-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من (yin) إلى (yan)

من (yin) إلى (yan)

هذان الرمزان أو اللفظان يدل ظاهرهما على أنهما من عالم شرق آسيا، وبالضبط من الصين، ذلك العالم العجيب، الذي أهدى إلى الإنسانية كثيرا من المخترعات الحضارية التي تنسب إلى الغرب، وما هو في الحقيقة إلا مطوّرها. وقديما قيل: “الفضل للسابق وإن أحسن اللاحق” أو “الفضل للمبتدي وإن أحسن المقتدي”. وقد قال ابن مالك- صاحب الألفية في النحو – عن ابن معطي الزواوي: “وهو حائز بالسبق تفضيلا”؟

لقد استعمل هذين المصطلحين المؤرخ البريطاني الشهير أرنولد توينبي، الذي يسميه بعض الكتّاب “ابن خلدون القرن العشرين”، وقد استعمل توينبي هذين المصطلحين للدلالة على الانتقال من حالة “ما قبل الحضارة” إلى حالة “الحضارة الكاملة”، حسب تعبير الأستاذ مالك ابن نبي، وإن كان الأمر بالنسبة إلى الصين هو “العودة إلى الحضارة”، إذ سبق لها أن كانت متحضرة، ثم تخلفت، وها هي الآن تعود إليها.

لقد استرجعت ذاكرتي كل هذه المعاني وأنا أتابع فعاليات مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الذي عقد مؤتمره منذ بضعة أيام، وقد أعلن رئيسه في نهاية الأشغال أن القرن الواحد والعشرين “سيكون قرنا صينيا”، وحثّ الصينيين جميعا – كل من موقعه- أن يستعدوا لقيادة العالم.

إن الصين لم تنتقل من مرحلة (yin) إلى مرحلة (yan) بـ”بركة” سيد فلان، أو “عبقرية” علاّن، الذي لم يخلق مثله – كما يقول أتباعه الأرذلون، ولكنها حققت ذلك بفضل جهد جماعي، شارك فيه المجتمع الصيني الذي كان الغربيون يسخرون منه، ويسمونه “مجتمع النمل الأزرق”، لاشتهار الصينيين بذلك اللباس المصنوع في بلدهم، والمسمى “تشانق هاي”، (مالك ابن نبي: مشكة الآفرو آسيوية).

لقد أطلق على بريطانيا في بداية العصر الحديث “مصنع العالم”، ولكن هذا المصطلح الآن صار يطلق على الصين. (مجلة العربي. أكتوبر 2010. ص 190)، فقد حققت الصين في العقود الأخيرة “أعلى معدل للنمو تحققه دولة عبر التاريخ”. (عمرو حلمي: صعود الأمم… مكتبة الآداب. القاهرة).

لقد وثق الشعب الصيني في قيادته السياسية، التي لم تكن تمارس “البوليتيك”، ولكنها قادته بالسياسة التي وصفها شوان لاي، رئيس وزراء الصين الأسبق بأنها “سياسة لا تخطئ لأنها علم”. (مالك ابن نبي: مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي. ص 135 ط 1988)، كما وثق الشعب الصيني في نخبته الثقافية. وثقة الشعب الصيني في قيادته السياسية ونخبته الثقافية ناتجة عن استيقانه بأنهما “لم يخوناه”، لا سياسيا، ولا ثقافيا. ومن أراد أن يعرف حالنا فليتأمل حالة قيادتنا السياسية، ونخبتنا الثقافية.. وسيدرك ما سماه الأستاذ مالك ابن نبي “انتقام الأفكار المخذولة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
36
  • sadek

    تحصيل و جمع المعلومات لا يعني الفهم و المفهوم بدون مادة هو فراغ
    إن الواقع ليس هو الحقيقة و مشكلة الحكم السياسي معقدة و متعددة الأبعاد
    طلب الحقيقة يقتضي التواضع و التأني

  • sadek

    هل فعلا أنت من النخبة كما تدعين من خلال تعليقك الذي يوحي بأنك لست واحدة من الشعب الذي تشيرين إليه
    فهذا الشعب لم يكن بوسعه اختزان الكلمات للتعبير بإسهاب مثلك عن آرائه و مطالبه و طموحاته و الموصوف مع الأسف بشتى النعوت الدنيئة المدرجة في التعليق
    بأي حق تمارس النخبة السلطة الأبوية على الشعب
    أي بد يل عن الديمقراطية هل هو الدكتاتوري العادل الذي تختاره النخبة نيابة عن الشعب القاصر من اجل أن يؤدبه و يعلمه الاستقامة و الانضباط

