-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منشاريات

الدكتاتورية العظمى والدكتاتوريات الصغيرة

حسان زهار
  • 1658
  • 5
الدكتاتورية العظمى والدكتاتوريات الصغيرة
ح.م
دونالد ترامب

تعيش أمريكا في المدة الأخيرة، ومعها العالم كله، حالة ترقب كبيرة في اتجاه تحديد مصير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كشفت تصريحاته مع المسار القانوني الذي تأخذه قضية التدخل الروسي في فوزه في انتخابات الرئاسة، أنه رئيس لا يختلف كثيرا عن أسوأ الزعماء العرب شمولية وتخلفا، خاصة وهو يستعير من رئيس النظام السوري الذي قتل وشرد نصف شعبه عبارته الشهيرة: أنا أو الفوضى.
أمريكا إذن بجلال قدرها وعظمتها، تقف في ذات الموقف الملتبس للعالم العربي وهو يصارع ثيرانه المتوحشة على كراسي العرش، غير أن الفارق الكبير هو أن أمريكا تمتلك مؤسسات قوية تراقب الوضع جيدا، ويمكنها أن تتدخل لإنقاذ الوطن في اللحظة المطلوبة، بينما لا تمتلك الأمة العربية إلا بركات الزعيم الذي لا يخطئ، وإذا أخطأ فاللوم على الشعب الذي لم يكن في مستوى فهم السياسات الرشيدة للزعماء والملوك من أصحاب الفخامة والسمو، وهذا تحديدا ما يجعل الوضع ملتبسا أكثر بسبب ارتباط سياسات جل الأنظمة العربية بتوجهات حاكم البيت الأبيض وإن كان مخبولا من درجة ترامب، وقد وضعت تلك الأنظمة وخاصة منها الخليجية كل بيضها في سلة ترامب، حين باعت القدس والقضايا العربية كلها، وباعت شعوب المنطقة وحلمها في التحرر والديمقراطية، إلى مجنون يميني متطرف، جاء يخدم أجندات روسية ويهودية ونازية ويمينية متطرفة.
لقد أظهر ترامب الذي أكد قدرا كبيرا من البلاهة السياسية، عداوته الواضحة للقضايا العربية، فبادر بعد ضبط مسألة الحكم في السعودية، إلى ضبط مسألة صفقة القرن، وإلى تحويل المال السعودي إلى ميزانية ثانية للدولة الأمريكية وربيبتها اسرائيل، ثم التفت الى استعداء المكسيك وكندا، وأظهر عداوته الاقتصادية للصين، واسقط الاتفاق النووي مع ايران، وانقلب على أقوى حلفاء الحلف الأطلسي تركيا، حتى اضطرت الأخيرة إلى التحالف مع الروس والصين وايران، قبل أن يقدم سوريا على طبق من ذهب الى بوتين ويضرب تضحيات ملايين السوريين في صفر، وقد أمر الوكيل السعودي بوقف الدعم للثورة والاعتراف بحكم بشار الأسد.
ولذلك لا غرابة أن نرى ترامب يتصرف نفس تصرفات أعتى الديكتاتوريين عندنا من أمثال بشار والسيسي، في كراهيته المطلقة لرائحة الاسلام وتمجيده للقوى الشمولية إلى غاية التنويه بالأبارتيد العنصري في جنوب افريقيا وبالنازية في المانيا، ما يجعل فترة حكمه خاصة إذا ما مر إلى فترة ثانية في غاية الخطورة على سلامة واستقرار العالم، وقد دلت السنوات القليلة التي تولى فيها زمام الأمر حجم الكوارث التي نجمت عن سياساته الخرقاء، سواء في الشرق الأوسط والقضايا العربية، أو في العلاقات الدولية بين القوى العظمى، غير أن الأمور يبدو أنها باتت تسير عكس هذا الرجل المجنون، وقد أمسك المحقق الخاص روبرت مولر بالخناق حول رقبته في قضية الدور الروسي في وصوله لرئاسة البيت الأبيض، ثم الاعتراف المذهل لمحاميه الخاص مايكل كوهين باختراق القوانين الانتخابية بأوامر مباشرة من ترامب.. ما يعني أن كل السياسات التي أعلنت وتحديدا تلك التي تم الاتفاق عليها تحت الطاولة مع حكام السعودية والإمارات تحديدا، قد تصبح في خبر كان، ومعها قد تسقط عروش بأكملها ربطت مصيرها بمصير رئيس مجنون.
العالم كله اليوم يراقب المشهد الملتبس الذي تورطت فيه أجهزة استخبارات عالمية كبرى مختلفة، إلا أن مصلحة أمريكا العليا ومعها مصلحة الدول الكبرى تتكفل بها مؤسساتها السيادية التي لا يمكنها أن تتلاعب بمصير أبنائها، أما الدول التي ربطت مصير أبنائها بمصير رئيس مخبول، وبابنته ايفانكا الثعبانة المتلاعبة، ودفعت في سبيل ذلك مئات المليارات من الدولارات، فإن مصيرها هو ما سيكون على كف عفريت.
نسأل الله أن تتهاوى عروش كل الدجالين والخونة من الديكتاتوريين الصغار، بتهاوي عرش سيدهم الدكتاتور الأعظم، فلقد مكروا مكرا عظيما ضد أحلام الشعوب في التحرر “ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • مراسل

