-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وزارة الصحة تُكذّب الوزير حسبلاوي!

قادة بن عمار
  • 2743
  • 5
وزارة الصحة تُكذّب الوزير حسبلاوي!
ح.م

تصريح وزير الصحة بخصوص القضاء على وباء الكوليرا في ظرف 3 أيام تحول في ظرف 24 ساعة فقط إلى “فضيحة رسمية” بكل المقاييس، خصوصا بعدما قامت وزارة الصحة بتكذيب ما قاله المسؤول الأول عنها، وذلك عبر بيان رسمي، رغم أن تصريح مختار حسبلاوي موثّق بالصوت والصورة، ولا نعلم حتى الآن السبب الذي دفع وزارة الصحة إلى تكذيب وزير الصحة!
الواقعة تعيدنا مجددا إلى قضية الدقة الإعلامية في تناول التصريحات المتداخلة والأحداث المختلطة وحالات الإصابة المؤكدة بالكوليرا من تلك المشتبه فيها، والشهادة لله، فإن طاقم مستشفى بوفاريك لم يدّخر أي جهد في التواصل مع الصحفيين والرأي العام إلى درجة أن مدير المستشفى المذكور بات يظهر في اليوم أكثر من عشر مرات وعبر أكثر من قناة، وهذا أمر جيد ومطلوب!
ومثلما قلنا في عدد سابق من أن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية بعض الأخطاء وأنها لم تتكون جيدا لتتعامل مع الظروف الطارئة كتلك التي نعيشها حاليا، فإن إطارات وزارة الصحة ووزارات أخرى مثل الداخلية والتربية والتضامن، يعانون أيضا من صعوبة التواصل مع الإعلام والمواطنين، وقد ظهر جليا أن تسارع الأحداث جعل تلك الإطارات الرسمية تظل متسمرة في مكانها بلا حراك ما عدا بعض الندوات والتصريحات هنا أو هناك، بل وتدهور الأمر إلى الإدلاء بتصريح رسمي ثم تكذيبه من طرف الجهة ذاتها!
هذا التخبط الرسمي، دفع مواطني “حمر العين” بتيبازة مثلا إلى تحدّي السلطة من خلال عدم تصديق خبر وجود الوباء في المنبع الذي ظلوا “لسنوات طويلة بل لعقود” يشربون منه، بل وتساءلوا: كيف يتحول مصدر نعمتنا بالأمس إلى خطر يهدد صحتنا وصحة باقي الجزائريين!
حالة الغضب الشعبي تلك، سببها أيضا أن الخبراء عندما أتوا إلى “حمر العين” من أجل أخذ عينات من المنبع، طالبوا السكان بالتزام الصمت ووعدوهم بتوفير المياه عن طريق الصهاريج، الأمر الذي لم يتم، ما دفع بالمواطنين إلى الشعور بالغضب حتى إنهم قالوا بأن السلطة التي تكذب في توفير صهريج ماء لا يمكنها أن تقول الحقيقة لتحافظ على صحتنا!
يبدو أن وباء الكوليرا لن يدفعنا فقط إلى إعادة النظر في استراتيجية قطاع الصحة وإنما في طريقة عيشنا ككل، وفي طريقة التواصل بين الحكام والمحكومين طالما أننا مضطرون إلى توفير ذلك التواصل والحفاظ عليه، ولو بقي منه مجرد شعرة رقيقة جدا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • عادي

    و من قبله، سكان سيدي الكبير في تيبازة كذّبوا ميدانياً (عن طريق الشرب الجماعي و العلني) تحاليل مخبر باستور بأن منبعهم هو مصدر الكوليرا لكن دون أن يتحرك أحد من مكانه !!!

  • المخ لص

    ( كلها يلغى بلغاه ) لا وزير يعي او يعتقد بما يقول و لا مدير تنفيذي يعي ما هية تنفيذه و لا دون اولئك يعي ما يقول، ذلك لاننا وصلنا مرحلة اللامسؤولية بامتياز. عندما تغيب المؤسساتية في ادارة البلاد يحل محلها الغث و السمين من التصريحات اللا مسؤولة التي لا تمثل الا قناعة اشخاص و لا تمت بصلة للمؤسساتية ، بمعنى ان الازمة هي ازمة جملة من المتناقضات و فوضى الاشياء التي يعيشها كل قطاع في بلادنا بداية بقمته و نهاية بقاعدته و الحل هو اننا بحاجة الي اصلاح يبدا من القمة لتتعظ القاعدة ، فلاصلاح السلاليم و تنظيفها يجب ان نبدا من الاعلى و ننزل نحو الاسفل و العكس غير صحيح.

  • abdelkader

    انا جزائري اعيش في الخارج و للاسف لم ارى بلدا يهمل النظافة مثل الجزائر. النظافة مسؤلية مشتركة بين الحكومة و المواطنين. البلديات لا تسّخر وسائل كافية و غالب الناس لا يبالي. للاسف نظافة المحيط ليست من ثقافتنا

  • تاقليعت

    الطلا عايش بالكدب والبهتان وبيع الكلام الفارغ من ابسط مسؤول الى العلى مسؤول حتى اصبخنا لا نصدق احدا ...حتى الجرائد واشباه الصحفيين في المحطات التلفزية وما اكثرها وجلها يبيع الكدب وينشر الخرافات

  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    الوزارة كذبت وسائل الإعلام و ليس الوزير