  • sadek

    كلام كثير لا كنه مجانب للحقيقة و تلك هي السفسطة

  • عبد الله لطرش

    السلام عليك ايها الاستاذ الكريم اطال الله عمرك حتي تنتفع بك الناس قرات تعليقك بامعان ولا استغرب من مستواك الراقي لانني اتابع تعلقاتك وكتباتك عن العملاق عبدالحميد بن باديس فجزاك الله خيرا ورزقك الله الصحة والعافية

  • sadek

    فهذا الشعب لم يكن بوسعه اختزان الكلمات للتعبير بإسهاب مثلك عن آرائه و مطالبه و طموحاته و الموصوف مع الأسف بشتى النعوت الدنيئة المدرجة في التعليق
    بأي حق تمارس النخبة السلطة الأبوية على الشعب
    أي بد يل عن الديمقراطية هل هو الدكتاتوري العادل الذي تختاره النخبة نيابة عن الشعب القاصر من اجل أن يؤدبه و يعلمه الاستقامة و الانضباط
    تحصيل و جمع المعلومات لا يعني الفهم و المفهوم بدون مادة هو فراغ
    إن الواقع ليس هو الحقيقة و مشكلة الحكم السياسي معقدة و متعددة الأبعاد
    طلب الحقيقة يقتضي التواضع و التأني

  • sadek

    ليس هي السفسطة لغويا و اصطلاحا و العكس صحيح Persuasion
    بالله عليك كيف أتت الديمقراطية كنظام سياسي حديث بالنتائج الايجابية و الملموسة عند الشعوب التي تريد المثال الحضاري
    لماذا حشرت الديمقراطية في إطار نمطي و المتمثل في الشعوب المستضعفة و ليست بالضعيفة المغلوب على أمرها و التي تعي أن النخبة التي تقودها تحترمها و لا تحتقرها وتتفاعل مع أوساطها و لا تتعالى عليها توعيها و ترشدها و لا تحكم عليها
    هل فعلا أنت من النخبة كما تدعين من خلال تعليقك الذي يوحي بأنك لست واحدة من الشعب الذي تشيرين إليه

  • merghenis

    "ذهب" الكاتب إلى الصين و جاء بمفهومين في الفلسفة الصينية وهما - le yin -و - le yang - وهناك إنتقال من الأول إلى الثاني.وبصراحة فهم هذه الأفكار يتطلب دراسة ووقت طويل مما يجعل ترك المفاهيم الصينية للصينين.

  • observateur

    الصين يا شيخ الحسني لها نخبتها والزعيم ماوتسي تونغ عرف تربية النشأ وانتقاء الأدمغة للنهوض بالعملاق النائم آنذاك...أما نحن في بلادنا فقد عودنا وزرعنا في الشعب الكسل والإهمال والإستماع للخطب الجوفاء وحب الكرسي والسلطة والنهب والتخريب و...و.. والخلاصة هو أن الحكيم والنزيه والمثقف والمبدع لامكانة له في بلادنا لأن الرداءة تنادي الرداءة ...يوم تقوم العدالة ويخشى العام والخاص المسؤولية يومئذ يكون الأمل...فرق شاسع مقارنةالمسؤول الصيني الذي يحب شعبه وبلاده بالمسؤول الجزائري الذي ينهب ويتفاخر بالإختلاس

  • بدون اسم

    السلام عليكم استادنا الهادي والله كلمات في الصميم كالدوا للمريض والجزاىر تمللك مقدرات اكثر من الصين يكفي هدا الرجل الدي دكرته الاستاد مالك بن نبي الدي يدرس فكره في ارقى الجامعات وله تلاميد كثر امثال سعيد جودت استفادت من فكره ماليزيا.... ولكن نحن في الجزاىر نملك قبره فقط لا حياة لمن تنادي الا البعض القليل

  • ISORANES

    الصين لم تتنكر لتاريخها و ثقافتها الأصيلة لذلك كان موعدها مع التقدم محتوما، أم نحن و للأسف لإننا أمة تجهل تاريخها وتجهل أمجادها وبطولاتها بل الأدهى و الأمر أن هناك ممن يتقاسمون معنا العيش على هذه الأرض من يعادي هذا التاريخ و هذه الأمجاد ويكرهونها و يريدون أن يحصروا هذا التاريخ في سنوات قريبة، كل هذا أجهض موعدنا مع الحداثة التي لن نكون في ركبها إلا إذا نفضنا الغبار عن أمجاد هذه الأمة العظيمة و تربية النشأ على الثقافة الأصيلة التي تنبع من هذه الأرض الطيبة.

