-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مدرسة‮ ‬الثلاثين

الشروق أونلاين
  • 2002
  • 0
مدرسة‮ ‬الثلاثين

ما إن يطلّ علينا شهر رمضان المبارك، حتى تشتعل أسعار المواد الغذائية التهابا، وتتغيّر سلوكات الناس وتصرفاتهم وتبرز اهتمامات وانشغالات أخرى، مقدمين صورة معكوسة تماما عن معاني ومقاصد هذا الشهر الفضيل.
علي‮ ‬فضيل
نعم، ما إن يحل رمضان، حتى تبدأ حالة محمومة يتسابق فيها المرجفون والانتهازيون بشتى أجناسهم وطبقاتهم لإرواء نزوات الجشع والطمع والاستغلال، ضاربين عرض الحائط بقيم وقدسية هذا الشهر العظيم، كما تتسابق وسائل الإعلام المرئية لبث برامج الفسق والمجون والانحلال، وتذر‮ ‬العيون‮ ‬برماد‮ ‬بعض‮ ‬البرامج‮ ‬الدينية‮ ‬السمجة‮ ‬المستهلكة‮ ‬وبعض‮ ‬الأفلام‮ ‬والمسلسلات‮ ‬المشوّهة‮ ‬لتاريخ‮ ‬الإسلام‮ ‬والمسلمين‮.‬
هذه الذهنيات والسلوكات تفرغ رمضان من محتواه الحقيقي وتحوّله إلى مناسبة للأكل والسهر واللهو، إنهم يريدون من رمضان أن يكون موسما أو مناسبة أشبه بحفلات أعياد الميلاد (الكريسماس) الذي تحوّل إلى مناسبة للتبضع وحفلات اللهو والمجون واختفى كل ماهو ديني وروحي وهيمن الدنيوي والمادي، لقد علمنوا مناسبة ميلاد عيسى عليه السلام ويريدون أن يحذو المسلمون حذوهم، لكن رمضان يبقى مدرسة الثلاثين يوما التي يتساوى فيها الجميع، غنيا كان أو فقيرا، مسؤولا أو بسيطا، رجلا أو امرأة، إنها مدرسة الصبر والسمو الروحي والتضامن والتكافل الاجتماعي‮ ‬والرحمة،‮ ‬وهي‮ ‬مدرسة‮ ‬سنوية‮ ‬فريدة‮ ‬من‮ ‬نوعها‮ ‬لا‮ ‬يعرف‮ ‬كنهها‮ ‬ومضامينها‮ ‬ودروسها،‮ ‬إلا‮ ‬من‮ ‬صام‮ ‬هذا‮ ‬الشهر‮ ‬إيمانا‮ ‬واحتسابا‮ ‬وسمت‮ ‬روحه‮ ‬وتعالت‮ ‬عن‮ ‬الدنيوي‮ ‬والشهواني‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!