    أنت نشرت المقال يوم 2018/09/25 وقلت هذه الكلمات : مجنون يميني متطرف، جاء يخدم أجندات روسية ويهودية ونازية ويمينية متطرفة.........
    النازيون أبادوا اليهود والروس حاربوا النازيين وأشهر صداماتهم كانت بستالين غراد
    كلامك تناقض صارخ فلا تستخف بعقولنا وتحسبنا سذجا لا نفقه من التاريخ شيئا واتق الله فلا تقل بجلال قدرها وعظمتها لأن الجلال والعظمة لله وحده لا شريك له

  • عبد الحكيم بسكرة

    شكرا للصحفي رئيس التحرير حسان زهار على هذه الصيحات المدويه في وجه الطغاة من الديكتاتوريين امثال ترمب و بشار و السيسي وغيرهم

  • cheikh dakar

    نتمنى من ترامب فقط القضاء على النظام الايراني المجرم

  • عبدالنور

    التدخل الروسي كذبة الحزب الديمقراطي الذي خسر الانتخابات المعروف نتائجها مسبقا. هم يتنافسون فقط من يخدم اسرائيل اكثر, لاوجود لانتخابات في امريكا الا شكليا. الرئيس تصنعه العائلات البنكية المعروفة التي تملك البنك الاحتياطي الفيدرالي. بنك مركزي خاص وليس عمومي..أما سوريا. فرغم كل الدلائل والوثائق التي تؤكد وقوف الموساد والمخابرات الامريكية خلف معظم الجماعات المسلحة واخرها تهريب اسرائيل للخوذ البيضاء .الا انكم لا تغيرون رأيكم. ليس عيبا أن نطور مواقفنا, اذ أن كل باحث او صحفي معرض للخطأ. اعلام الماينستريم الدولي الذي تملكه تلك العائلات ليس بمصدر, اقترح عليك موقع globalresearch او موقع newsbud

  • shekeb kade

    يبدو ان الروس هم من جلب هذا الغبي الى سدة الرئاسة الامريكية لكي تفقد امريكا حلفاءها في العالم وبهذا يستعيد الروس مكانتهم . فهو حارب كل العالم من اجل الفلوس .نعم هو افضل من اوباما من ناحية الحزم الا انه شتت جهد الولايات المتحدة على كافة الجبهات ولهذا فهو لايمك استراتيجية واضحة او هدف محدد او حتى اسبقية اهداف وانما يخلق فوضى فقط من اجل الحصول على الاموال