-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دور العزاء في مجتمعنا اليوم:

التدافع على موائد الأكل والشرب مثل الأعراس

صالح عزوز
  • 5485
  • 11
التدافع على موائد الأكل والشرب مثل الأعراس
ح.م

تحولت دور العزاء في مجتمعنا، إلى أماكن للأفراح والضحك والحكايات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وتحول الحزن، الذي كان يخيم على هذه الأمكنة لعدة أيام إلى آخر للفرحة وتبادل النكت، ويبدأ هذا الجو مباشرة بعد دفن الميت، إن لم نقل إنه مباشرة بعد موته، فلم تبق تلك الطقوس التي ترتسم على الوجوه والأماكن في ما مضى، التي كان يغلب عليها التوحيد والاستغفار والتكبير، وأصبحت مجرد ملتقيات من أجل الإطعام والبحث عن الملذات، والسمر حتى مطلع الفجر.

يستغل الكثير من الناس، هذه المناسبات الأليمة من أجل الجلوس إلى موائد ما لذ وطاب من الأطباق والثمار، وما أكثرها اليوم في دور عزائنا، وتحولت بذلك هذه المناسبات الأليمة، التي كان لا يأتيها في ما مضى إلا الأقربون من أجل العزاء ومواساة أهل المرحوم، إلى أخرى لكل من يريد الطعام والشراب، بل أصبحنا لا نفرق بينها وبين أعراسنا، فلولا الموسيقى التي تبين أيهما الوليمة وأخرى دار عزاء، لاختلط الأمر علينا، فهما متشابهتان في الحضور وكذا الجو الذي يسودهما.

سهرات لا تنتهي تصل إلى أسبوع كامل

يغتنم الكثير من الناس، خاصة الشباب، هذه الأوقات من أجل السهر والسمر حتى مطلع الفجر، ولا يفترقون إلا وقد لاحت الشمس أول شعاعها على الأرض، يبيتون يضحكون ويمرحون ويتناقشون في كل مواضيع الحياة، دون استثناء، بل يسهرون في الغالب، على الجدال في رياضة كرة القدم، التي فتنت جميع الناس، وأصبحت تحضر في كل موائدنا، حتى في دور العزاء.. والغريب، أن هذه السهرات والتجمعات الليلية، إن صح القول، أصبحت لا تقتصر فقط على أصدقاء وأقارب أهل الميت، بل تضم حتى الغرباء، وأصبحت الأبواب المفتوحة على كل من هب ودب، للسهر في دار العزاء، التي لا تغلق أبوابها في وجوه الزائرين والحاضرين من كل مكان، بحجة التعزية والمواساة.

التدافع على موائد الأكل

نعم، يعتبرها الكثير منا صدقة على الميت، وهو أمر طبيعي، ولا يمكن أن يختلف فيه اثنان، لكن أن ترى التدافع على الأبواب من أجل حجز كراسي على مائدة الأكل، فهذا أمر غير طبيعي، ولا يمكن أن يكون كذلك مهما كانت الحجج، وحتى وإن سلمنا بأنها صدقة على الميت من أجل إكرامه، فلا يمكن أن تكون بهذه الطريقة، فلا بد أن تكون بطريقة نظامية، وفي صمت لا في ضوضاء وتدافع، كما يحصل اليوم في أغلب دور العزاء.

إن التساهل في الموت، بالرغم من كونه أمرا مفجعا، بداية من دفن الميت حتى إلى ما بعده من سهرات على الأطعمة والشراب، هو دليل على أن هذا الأمر الجلل أصبح في نظر الناس مجرد حدث لا غير، يجتمع الناس في المقبرة من أجل إسقاط فرض العين في الدفن، ثم الرجوع إلى الحياة من أجل العبث دون عبرة، بدءا من السهرات في دار العزاء، وتحولت من دار فاجعة أليمة إلى أخرى لدار الوليمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • جزائرية مرت من هنا

    قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي : " فتكليف أهل الميت بصنع الطعام خلاف السنة، وهو إلى البدعة أقرب، بل قد يكون حراماً إذا كان من أموال اليتامى والقصار كما يفعله بعض الجهال ، حيث يقدمون على تركة الميت التي فيها حق اليتامى والأرامل ، ويأخذون منها الأموال لوضع الفرش والبسط وكلفة العزاء وكأنه حدث عرس، فيتكلفون في ذلك ويضرون بآل الميت، فيكون هذا الطعام من أكل أموال اليتامى ظلماً ، والفاعلون لذلك وصفهم الله بأنهم : ( إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) ، نسأل الله السلامة والعافية ". انتهى من "شرح زاد المستقنع " (86/ 15، بترقيم الشاملة آليا) .

