-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“لا نقبل علما بلا أخلاق”

“لا نقبل علما بلا أخلاق”

للأخ الدكتور محمد بوحجّام كتابٌ قيّم عن الإمام إبراهيم بيوض أحد رموز “الزعامة العلمية”؛ أي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي سمّاها أحد الإخوة الأساتذة في مدينة عنابة المجاهِدة “جمعية العظماء”، لأنها أجهضت برجال قليلين، وبوسائل لا تكاد تُذكر، مخططا صليبيا رهيبا، وضعته دولة ذات جيوش عسكرية وعلمية، هذا المخطط هو تنصير الجزائر وفرنستها.
اسمُ كتاب الأخ محمد بوحجّام هو “منهج الشيخ بيوض في الدعوة والإصلاح”، رصد فيه ما بذله الإمام بيوض من جهود جبارة تنوء بها العصبة من الرجال الأقوياء، ولكنها العزيمة الصلبة المستعينة بالله، المعتمدة عليه، المتوكّلة على تثبيته للّذين آمنوا، الذين يجاهدون بكل وسيلة وفي مقدِّمتها القرآن الكريم. ألم يأمر اللهُ –عز وجل- رسوله –عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة بأن يجاهد بالقرآن، وذلك قبل أن يأذن له وللمؤمنين بردّ عدوان المعتدين؟ وقد تحقق وعدُ الله –عز وجل- في قوله: “إنا لننصرُ رسلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد”، فقد نصر الله –العزيز الجبّار- عباده المؤمنين في الجزائر على أعتى دولة صليبية، وعادت الجزائر إلى حضن الإسلام الدافئ، وتطهّرت من الرجس والأرجاس، وندعو اللهَ القويَّ القهار – أن يمدّ الجزائر بالقوتين الإيمانية والمادية للمحافظة على شعارهم الخالد: “الإسلام ديننا – العربية لغتنا – الجزائر وطننا”.
ومما جاء في هذا الكتاب كلامٌ يوزَن بالذهب الإبريز عند ذوي الألباب، وهو قول الإمام بيوض “لا نقبل علما بلا أخلاق” (ص 185).
لولا قيمة العلم وفائدته لما كان الأمر بتحصيله هو أول ما أنزل الله الكريم على رسوله ذي الخلق العظيم، الذي بيّن أمرَ الله تعالى “اقرأ باسم ربّك…” بقوله عليه الصلاة والسلام: “طلبُ العلم فريضة على كل مسلم”. وكلمة “مسلم” لفظٌ عامّ يشمل رجال الأمة ونساءها، لا كما فهم بعض “العلماء” بأنَّ الأنثى غير مشمولة بقوله صلى الله عليه وسلم.
ولكن هذا “العلم الذي هو وحده الإمام المتَّبع في الحياة” كما يقول الإمام ابن باديس، سيصير ضررُه أكثرَ من نفعه إن لم يحصَّن صاحبُه بالأخلاق الكريمة. وهذا ما تنبّهت إليه الحركة الإصلاحية الجزائرية فكانت أكثر مدارسها تحمل اسم “مدرسة التربية والتعليم” اقتداءً بمدرسة الإمام ابن باديس وجمعيته الخاصّة، وهي غير جمعية العلماء.
لم يكن الإمام بيوض وحده الحريصَ على تحصين أبناء الجزائر –ذُكرانا وإناثا- بالأخلاق الفاضلة، ولكن أعضاء جمعية العلماء كانوا على قلب رجلٍ واحد في ذلك، شعارهم قول الإمام محمد البشير الإبراهيمي: “نرتضي لأبنائنا سوءَ التغذية، ولكننا لا نرتضي لهم سوءَ التربية”، وهو ما صار يطبِّقه كثيرٌ ممّن أُسنِد إليهم أمرُ الإشراف على التعليم الخالي من التربية، فكانت النتيجة ما نراه وما نسمعه في مؤسساتنا التعليمية وفي مجتمعنا.
منشور من قبل

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!