  • عبد الحميد السلفي

    ثم أفي شك أنت؟
    قال تعالى:"لا يغرنّك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنّم وبئس المهاد"
    عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،وإنّه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدمٍ حشوها ليف، وإنّ عند رجليه قرظاً مصبوباً، وعند رأسه أُهُب معلّقة؛ فرأى أثر الحصير في جنبه فبكى؛
    فقال: ما يبكيك؟
    فقال له: يا رسول الله، إنّ كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله,
    فقال عليه الصلاة والسلام:(أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟). متفق عليه.

  • عبد الحميد السلفي

    السلام عليكم.
    عن أي تحضر تتكلمون؟
    أعن حضارة القهر والظلم المسلّط على مسلمي الإيغور إلاّ لأنّهم قوم يؤمنون بالله؟
    أم لمؤازرتهم إخوانهم البوذيين البورميين لإبادتهم مسلمي الروهنجت؟
    مالكم كيف تحكمون؟
    أليس العدل قوام الملك؟
    إنّ الأمم السابقة ما حسن ذكرها في العالمين إلاّ لإستباب العدل في أممها وأولاهم الأمة الإسلامية التي عرفت حق ربها ودانت لأخراها فبسطت لهم الدنيا ولم يتكالبوها.
    ما يعيشه الصينيون اليوم هو مجرد فقاعة لا تكاد أن تتفكك ولن تبلغ أبدا بهرجة قدماء الصين ولا قيم كنفوشيوس الحكيم.

  • العربي

    صدقت أستاذ، الصين قدوة، مسؤوليها يحبون وطنهم، الشعب يعلم هذا، تربى الشعب على العمل والكد والآن قرب وقت جني الثمار، ولكن المسلمين عندهم محقورين ومهمشين
    مشكلتنا في الجزائر أن فئة قليلة متنفذة مكونة من الخونة والعلمانيين المتفرنسين لا يحبون أن تكون الجزائر دولة إسلامية ناطقة بالعربية فوقفوا التنمية والغالبية المسلمة في الجزائر خائفة من المواجهة وبقيت مسألة مشروع المجتمع فزاعة. في الجزائر لا عمل للجزائريين، الجزائر سوق للغير ومورد للنفط والغاز فقط والفئة المتنفذة عملها السرقة والاختلاس والتخريب

  • بدون اسم

    واقتصادا منتجا

  • عمران

    هنا اصبت.

  • lazhar

    ما رايك يا استاذنا الكريم هل تقبل الصين ان ترسل لنا نخبة لقيادة 40 مليون بالمقارنة مع تعدادهم سيسخرون منا .و لنفرض هذه النخبة حلت بالجزائر و كان في استقبالهم جمال و لد عباس اعتقد انهم سيعودون الى الصين في نفس الطائرة و في نفس اليوم و الساعة

  • صالح بوقدير

    قابلين للتحضرولكن...
    لماذا نشرب الكدرونذهب إلى تفسير الرموز المبهمة ونستدل بالذي هو أدنى ونترك الشرب من الينبوع الصافي الذي هوخير
    ألم يقول النبي الكريم:"عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البروإن البر يهدي إلى الجنة...وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار..."
    فلو التزمناالصدق في القول والعمل لفزنا بسعادة الدارين ولاستغنينا عن الاقتداء بالآخرين فقد سبقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كل خير.

  • ahmed

    ومن أراد أن يعرف حالنا فليتأمل حالة قيادتنا السياسية، ونخبتنا الثقافية.. وسيدرك ما سماه الأستاذ مالك ابن نبي "انتقام الأفكار المخذولة".
    أنت مثال لما قلت ولا يصعب فهم ذلك

  • Anti-Roth

    هذا يدل على أن نهج بومدين الإشتراكي بصبغة إسلامية كان صائبا ...وأن الرأسمالية والليبرالية التي أتى بها الشادلي ومن كان في محيطه هي سبب دمار الجزائر الممنهج وإستئثار قلة قليلة بالثروة على حساب البقية وإختفاء الطبقة المتوسطة تقريبا ..وإضمحلال الثقافة وخسران الجزائريين لمكتسبات فترة بومدين. هل تخلت الصين عن مكتساباتها ونظامها الإقتصادي ..طبعا لا ..لكن كيفت نفسها مع المراحل التي كان يمر بها العالم وإكتسبت نقاط قوة وضغط على من يعادونها وتحالفت إقليميا مع جيرانها، حتى تحمي نفسها وإمتلكت أسلحة ردع...

