-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تاكلوا الرهج!

جمال لعلامي
  • 1526
  • 6
تاكلوا الرهج!
أرشيف

عاد هذه الأيام الحديث بقوة عن ملف “السوسيال”، أو سياسة الدعم الاجتماعي، وقد أثار تصريح وزير المالية، ثم “توضيح” وزارة المالية، لغطا وهرجا ومرجا، فالمسألة مرشحة للمراجعة، سواء بإلغاء الدعم عن بعض المواد الهامة، كالوقود والكهرباء والماء والخبز والحليب، أو من خلال إعداد قائمة انتقائية يتمّ فيها التمييز والمفاضلة بين المستفيدين من الدعم!

ليس خافيا أن الملايير المخصصة للدعم الاجتماعي، إلى أن يثبت العكس، ومنذ عشرات السنين، يستفيد منها الجميع، فهل يُعقل أن يشتري الوزير والمدير والوالي والمير والغفير وسائق الحمير، “الخبزة” بنفس التعريفة؟ أليس من عجائب وغرائب الدنيا السبع، أن يتزاحم هؤلاء وأولئك في طابور حليب “الشكارة” وبنفس السعر يتحصلون عليه؟

مراجعة الدعم -إذا حصل- وتحوّل من مجال الوجود بالقوّة إلى مجال الوجود بالفعل، فإنها يجب أن تتوسّع لتشمل أيضا قوائم أخرى، فالسكن مثلا مازال يسيّر بنفس العقلية، فهل من العدل أن يستفيد صاحب الملايير من سكن اجتماعي أو ريفي أو إيجاري أو حتى ترقوي عمومي، بنفس الثمن الذي يدفعه الموظف البسيط والإطار “المزلوط” والعامل الذي يتقاضى الحدّ الأدنى المضمون؟

نعم، لقد فعل “السوسيال” فعلته، وإلاّ لما تساوى الفقير والغني في اقتسام ما لا يقل عن 170 ألف مليار سنتيم، مخصصة تحديدا لضمان القوت والمساعدات الموجهة لدعم الغذاء والدواء والوقود والكهرباء والسكن والصحة، وغيرها من اللوازم والضروريات الحياتية، التي صرفت عليها الحزينة العمومية “فوادها” دون أن يدفع  غير المستحقين سنتيما واحدا؟

عندما يتساوى الملياردير مع “الشهّار” في تسعيرة المواد الغذائية الأساسية، ويصرفون نفس الثمن لاقتنائها، ولا فرق هنا بين حانوت الدشرة، والمركز التجاري الفخم، فلا بدّ أن يتحرك الصادقون من أجل “دعم” أطروحة وزير المالية، حتى وإن كان حقّا يُراد به باطلا، من أجل تقليص فاتورة “السوسيال” بإعداد بطاقية وطنية للمعوزين والمستحقين الفعليين لأموال الدعم!

لمن السؤال المطروح: كيف يتم ضبط قائمة المعوزين؟ ومن هم المستحقين؟ ومن يضبط هذه القائمة: شبعان يعرف المزيّفين، أم جوعان يعرف جيدا أسماء وعناوين الغلابى والمطاردين للقمة عيشهم هنا وهناك، وفي كلّ مكان وزمان، برّا وبحرا وجوّا؟

إلغاء الدعم بصفة نهائية، هو قرار خاطئ ومجحف وخطير، لأنه سيضرب أعناق الفقراء والبسطاء والتعساء، ويقضي على الدولة الاجتماعية التي كرّسها الدستور وأعراف الدولة منذ البدايات الأولى للاستقلال الوطني، لكن بالمقابل، لا أحد سيقف ضد سحب البساط من تحت أقدام “الشحّامين” و”الغمّاسين” والانتهازيين الذين يأكلون دعم غيرهم، أو على الأقلّ يأكلون من الدعم رغم أن شروط الأكل لا تتوفّر فيهم، وهم كمن يأكل “الرّهج” إلى الأبد!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • محمد

    بدل أن تدرس ملفات فقراء ويعدون ويسلم لهم الدعم كأموال مباشرة ... فلتدرس ملفات الأغنياء وتعد لهم قوائم ويسحب منهم ما أخذوه من "دعم" (في شكل ضرائب) ...عدديا هذه الخطوة أسهل لأن الأغنياء يشكلون النسبة الأقل مقارنة بعدد الفقراء ومحدودي الدخل والموظفين ممن لايستطيعون في ظل أجورهم الزهيدة تحمل أعباء إلغاء الدعم.
    الحل الثاني هو أجور أوروبية لكل الجزائريين مع إلغاء الفارق الكبير في الاجور بين الناس. ثم إلغاء الدعم كما في أوروبا تماما. وتوظيف التضامن لدعم الفقراء.
    الوظيفة في الجزائر أصبحت سخرة وإستعباد أكثر ربما من وقت الكولون. وهذه هي نتائج الرأسمالية التلمودية، الإستعباد والجشع والحروب.

  • aziz

    لقد اغفلت امرا مهما في حديثك وهو أن فاتورة الدعم يتم دفعها من أموال الضرائب التي يتم جمعها من المواطنين وبطبيعة الحال الأغنياء يدفعون ضرائب أكثر من الفقراء فأين المشكل إذا رجع لهم جزء ضئيل من هذه الضرائب على شكل دعم للمواد الإستهلاكية،

  • ساسي جاري

    الرزق بيد الله يا سادة وليس بيد احد من الملوك والسلاطين وليس بيد امريكا ولا اوروبا ولا الصين ابدا ابدا
    اللهم احفظ الجزائر من المنافقين والحاقدين والمتمسلمين واشباه المسلمين والمرضي نفسيا
    اللهم اصلح بطانة ولاة امورنا الي ما فيه خير البلاد والعباد امين امين

  • abu

    يا رقم...01....هؤلاء الآدميين في كرواتيا وغيرها..لهم أسرهم ولايجهلون أصولهم ولا أبوتهم..وبالتالي هم(متربييــــن وبني ناس) ليس مثل هؤلاء عندنا الذين لاأصل ولا أبوة ولا ملة.. هم كالذين تعج بهم دور من لاابوة ولا أهل لهم.....

  • ايوب

    الرهج يأكله كل الوزراء وكل البرلمانيون وكل مايسمى الاطارات السامة....الشعب قبل وبعد 1962...يأكل من عرق جبينه لاينتظر (الرهج والمرهوج الذي احتكره رعاع القصور والشاطوات) ....نحن الشعب نأكل مماتأكل منه بهائمنا وننام في أمان من الامراض ..وأمان من الرب الذي وعد آكلي الرهج بالرهائج التي تنتظرهم وعائلاتهم ...كولو السخط والنخط والكوليرا والخلاء يخليكم ان شاء الله

  • ابن الشهيد

    لما قرأت يا أستاد أن رئيسة وزراء كرواتيا ،وفريقها وصل الى نهاية كأس العالم، دهبت الى روسيا لمؤازرة فريقها وعلى حسابها الخاص تدكرت روراوة يوم أخدالفرنسي معه الى البرازيل وهو لم يمض بعد عقده وعلى حساب الفاف أو الجزائر وكدلك براهميا عندما أخد عائلته على حساب الدولة ويضحك على من كشفوا أمره، أدركت الفرق بمن يحب بلده وأهله ومهنته ومنصبه وممن جعل كل شئ مطية للأستغلال والكدب والأنتهازية، ادن هدا الصوصيال لايحدف لأنهم هم من خلقوه وهم من يستنغله أشد استغلال بسم الغلابة والمعوزين ؟هدا كلام للأستهلاك وفقط ياسي خمال ياجميل