-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما بعد طوفان “لوح”

عمار يزلي
  • 1056
  • 1
ما بعد طوفان “لوح”
ح.م

كل ما يحدث اليوم ، وما حدث من قبل، يصب في نهر الرئاسيات القادمة، وسيكون حتما، إن طالت الأعمار الرئيس القادم أول بداية لنهاية حكم الأقلية، المعتمدة على نظام الكوطة السياسية! مشروع طموح.. يلغي الأطماع التي أفسدت الطباع وأكثر النسور والضباع، طيلة عقود، في وطن مستقل يعتمد على فرنسا وعلى الوقود الذي نحن عليه قعود.

 الحديث اليوم عن الرئاسيات المؤجلة، التي يرفضها البعض، تحت ذرائع غير منطقية، هو حديث عن عهد نريده جديدا في التعامل مع صوت الناخب الذي لم يكن يؤخذ يوما في الحسبان، ومنه جاءت مناورات رفض الانتخابات الرئاسية المؤجلة. حق أريد به باطل: هذا الباطل هو نفسه المستمر عبر قنوات العصابة، التي تريد إطالة عمر المرض لحاجة في نفس Jackob للبقاء في الحكم مدى الحياة على الكوكب.

وجدت نفسي هكذا أعيش حالة سفر في المستقبل البعيد. صار الإنسان يعمر أكثر من 945 سنة! ينافس سيدنا نوح في سنه، ويتمنى أن يدخل في موسوعة غينس لأكبر معمر (قذافي) ما بعد الطوفان. وزراء شباب، أصغرهم يبلغ من العمر 320 سنة! والبقية ما بين 500 و900! شباب في ريعان الشيخوخة! يتذكرون ما حصل قبل قرابة ألف عام! يتذكرون كيف كانوا رضعا في 70 من العمر أو 80! وكيف كانوا يركبون سيارات غريبة مضحكة تسمى مرسيدس وبي أم دابليو، وطائرات بوينغ وقطارات كهربائية وطرام، وكيران وطاكسيات. اليوم لكل واحد منهم تيليكوموند يسافر بها على كرسيه الطائر (وليس المتحرك! التكنولوجيا تطورت كثيرا منذ ذلك العصر، العالم رحل إلى الفضاء إلا نحن.. الله غالب!) كما أنهم يتذكرون كيف أن الشعب كان كثيرا! 40 مليون نسمة! اليوم بعد نحو 800 سنة، لا يوجد أكثر من 250 شخص من المعمرين، استعمروا البلاد بعدما باعوا الأرض إلى الأجانب، الذين تركوها فارغة وصعدوا إلى المريخ وزحل والقمر، ولم يبق في الأرض غير بقايا العصر الحجري الجديد! عهد البناء بالحجارة والعيش على البزنس والتجارة. النفط قد جف والشعب قد كف بعد ضرب كثيرا على الدف وعاش حتى مات بالهف، وصار شعبا يشف بعدما دار ولف، وانتخب وشرب وذاق الأمرين.. وروَّن وسف.

كنت أنا الوحيد من الشعب الذي لا يزال على قيد الحياة، بعدما نجوت من الاستئصال الممنهج بفعل الوراثة، وجدت نفسي قد بلغت 345 عام، وأنا أعزب! ماتت أمي وأنا رضيع في حجرها وكان عمري 88 عاما! وهي كانت في سن 723 سنة. كنت أنا الوحيد الممثل الشرعي الوحيد والأوحد للشعب الجزائري الذي لا يوجد غيره. وكان الحكام بضعة 245 من بقايا المستحثات القديمة. بقي النظام يحكم باسم الشعب بقية الشعب (الذي لا يوجد فيه إلا أنا!). مزقوني أربا إربا بالضرائب والضرب والتصويت والسياط، والسخرة والعمل ليل نهار لصالح سلطة دار العجزة، وبقيت “شعبا” وفيا للبلد وللقادة والقواد، وقد رأيت في رؤيا مؤخرا أني أنا من سأدفن الجميع لأبقى وحيدا سيد نفسه لا سلطة ولا سيادة عليه إلا سيادة السيد المطلق! خالق الأكوان والألوان والإنسان والحيوان والحيتان!

لم أفق إلى الآن، رغم أني قد استيقظت..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • إسماعيل الجزائري

    إنها المقامة الطوفانية!