  • Anti-Rothschild

    Yang....لأن Yan هو إسم قبيلة صينية ..ومنها إشتق إسم اللغة الصينية الرسمية بالماندرين Yanyu..بينما الـ Yang هو ما يشكل نصف المخ الأيسر المسؤول عن الفعل والقوة والسيطرة والفكر المنطقي (حساب وهندسة وماإلى ذلك) والجانب الذكوري والــ Yin هو نصف المخ الأيمن المسؤول عن الرحمة والإيمان والإبداع الفني والخضوع. (الجانب الأنثوي) ...وإتحادهما معا بنفس القيمة يشكل شرط بداية كمال إدراك الإنسان ووعيه. وهذا هو معنى ذلك الرمز بالأسود والأبيض..ونفس الشيء مع النجمة السداسية التي كان يحملها سيدنا داوود عليه السلام.

  • عبد الرحمان

    خلاصة القول المسلمون فشلوا فشلا ذريعا في اعطاء الانسانية نمط حياة يضمن سعادة الانسان في ظل نظام حكم شرعي عادل ومستقر يصنع رفاهية الانسان واقتصاد منتج بامكانياته الخاصة وبتفجير طاقات ابنائه الابداعية وعبقريتهم. المسلمون عاشوا متطفلين على الاخرين يغزون بلاد غيرهم ويستولون على خيراتهم ويستعبدون ابناءهم وياخذون نساءهم. الحضارة الحقيقية يصنعها ابناؤها على ارضهم بامكانياتهم. اما العرب والمسلمون فتاريخهم كله تزييف وكذب: الحضارة العربية في الاندلس!! الحضارة الاسلامية في الهند!! المتحضر متحضر في داره.

  • عبد الرحمان

    المسلمون لم يكونوا يوما حضارة صناعية مصدرة. المسلمون كانوا ولا زالوا قوم ريع. ريع تدره عليهم القوافل التجارية لان شرياني التجارة العالمية: شرق غرب و شمال جنوب يمران على على اراضي المسلمين وريع يدره الغزو. اما اليوم فاغلب المسلمين يعيشون بريع المحروقات او السياحة او المخدرات مثل القات والهيرويين والقنب الهندي. مقارنة انفسنا بالصينيين ضرب من ضروب العبث الفكري.

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا استاذ
    .. " التعاون " في جميع مجالات الحياة
    (سياسيا، اقتصاديا ، علميا ووو.. الخ
    ينتهي عند نتيجة إيجابية ومشتركة ،
    تزيد من قوة المجتمع وتماسكه وتجعله في قمة عالية بين الأمم،
    وشكرا

  • عبد الرحمان

    الامر مختلف تماما بالنسبة للحضارة الاسلامية. الفتن والامراض و التوعكات من كل نوع كانت تلاحق الجسد الاسلامي وروحه من مولدها الى احتضارها اليوم. اذا كان العالم الصيني قد توحد سياسيا وثقافيا واقتصاديا منذ اواخر القرن الثاث قبل الميلاد واصبح ابراطورية وامة متماسكة سياسيا وثقافيا واقتصاديا منذ ذلك الحين الى يومنا واتاح الاستقرار السياسي وخصوبة الارض وغزارة الماء بناء نمط حضاري مكتف يجعل الاستغناء عن الاجانب ممكنا فان دار الاسلام كانت دائما دار حرب وفتن وفوضى وانقلابات وغزو خارجي من اجل الغنم والسبي.

  • عبد الرحمان

    رغم التاخر العلمي والتقني والاقتصادي امام الحضارة الاوربية الحديثة الا ان ذلك لم يلحق اي اذى بالذات والشخصية الصينية والانسان الصيني ظل منضبطا, فعالا, عاملا, منتجا, قابلا للاستيعاب والابداع, واثقا من نفسه فخورا بحضارته واعيا بان مشاكله ظرفية متاكدا انها ستزول باكتساب اسباب قوة الاوربي وهضم تجربته الحضارية وهضم معارفه. وذلك ما حدث فعلا. جذر حضارة الصين الغائر في ارضها بقي صحيحا وما ان توفرت الظروف رعرع النظام السياسي الجديد ذلك الجذر فنبتت ساق كبيرة ما لبثت ان تحولت الى شجرة عملاقة باسقة.