  • جزائرية مرت من هنا

    هذه الممارسات الشنيعة لم يسلم منها حتى المريض، حيث أصبحت زيارة المريض سواء في المستشفى أو البيت فرصة للأكل والتسامر، متناسيين حاجة المريض إلى الراحة والهدوء، وكذلك حاجته لبعض الخصوصية لتغيير الضمادات مثلاً أو أخذ الدواء، وحتى أهل المريض يعانون مثله تماماً فبالإضافة إلى خدمته يضطرون لخدمة الأصحاء عديمي المشاعر. ناهيك عن ولائم الحج والعمرة التي باتت تكلف الشخص أكثر من تكاليف إقامة الشعائر الدينية.

  • جزائرية مرت من هنا

    هذا الموضوع ناقشته من فترة قصيرة مع زوجي المصري، حيث استهجن هذه العادات والتقاليد التي لا تمت للإسلام بأي صلة، وأتذكر هنا جنازة أمي رحمها الله حيث ظلت موائد الأكل والسمر لمدة شهر كامل، والأدهى أن الأقارب الذين يسكنون في نفس حارتنا يبيتون هم وأولادهم، ولا يدعون فرصة للأقارب الذين يقطنون مدن بعيدة للمبيت بسبب نقص في الأغطية والأفرشة التي يمكن أن تكفي الجميع، هذه الممارسات آلمتنا كثيراً، حيث لم يسمحوا لنا بالبكاء والحزن على فقيدتنا والدعاء لها في هدوء، واختم أن من أكل وشرب في جنازة أو عند زيارة مريض لا أجر له، ويجب على المساجد أن توعي الناس وتضع ضوابط اجتماعية للتعزية وزيارة المريض.

  • العشرية التدهور

    مقال جيد يستهل جائزة لأنه يصحح خلل في المجتمع الجزائري المتدهور , أتمنى يبقى لمدة ظاهر في موقع حثى يطلع عليه الكثير... شكرن مقال بناء.

  • العشرية التدهور

    (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)
    الفقراء "، الذين لا يسألون, و " المساكين " الذين يسألون.
    أما أنت الغير محتاج كُلْ وخلصها بالحسنتك في أخرة للميت .
    الصورة معبرة على المفلسين في أخرة.

  • العشرية التدهور

    ظاهرة خبيثة منتشرة في جزائر ممكن تعود على هذو الناس بالشر بإذن الله .
    التدافع على موائد الأكل والشرب مثل الأعراس غاذي تخلصها في أخرة ..بمعنى صدقة على الميت لكن أنت لست أهل لهذه الصدقة لذلك سا يأخد من حسناتك للميت .
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أُتِيَ بطعام سأل عنه: أهديّة أم صدقة؟ فإن قيل: صدقة قال لأصحابه: كلوا ولم يأكل، وإن قيل: هديّة ضرب بيده صلى الله عليه وسلم فأكل معهم).
    {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}(التوبة: 103)
    إن كنت تعتقد أنك تبروفيثي يا غبي طارت حسنتك.

  • حماده

    ثبت عن جرير بن عبدالله البجلي الصحابي الشهير قال: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة) أخرجه الإمام أحمد، وابن ماجه بسند صحيح.
    والنياحة من الكبائر كما تعلمون

  • مستغرب

    كل يوم اتامل الناس من حولي كيف لا يعتبرون مما يحدث بهذا الزمن من اراقة دماء وفساد وفسق
    تعد لحدود الله والمجاهرة بها
    ثم اتذكر قول الله تعالى :
    " اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون "

    فيروس كورونا انعش ذاكرة العالم اجمع انه لا توجد قوة فوق ارادة الخالق
    انت مجرد كائن مجهري مثل الفيروس بالنسبة لمن خلق الكون لم تكن موجودا بالاصل
    وتذكر قول الله :
    " هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا "

    تتحداه وتنكر نعمه وهو يذكرك انك لو بلغت عنان السماء ستموت وتقف امامه مذلول مكسورا وتترجاه ان يغفر لك

    " و يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا "

  • محمد

    عندما كان حيا كان يشتاق تمرة وعندما مات علقوا له عرجون

  • توفيق

    هذا من واقعنا ... اصبحنا لا نفرق بين الجنازة والعرس إلا بالغناء ..... ماتت القلوب فيجب ان نجعل من الموت موعضة و نتخذها فرصة لأهل الميت أن يذكروا فيها الله ويسبحوه ويحمدون الله على النعم و يترحمون على ميتهم ..... إن العين تدمع، والقلب يحزن لما وصل إليه مجتمعنا فالواجب أن لاتوقد النار في بيت الميت إلا بعد 3أيام. حسبي الله و نعم الوكيل.

  • محمد

    هذا دليل ان الجزايريين بعيدون عن الدين واالاخلاق الاسلامية .. وايضا لاحظت مثلا ان الجزائريين عندما يتكلمون ويتحدثون مع بعضهم في الشارع او اي مكان لايذكرون الله ابدا في كلامهم واذا واحد فيهم اتنرفز يسب ويشتم وفي احيان كثيرة يسبون الله عز وجل .. حتى الكفار عندما يتحدثون مع بعضهم يذكرون الله .. وهذا دليل على انعدام الاخلاق والتربية عند الجزائريين