية التطعيم الإيقاعي، الدار التونسية للنشر، تونس 1985.
8- السياسة الثقافية في تونس، منشورات مجلة البحرين 1985. وبالفرنسية نشر وزارة الثقافة التونسية سنة 1986.
9- في رحاب الأدب والفكر، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة، 1986.
10- عائشة رباعية العابرون (رواية)، ط 1 1982 و ط 2 1983 و ط 3 1986.
11- الشخصية التونسية، ج.س. كويكن (ترجمة)، دار سحنون تونس 1988.
12- نحو هويّة بشريّة ملائمة للواقع للمنصف القيطوني (ترجمة) دار الآداب بيروت 1990.
13- سليمان القانوني لاندري كلو (ترجمة) دار الجبل، بيروت 1991.
14- لوحات قصصيّة، ط 1 الدار العربية للكتاب تونس 1984 وط 2 مؤسسات بن عبد الله، تونس 1994.
15

– التيارات الأدبية في تونس المعاصرة، دار المعارف سوسة، تونس 1996.
16- عادل (رواية)، مؤسسات بن عبد الله، تونس، 1991.
17- علي (رواية)، الهيئة العامة المصرية للكتاب، القاهرة، 1995.
18- الناصر ( رواية)، دار المعارف سوسة، تونس، 1998.
19- عابرة هي الأيام، بمثابة سيرة ذاتيّة، 3 مجلّدات: المجلّد 1: في مهبّ الرياح السياسة، دار برق للنشر، 711 صفحة، تونس 2013.

وعلى الرغم من تنوّعها تبقى من أهمّ كتابات الأستاذ البشير بن سلامة “النظرية التاريخية في الكفاح التحريري التونسي” و “الشخصية التونسية، مقوماتها وخصائصها” اللذا نظّر فيهما لخصوصيّة الشخصية التونسية ماضيا وحاضرا، لا سيّما نظرية البناء الوطني والإصلاح والتحديث في تونس منذ عهد خير الدين التونسي ورجالات الإصلاح السابقين ومعاصرين له، إلى غاية ميلاد “نظريّة الكفاح الوطني التحريريّ” والصحوة الوطنية على يد الحزب الدستوري الجديد بقيادة المحامي الشاب، الأستاذ الحبيب بورقيبة.

ورغم انكبابه على إتمام المجلّد الثالث من مذكراته: “عابرة هي الأيام”، فإنّ المرض وظروف النشر والتوزيع قد حالا دون ذلك.

ولم يمنعه المرض عن استقبال أصدقائه ورفاق دربه و أفراد عائلته وكل المثقفين والباحثين، سواء للاطمئنان على صحته أو لمحاورته أثناء إعداد بحوثهم وأطاريحهم الجامعية.

كما لم يتوقف عن التحوّل إلى عديد المنابر الثقافية والفكرية بتونس العاصمة وداخل البلاد لتقديم مذكراته (كلما طلب منه ذلك)، أو إلى معرض تونس الدولي أو الوطني للكتاب للتزوّد بآخر المنشورات والإصدارات الفكرية.

رحم الله فقيد الثقافة والفكر في تونس ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان وفي مقدمتهم أبناءه وابنة شقيقه، الأستاذة رجاء بن سلامة (الميدرة السابقة للمكتبة الوطنية) وابن شقيقه، الأستاذ كمال بن سلامة (المكلف بالإعلام ب ديوان الأستاذ محمّد مزالي والباحث والصحفيّ المحترف بالقلمين العربي والفرنسي)..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!