  • عبد الرحمان

    "الأمر بالنسبة إلى الصين هو "العودة إلى الحضارة"، إذ سبق لها أن كانت متحضرة، ثم تخلفت، وها هي الآن تعود إليها."
    هذا الكلام يتطلب تعليقا مطولا وشرحا وافيا - ليس مكانه هنا طبعا. الصين كانت دائما متحضرة ولم يعرف العالم منذ ءالاف السنين صينا غير متحضرة. ما اقصده هنا هو ان الصين لم يحدث لها ما حدث لنا ابدا. الصين تخلفت حضاريا مقارنة بما عرفته اوربا من ازدهار تقني وعلمي واقتصادي منذ عصر النهضة ولكنها لم تتحول ابدا الى ارض فوضى وامة سوء الاخلاق والتوحش ولم يلحقها ما لحق بالمسلمين من ترد في كل شيء.

  • خالد بن عبد الحميد

    نعم الشعب يحتاج دائما الى قيادة سامية تؤمن بمعاني الحياة الحقيقية و بالمبادئ التي ترزقها الخلود الابدي في ذاكرة الامة في شقها الايجابي ما نفتقده نحن في بلدنا هو ادراك هذه القيادة الى حقيقة الدولة بانها كل لا يتجزا و كل يعمل من مكانه من اجل جعل هذه الدولة امة راسخة رسوخا ابديا و على العكس من كل هذا فقيادتنا تدين بدين خدمة الانا و تسخير الدولة لاغراضها الشخصية و هذا ايمانا منهم انهم صغار و الصغير بطبعه هدفه حقير و الصين او تركيا ما كانت اليوم الا حصاد صدق قادتها بالامس و اليوم و العاقبة لمن اراد

  • Radia

    ان من معاني كلمة ديمقراطية (المساواة بين الناس) و بالتالي محو الفروق بين عامة و نخبة ، هناك تناقض ديمقراطي يتمثل في ان الشعب حينما يحسن حاله لا يهتم بالسياسة و ينقص وعيه السياسي و لا يزداد وعيه الا حينما يسوء حاله، بمعنى ان وعي الشعب عبثي لا جدوى منه الا بعد فوات الاوان، و ان الديمقراطية مكان خطير يلتقي فيه اشد الناس مكرا و دهاء باشدهم غباء و سذاجة، انها مكان يكون فيه المريض المشتكي الجاهل بالطب في يد طبيب منحرف .

  • Radia

    يعتقد البعض ان فساد النخب و ميوعها من اعراض الديمقراطية بينما هو جوهرها و روحها، فساد النخب ليس طارئا او سوء استعمال للديمقراطية بل هو صميمها و لوم السياسيين غير منطقي لانهم اشياء تصنعها الالة الديمقراطية في قالب وحيد و واحد ينتج الشعبوية و اللؤم و الخداع
    انها تنزل بالنخب الى الاسواق الشعبية ليخاطبوا الناس بلسانهم و منطقهم، لذا فان النخبة غير ممكنة الا خارج الديمقراطية و المدينة التي حلم بها الاغريق على رأسها الحكماء مستحيلة في الديمقراطية التي تكون فيها الزبدة هي الحثالة

  • Radia

    فهل الشعب هو الذي لا يستفيد من دروس السياسة ام ان الديمقراطية هي التي لا تنتج الا الفاسدين ؟
    السياسة بشكل عام هي ميدان الفساد و الخسة الذي تعجز الاخلاق عن ولوجه ، و الديمقراطية هي مدرسة التخصص في هذا المجال لان منطقها هو السفسطة persuasion ،انها تعلم الجوارح كيف تنقض على الفريسة، و عوض أن يعمل السياسي على توعية المواطن من أجل الوطن يعمل على دغدغة شعور الناخب من اجل الحزب او المصلحة الشخصية
    لا يوجد وطن و لا مواطنون في الديمقراطية بل هناك فقط سلطة و أصوات
    انها كيمياء تحول الوطن الى أرقام و مقاعد

  • Radia

    النخبة هي نقيض الشعب و الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب فكيف تنتج لنا من الشعب نقيضه؟
    الديمقراطية تنحدر بالنخب الى مستوى الشعب و ما تستطيع انتاجه هو نخب في فن الخداع و الوصولية و الدجل و الوضاعة ، أما الشعب فهو هو طفل غر أهوج سريع الغضب و سريع الفرح و بالتالي تكون الديمقراطية مدرسة للبيدوفيليا السياسية يغرر فيها منحرفون كبار بالطفل الخالد الذي هو الشعب
    يشكو الشعب دوما و أبدا من فساد منتخبيه الذين انتخبهم هو نفسه ثم يعيد انتخاب فاسدين اخرين و هكذا دواليك فهل الشعب هو الذي لا يستفيد من دروس السياسة

  • Radia

    الديمقراطية هي فن للهدف بغض النظر عن الكيفية-التي هي ما يميز النخب عن غيرها- الديمقراطية هي فن الارقام و الكم ،فكيف يطلب منها الكيف؟
    كان الشعب في كل بقاع الارض و كل فترات التاريخ لا يرجو الا سماع ما يرضيه فكيف بمن يريد اصواته ان يقول له ما يزعجه؟
    الديمقراطية توصل الحثالة الى قمة السلطة و تبقي الشعب على ما هو عليه لذا صور أريسطوفان في احدى مسرحياته (الشعب ديموس) كعجوز أخرق يصدق كل ما يقال و جعل الدماغوجي الطامع في صوته رجلا من قاع الشعب بائع نقانق جوعان و أمي يغرق العجوز في المجاملات و الكذب

  • Radia

    لا توجد عندنا نخبا سياسية لا في الأحزاب و لا ما يسمى بمحللين أو مراقبين، و لا يوجد اختلاف أيديولوجي حقيقي و انما انقسام سياسوي فقط
    ان الديمقراطية تناقض نفسها اذ أنه اذا كانت الاحزاب هي مادة الفعل الديمقراطي فان الديمقراطية تفرغ تلك الاحزاب من روحها و تحولها الى آلة للشعبوية و الماركوتينغ و الحس التجاري، و كلما كان الفاعل نخبويا يموت ديمقراطيا و تكسد تجارته ، فلكي ينجح عليه أن ينحدر من جديد الى الجماهير التي يفترض فيه التميز عنها،الديمقراطي هي فن الوصول الى الهدف بغظ النظر عن الكيفية التي هي

  • Radia

    انها تنتج ديماغوجيين لهم تخصص واحد رغم اختلافهم الأيديولوجي السطحي ، و هو التخصص في النصب و التغرير بالشعوب، لا يمكن للديمقراطية أن تنتج نخبا بالمعنى الصحيح للكلمة في كل بقاع الارض و كل فترات التاريخ
    ما نحتاجه في الجزائر هو رجال دولة تكنوقراط محنكين ، لهم هامش من الوطنية و الانتماء بدلا من الوصوليين ، ممتهني الدجل السياسوي و تجارة الشعارات على مستوى النظري ، و البلطجة على مستوى السلوك ، أما الاعتماد على النخب الحزبية ففيه انهيار و تقهقر الجزائر بشكل حتمي

  • Radia

    النخبة لغويا هي الصفوة ، أي كل ما يتميز عن القاعدة و العوام في مجال من المجالات، و بالتالي فالنخبة السياسية هي التي تتميز عن الشعب في التفكير السياسي و ليس تلك التي تعيد للشعب بضاعته، عندنا لا توجد نخبة بهذا التوصيف ، فما عندنا هو أبواق تعيد الشعارات الشعبوية المملة الى ما لا نهاية، وهذه آفة ديمقراطية عامة تجعل النظلم الديمقراطي ينتج يفرغ النخب و يجوفها و ينزلها الى مستوى العوام ،لأن الهدف هو نيل رضى و عطف القواعد الأمية و الساذجة و المثالية
    اذا كانت الديمقراطية هي حكم الشعب فكيف تنتج لنا نخبا ؟

  • AMAR

    الله يا استاذ الهادي على هذه الكلمات الطيبات النابعات من القلب المسكوبات في القلوب التي لم تلوثها قذارة فرنسا نعم الصين رغ تخلفها يوما ما بقيت دماء الصينيينة نقية ولذا ظل شعبها سليما يمتلك المناعة والحصانة الثقافية والحضارية وكان رجوعه الى اصله ومكانته الحضارية سهلا واما نحن وياحسرتاه تخربت